وسائل إعلام ألمانية : خبراء الصحة يحذرون .. اكتشاف فيروسات شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي بعدة مدن ألمانية

أطلق معهد روبرت كوخ الألماني (RKI) تحذيرًا عاجلًا بعد رصد فيروسات شلل الأطفال (Polioviren) في عينات من مياه الصرف الصحي خلال الأسابيع الماضية، ما يثير مخاوف جدية من احتمال انتقال العدوى بين البشر داخل ألمانيا.
وفي نشرته الوبائية الأسبوعية رقم 27، وصف المعهد الوضع الحالي بأنه “يتزايد فيه احتمال انتقال الفيروس بين الأشخاص في ألمانيا”، رغم عدم توفر أرقام دقيقة عن عدد المصابين.
ويشدد الخبراء على أن الأشخاص غير المطعمين أو الذين لم يُكملوا سلسلة التطعيمات معرضون لخطر الإصابة بشلل الأطفال، وهو مرض فيروسي شديد العدوى يمكن أن يؤدي إلى شلل دائم أو الوفاة، خصوصًا عند الإصابة في مرحلة الطفولة.
وتُعد اللقاحات ضد شلل الأطفال فعالة وآمنة، حيث يتم في ألمانيا منذ عام 1998 استخدام لقاحات معطلة فقط (Inaktivierte Impfstoffe)، بينما لا تزال بعض الدول تستخدم لقاحات حيّة فموية. وتؤدي هذه اللقاحات إلى إفراز الفيروس المضعف عبر البراز لعدة أسابيع، مما قد يؤدي إلى تلوث المياه.
وتم الكشف عن آثار الفيروس في مدن دريسدن، ماينز، ميونيخ وشتوتغارت، ما يشير إلى وجود أشخاص مصابين في المناطق التي تغطيها محطات المعالجة. ويؤكد المعهد أن حتى الأشخاص المطعّمين بشكل كامل يمكن أن يُصابوا بالفيروس وينقلوه للآخرين، رغم أنهم لا يمرضون به.
رغم هذه المؤشرات، لم يتم حتى الآن تسجيل أي حالات إصابة مؤكدة بشلل الأطفال، ولم يُثبت وجود انتقال محلي مباشر داخل ألمانيا. لكن لا يُستبعد وجود حالات قادمة من دول أخرى، خصوصًا وأن الفيروس البري لا يزال موجودًا فقط في أفغانستان وباكستان.
وأبرز معهد RKI وجود ثغرات كبيرة في نسب التطعيم بين الأطفال في ألمانيا، حيث أظهرت الإحصائيات أن فقط 20% من الأطفال بعمر 12 شهرًا تلقوا تطعيمًا كاملًا ضد شلل الأطفال، بينما ترتفع النسبة إلى 77% فقط بعمر سنتين.
وأكد رئيس المعهد، البروفيسور لارس شاده، في تصريحات لمجلة “Ärzteblatt”: “يجب أن يحصل كل شخص في ألمانيا على تطعيم ضد شلل الأطفال.”
ودعا إلى سد فجوات التطعيم بأسرع وقت ممكن، خاصة في صفوف الأطفال والمراهقين، محذرًا من أن التهاون قد يؤدي إلى عودة هذا المرض الخطير بعد عقود من السيطرة عليه.