تاغس شبيغل : بعد عشر سنوات على موجة اللجوء السوري .. متطوعان من بوتسدام يسترجعان الذكريات

 

في الذكرى العاشرة لأكبر موجة لجوء عرفتها ألمانيا الحديثة، استعاد اثنان من متطوعي مدينة بوتسدام ذكرياتهم مع آلاف السوريين الذين وصلوا إلى المدينة عام 2015 طلبًا للأمان بعد اندلاع الحرب في سوريا.

الصحيفة الألمانية Tagesspiegel نقلت عن المتطوعة هايديلوره روتس (80 عامًا) – وهي معالجة بالإبر الصينية – قولها إنها لبّت نداءً في الصحف المحلية آنذاك لمساعدة اللاجئين، فانضمت إلى مجموعة تضم 48 متطوعًا ساهموا في استقبال الوافدين الجدد وتنظيم لقاءات لتعريفهم بالمجتمع الألماني.

تقول روتس: «كنا نريد أن نُظهر لهم أنهم مُرحَّب بهم هنا، وأن الطريق الصعب الذي قطعوه لم يكن عبثًا».

وبحسب تقرير الصحيفة، وصل إلى بوتسدام في ذلك العام نحو 3 آلاف لاجئ سوري، استُقبلوا بحفاوة من الأهالي الذين نظموا فعاليات اجتماعية وثقافية، مثل لقاءات القهوة والحلويات وأمسيات في مسرح هانس أوتو الشهير بالمدينة.

وترى روتس أن أحد أبرز أخطاء المرحلة الأولى من سياسة اللجوء في ألمانيا كان تأخير السماح للاجئين بالعمل، وهو ما جعل اندماجهم في المجتمع أبطأ مما يجب.

وتضيف أن كثيرًا من العائلات التي ساعدتها آنذاك ما زالت على تواصل معها حتى اليوم، مؤكدة أن العلاقات التي نشأت في تلك الفترة كانت «بداية صداقات حقيقية وليست مجرد مبادرات مؤقتة».

يأتي هذا التقرير في وقت تعيد فيه وسائل الإعلام الألمانية تسليط الضوء على عام 2015 بوصفه عامًا مفصليًا غيّر المشهد الاجتماعي والسياسي في البلاد، وترك أثرًا طويل الأمد في سياسات الهجرة والاندماج في ألمانيا.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها