الأفضل في العالم .. قرية ألمانية تتفوق على هونغ كونغ رقمياً !

تعتبر قرية إيتلن في ولاية شمال الراين الألمانية، قرية صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها 1750 نسمة، تقع بين المراعي والكنيسة وطريق ريفيّ، لكن ما تخفيه هذه القرية البسيطة مذهل، حيث تُعد اليوم القرية الأكثر رقمية في العالم، متقدمة حتى على مدن عملاقة مثل هونغ كونغ.

قبل 13 عامًا، كانت القرية تواجه خطر التراجع: مدرسة ابتدائية مهددة بالإغلاق، منازل فارغة، وأراضٍ غير مستغلة للبناء.

يقول الناشط المحلي فرانك آهلِه: “كان يُنظر إلى إيتلن على أنها منطقة مهمّشة”.

لكن بدلًا من الاستسلام، أسس مع آخرين جمعية “إيتلن النشطة”، وبدأوا بتحويل القرية إلى نموذج مستقبلي حيّ.

اليوم، تطير طائرات درون تابعة للإطفاء لتصوير موقع الحريق وإرسال صورة حية. يوجد حاوية ذكية للملابس المستعملة، ويمكن تشغيل أضواء عيد الميلاد عبر تطبيق على الهاتف. كما تقوم أجهزة استشعار في النهر بتحذير السكان من الفيضانات.

لكن الحدث الأبرز كان إنشاء “التوأم الرقمي” للقرية: نسخة ثلاثية الأبعاد دقيقة من البلدة تم إنشاؤها بطائرات درون، تُظهر المباني والطرقات والمجاري المائية – ويمكن للسكان عبرها متابعة حالة الطقس، حركة المرور، ومستوى المياه بشكل فوري. آهلِه يعلق: “أدوات كهذه لا تستخدمها إلا المدن الكبرى عادة”.

لتشجيع التفاعل، أطلقت القرية دورات مجانية يديرها متطوعون، بالإضافة إلى “حقيبة تقنية” تتضمن نظارات واقع افتراضي وهواتف ذكية لتجربتها. آهلِه يفتخر: “أكبر مستخدمة لدينا كانت سيدة عمرها 102 سنة، كانت تقرأ الصحف صباحًا على جهازها اللوحي وتستمتع بذلك”.

في نهاية عام 2024، حصلت إيتلن على الجائزة الأولى في “جوائز المدن الذكية العالمية” التي ينظمها معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE) في باتايا، تايلاند – متفوقة على مدينة مثل هونغ كونغ.

ولا تزال القرية تتقدم عبر مشروع للقيادة الذاتية وعيادة تجريبية للتطبيب عن بُعد وبطارية تخزين ضخمة للطاقة الخضراء المنتجة من توربينات الرياح الخاصة بالقرية.

وتنتج إيتلن اليوم 34 ضعف استهلاكها الخاص من الكهرباء وتزود المنطقة بطاقة متجددة، مما خفّض أسعار الكهرباء بنسبة 30%.

ويضيف آهلِه: “حين قدم المزارعون أراضيهم لتركيب التوربينات، فكروا في مصلحة كل منزل في القرية”.

حتى مركز البيانات المحلي تم بناؤه في قاعدة أحد توربينات الرياح، بينما تغطي الألواح الشمسية ثلث أسطح المنازل.

وخلال جائحة كورونا، قام 65 متطوعًا من سكان القرية بمد 30 كيلومترًا من الألياف الضوئية بأيديهم، وبكلفة 100,000 يورو فقط.

 

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها