وسائل إعلام ألمانية : أطباء ألمان ينفذون عمليات جراحية في ظروف قاسية ويساعدون آلاف المحتاجين في دول بينها سوريا

رغم انقطاع الكهرباء والظروف القاسية، تمكن فريق طبي ألماني من إجراء 54 عملية جراحية ومعاينة عشرات الأطفال في إطار حملة إنسانية نفذها منتدى هامر (Hammer Forum) في إفريقيا وسوريا.

قاد الفريق الطبيب ثيوفيلّاكتوس إيمانويلِدِس المعروف باسم الدكتور إيمّا (Dr. Emma)، الرئيس السابق لقسم الجراحة في مستشفى “لوكاس” بمدينة بوندِه. ويعد هذا الطبيب البالغ من العمر 85 عامًا من أبرز الوجوه في العمل الإنساني الطبي، حيث يشارك منذ عقود في مهمات علاجية داخل مناطق النزاع حول العالم.

غينيا بيساو: عمليات تحت ضوء البطاريات

بين 13 و27 سبتمبر، نفذ الفريق الطبي مهمته في مستشفى مدينة غابو بغرب إفريقيا. وبحسب الدكتور إيمّا، تعرضت العيادة المؤجرة من المنتدى للسرقة قبل وصولهم، حيث نُهبت المواد الغذائية والأدوات الطبية. ورغم ذلك، واصل الأطباء مهامهم وأجروا عشرات العمليات للأطفال، بينهم نسبة كبيرة ممن يعانون من تشوهات في الساقين بسبب سوء التغذية.

ونُفذت الجراحات في ظروف صعبة بسبب الانقطاعات المتكررة للكهرباء، واضطر الأطباء إلى تشغيل أجهزة التخدير عبر بطاريات احتياطية.

سوريا: توزيع المساعدات رغم الخطر

في الوقت نفسه، كان الطبيب علي الزقامي ينفذ مهمة إنسانية أخرى في سوريا لصالح منتدى هامر، حيث وزّع المساعدات في مدن اللاذقية، حمص، بانياس، طرطوس، ودمشق.

وقال الزقامي إن “الفقر كان صادمًا، والأسعار تضاعفت ست مرات، فيما لا يحصل الناس على الكهرباء سوى ساعتين يوميًا”، مضيفًا أن قصص الأرامل والأمهات اللواتي فقدن أبناءهن كانت مؤلمة للغاية، إذ رغم مأساتهن كنّ يشاركن جزءًا من المساعدات مع جيرانهن.

ورغم إصابة الطبيب الزقامي في ركبته أثناء المهمة، واصل فريقه المحلي العمل ونجح في تأمين المساعدات لآلاف الأسر في مختلف المناطق.

كما زار الدكتور إيمّا جزيرة ليسبوس في يوليو الماضي، حيث يقدم المنتدى عبر منظمة Welcome Office Lesbos مأوى ودعمًا نفسيًا للاجئين، خصوصًا النساء والأطفال.

وأشار إلى أن الأوضاع في المخيمات لا تزال صعبة، إذ “لا يمكن لأي إنسان أن يعيش في تلك الظروف لأكثر من أسابيع قليلة”.

ورغم التحديات – من انقطاع الكهرباء إلى انعدام الموارد – أكد الفريق الطبي أن مهماته أظهرت كيف يمكن تحقيق إنجازات كبيرة بموارد محدودة.

تأسس منتدى هامر (Hammer Forum) عام 1991، ويكرّس عمله لتقديم الرعاية الطبية للأطفال في مناطق الأزمات، وتدريب الكوادر المحلية وبناء بنى تحتية صحية مستدامة، ويعتمد كليًا على التبرعات.