ألمانيا : هذا هو عدد السوريين الذين قدموا طلبات لدعم العودة إلى بلادهم حتى الآن

لم يلقَ برنامج دعم العودة الطوعية للاجئين السوريين وطالبي اللجوء استجابة كبيرة حتى الآن. ووفقًا لما نقلته صحيفة “Welt am Sonntag” عن المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين (Bamf)، فقد تم تقديم 150 طلبًا للاستفادة من البرنامج حتى 30 يناير، فيما تمت الموافقة على 36 طلبًا فقط.

وتم إطلاق البرنامج في 13 يناير، ويغطي تكاليف سفر السوريين الراغبين في العودة، بالإضافة إلى منحة تصل إلى 200 يورو كمساعدة سفر، فضلاً عن دعم مالي يصل إلى 1000 يورو لإعادة الاندماج في سوريا. يُقدَّر عدد السوريين المقيمين في ألمانيا حاليًا بحوالي مليون شخص، معظمهم من اللاجئين وطالبي اللجوء.

في الوقت الذي أطلق فيه البرنامج، تطالب بعض الولايات الألمانية الحكومة الاتحادية بتهيئة الظروف لاستئناف عمليات الترحيل إلى سوريا. حيث تم تعليق عمليات الترحيل منذ مارس 2012 بسبب الحرب الأهلية المشتعلة آنذاك.

وفي هذا السياق، صرحت وزيرة الهجرة في ولاية بادن-فورتمبيرغ، ماريون غينتغيس (CDU)، لصحيفة “Welt am Sonntag” قائلة: “يتوجب على وزارة الخارجية الألمانية إعادة تقييم الوضع على الأرض في أسرع وقت ممكن.”

ووفقًا لوزارة الداخلية في الولاية، يوجد 11 مجرمًا خطرًا من سوريا يعيشون حاليًا في بادن-فورتمبيرغ.

كما قال وزير الداخلية في ولاية هيسن، رومان بوسيك (CDU)، في حديثه للصحيفة: “مع سقوط نظام الأسد الإرهابي، لم تعد هناك أسباب لبقاء العديد من السوريين في ألمانيا. ولذلك، أدعو إلى إعادة تقييم الوضع في سوريا.”

واتهم الحكومة الاتحادية بـ التراخي في التعامل مع القضية.

من جهته، صرّح وزير داخلية ولاية ساكسونيا-أنهالت، التي يقودها حزب CDU، بأن 285 سوريًا في الولاية ملزمون بمغادرة البلاد، إلا أن الحكومة الاتحادية لم توفر حتى الآن الشروط القانونية لترحيل مرتكبي الجرائم والخطرين أمنيًا من السوريين.

في بداية العام، أعلنت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر (SPD) أنها ستعيد النظر في وضع الحماية الممنوح لطالبي اللجوء واللاجئين السوريين، مؤكدة أن السوريين المندمجين ولديهم وظائف ثابتة يمكنهم البقاء في ألمانيا، بينما يجب ترحيل المجرمين والمتطرفين الإسلاميين في أقرب وقت ممكن، بمجرد أن يصبح الوضع في سوريا مستقرًا.

إلا أن وزارة الخارجية الألمانية أوضحت أن التقييم الجديد للأوضاع في سوريا لن يكون ممكنًا إلا عندما تستقر الأوضاع هناك.

من جانبها، دعت أندريا ليندهولتز، نائبة رئيس كتلة الاتحاد المسيحي الديمقراطي (CDU/CSU) في البرلمان الألماني، إلى إعادة تقييم عاجلة للوضع في سوريا، قائلة: “إعادة تفعيل الدعم المالي للعودة الطوعية تعني أن الترحيلات يجب أن تُستأنف أيضًا.”

وانتقدت بشدة وزيرة الداخلية فيزر، قائلة: “بدلاً من اتخاذ مبادرات جادة والتواصل مع الجهات السورية الجديدة، تفاجئنا الوزيرة باقتراحات غريبة مثل تنظيم رحلات استكشافية طوعية إلى سوريا. من الواضح أن السيدة فيزر غير قادرة على إدارة ملف عودة السوريين إلى وطنهم بشكل منظم.”

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها