ألمانيا : أسرة مشردة بسبب الإخلاء القسري .. تكلفة السكن الطارئ تتجاوز الإيجار بعشرة أضعاف

غرفتان بمساحة 20 مترًا مربعًا لكل منهما، مجهزتان بأسِرَّة معدنية، خزانة وطاولة – هذا هو المكان الذي تعيش فيه أنجيلا ك. (44 عامًا) وأطفالها السبعة منذ شهر، بعد أن تم إخلاؤهم قسرًا من منزلهم. والمفارقة أن مركز العمل (Jobcenter) يدفع 8432 يورو شهريًا لإقامتهم في هذا المأوى، وهو مبلغ يقارب عشرة أضعاف ما كانوا يدفعونه سابقًا للإيجار!
المساحة تكاد لا تكفي حتى للوقوف، والفرش مليئة ببقّ الفراش، رغم تدخل شركة مكافحة الحشرات. تقول أنجيلا: “يجب أن يكون الجميع في الفراش بحلول الساعة الثامنة مساءً، بسبب الصغار.”
قبل شهر واحد فقط، كانت هذه الأسرة المكونة من ثمانية أفراد تعيش في شقة بثلاث غرف بمساحة 80 مترًا مربعًا، ضمن مشروع إسكان اجتماعي مدعوم من ولاية برلين، وكان مالك العقار منظمة الرعاية الشبابية الإنجيلية الخيرية (EJF). وبحكم أن أنجيلا عاطلة عن العمل وتعاني من مرض مزمن، كان مركز العمل يتحمل إيجارها البالغ 973 يورو شهريًا.
لكن رغم التقارير الطبية التي أكدت حالتها الصحية، نفذت منظمة EJF الإخلاء بأشد الطرق قسوة، بسبب متأخرات الإيجار (جزئيًا بسبب تأخر مدفوعات مركز العمل)، بالإضافة إلى الاكتظاظ والعفن. وفي صباح بارد من شهر يناير، قام موظفو EJF وسلطات التنفيذ القضائي بطرد العائلة إلى الشارع، ولم يكن أمامهم سوى اللجوء إلى مأوى طارئ.
والمثير للجدل أن الشركة المسيحية الاجتماعية، التي تتخذ شعار “خلق المساعدة”، كانت قد حجزت مسبقًا أماكن للعائلة في أحد مآويها للمشردين. وهي الآن تتقاضى 34 يورو يوميًا عن كل فرد، أي ما يعادل 8432 يورو شهريًا، يتم تحويلها من مركز العمل وبتمويل من دافعي الضرائب.
ورغم طلب صحيفة BILD للتعليق، رفضت منظمة EJF تقديم أي رد رسمي على القضية.
لكن مارسيل لوثه (47 عامًا)، النائب السابق عن الحزب الديمقراطي الحر (FDP) ومؤسس نقابة “الحوكمة الجيدة”، انتقد بشدة ما وصفه بـ “استغلال الصناعات الاجتماعية للمعاناة الإنسانية”.
وقال: “هذه حالة فاضحة تُظهر كيف تستفيد المنظمات الاجتماعية من الأزمات التي تخلقها بنفسها.”