ألمانيا : ارتفاع قياسي في سرقات المتاجر .. واضطرار للاستعانة بحراس أمن خاصين

 

تشهد ولايات شمال ألمانيا، وخاصة شليسفيغ-هولشتاين، ارتفاعاً غير مسبوق في معدلات سرقة المتاجر، حيث أكد اتحاد التجزئة (Handelsverband Nord) أن الخسائر اليومية للتجار تقدَّر بنحو 375 ألف يورو، وهو رقم قياسي لم يسجل من قبل.

وبحسب العاملين في القطاع، تغيّر سلوك اللصوص بشكل واضح، إذ لم يعودوا أفراداً يتصرفون بدافع لحظي، بل عصابات منظمة باتت أكثر عدوانية. وأفادت مديرة قسم في متجر “راملوف” بمدينة هايده بأنها لم تعد تجرؤ على ملاحقة السارقين كما في السابق، خوفاً من تعرضها للاعتداء. فيما ذكر مدير المتجر أن أحد موظفيه تعرض للتهديد بسكين عند محاولته إيقاف أحد اللصوص.

الشرطة أوضحت أن جرائم السرقة المنظمة أكثر تعقيداً في إثباتها، إذ يتطلب الأمر تتبع أسلوب عمل العصابة، الذي قد يشمل تشتيت الموظفين، تنفيذ السرقة، ثم تهريب البضائع. وتؤكد التحقيقات أن الجناة يبتكرون باستمرار أساليب جديدة لتفادي المراقبة.

في ظل هذا الوضع، تتزايد استعانة المتاجر بشركات الأمن الخاصة لتأمين المداخل ومراقبة الزبائن، رغم أن صلاحيات هؤلاء الحراس لا تتجاوز ما يملكه أي فرد عادي: تطبيق حق المنع من الدخول، إيقاف المشتبه بهم مؤقتاً حتى حضور الشرطة، والدفاع عن النفس في حال التعرض لاعتداء.

لكن هذه الإجراءات الأمنية الإضافية تكلّف مبالغ كبيرة، ما يضطر التجار إلى تحميلها ضمن الأسعار، وهو ما يعني في النهاية أن المستهلك هو من يدفع الفاتورة.

من جانبه، شدد اتحاد التجزئة على أن القضية أصبحت “مشكلة مجتمعية”، مطالباً القضاء بالإسراع في محاكمة المتهمين وردعهم، فيما دعت الشرطة المواطنين إلى الإبلاغ عن أي تصرفات مشبوهة على الفور عبر الرقم 110.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها