ألمانيا : تفاصيل جديدة حول خطط الحكومة المتعلقة بالجيش و التجنيد

تسعى الحكومة الألمانية إلى تعزيز الجاهزية الدفاعية للجيش الألماني (البوندسفير)، إذ تُعتبر قوة احتياط قوية شرطًا أساسيًا لتحقيق هذا الهدف. وتطمح وزارة الدفاع إلى رفع عدد جنود الاحتياط المكلّفين رسميًا إلى 200 ألف جندي، في حين لا يتجاوز العدد الحالي 49 ألفًا فقط.
الاحتياط في ألمانيا يشمل جميع الجنود السابقين، ويُعد عنصرًا مهمًا في المنظومة العسكرية، لأن القوات العاملة وحدها لا تكفي لتغطية كل مهام الدفاع في حال اندلاع حرب. كما يمكن للأشخاص الذين لم يخدموا سابقًا (“Ungediente”) الخضوع لتدريب خاص والانضمام إلى الاحتياط بعده.
عندما يُذكر موضوع تعزيز الاحتياط، يدور الحديث غالبًا عن ما يُعرف بـ الاحتياط النظامي (beorderte Reservisten)، وهم جنود سابقون ملتزمون رسميًا بوحدات معينة ضمن الجيش ويشاركون في تدريبات منتظمة. لكن حتى الآن، لا يتلقى الكثير منهم التدريب الكافي، رغم توفر التمويل، بحسب وزارة الدفاع.
يدعو بعض الخبراء إلى إعادة جعل تدريبات الاحتياط إلزامية، لضمان جاهزية القوات. ويقول فابيان فورستر من اتحاد جنود الاحتياط إن ذلك سيكون خطوة مهمة نحو جيش أكثر استعدادًا للطوارئ.
في حال وقوع نزاع، لن تقتصر مهام قوات الاحتياط على حماية الداخل، بل ستشمل دعم القوات النظامية وتعويض الخسائر البشرية من قتلى ومصابين.
يُشير الخبير السياسي مارتن سيبالدت، الذي خدم نحو 40 عامًا كجندي احتياط، إلى أن الهياكل اللازمة لذلك لم تعد متوفرة كما في السابق، إذ كانت هناك وحدات خاصة تُعرف باسم قوات الدعم التكميلي، يمكن تفعيلها عند الحاجة.
حاليًا توجد شركات احتياطية داخل الجيش، لكن كتائب مستقلة تبقى نادرة. في ولاية بافاريا مثلًا لا توجد سوى ثلاث كتائب، بينها كتيبة دبابات احتياطية واحدة، لكنها لا تمتلك معداتها الخاصة.
عملية تعيين الجندي ضمن الاحتياط النظامي يمكن أن تستغرق حتى سنة كاملة، بسبب الفحوص الأمنية والطبية المطلوبة.
أما خدمة الدفاع الجديدة (Wehrdienst)، فتأمل وزارة الدفاع أن تسهم في جعل قوات الاحتياط أكثر قوة وأصغر سنًا، إذ من المقرر أن يتم ضم الجنود بعد انتهاء خدمتهم العسكرية تلقائيًا إلى صفوف الاحتياط، ما قد يؤدي إلى زيادة أعدادهم بشكل ملحوظ خلال السنوات المقبلة.