ألمانيا : مقتل مراهقة على يد لاجئ صادر بحقه قرار ترحيل يثير جدلاً واسعاً في برلمان هذه الولاية

 

أعاد مقتل الشابة الألمانية ليانا ك. (16 عامًا) في بلدة فريدلاند إلى الواجهة النقاش حول قصور سياسات اللجوء والترحيل في ألمانيا، بعد أن تبين أن المشتبه به الرئيسي، العراقي محمد أ. (31 عامًا)، كان مطلوبًا للترحيل منذ أشهر.

النيابة العامة في غوتينغن أوضحت أن الجاني دفع الفتاة أمام قطار شحن يوم 11 أغسطس/آب، ما أدى إلى وفاتها. الرجل كان قد دخل ألمانيا عام 2022 عبر ليتوانيا وتقدم بطلب لجوء رُفض لاحقًا. ورغم صدور قرار نهائي بترحيله في مارس/آذار 2025، بقي في البلاد بسبب ثغرات إجرائية وقضائية.

في برلمان هانوفر، أجمعت الكتل السياسية على التعبير عن الحزن والتعاطف مع عائلة الضحية، لكن النقاش سرعان ما انقسم بين الدعوات إلى تعامل “هادئ وموضوعي” (من الحكومة الإقليمية المكوّنة من SPD والخضر) والتحذيرات من فشل منهجي في سياسة الترحيل (من CDU وAfD).

وزيرة الداخلية دانييلا بيرنس (SPD) اعتبرت أن القضية “معقّدة للغاية للحكم عليها بسرعة”، مؤكدة أن السلطات لم تكن تملك قبل الجريمة دلائل كافية على خطورة المشتبه به، حتى أن طبيبًا أكد قبل ساعات من الحادثة أنه لا يشكّل خطرًا على نفسه أو الآخرين.

من جانبها، طالبت CDU بسنّ إطار قانوني يتيح مراقبة طالبي اللجوء المرفوضين إلكترونيًا عبر الأصفاد الإلكترونية (Fußfessel) لتفادي ثغرات الترحيل، وهو مقترح حظي بدعم رئيس الكتلة البرلمانية للحزب في البوندستاغ، ينس شبان، الذي شدد على أن “الثقة في دولة القانون يجب أن تُستعاد”.

القضية، التي أعادت إلى الأذهان نقاشات 2015 حول سياسة اللجوء، تكشف استمرار عجز السلطات في التعامل مع المهاجرين المرفوضين ذوي الخلفية الإجرامية أو النفسية الهشة، وتضع مزيدًا من الضغط على الحكومة الاتحادية لمراجعة آليات الترحيل والمراقبة.

 

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها