تقرير صادم: ربع القاصرين في ألمانيا يعيشون على المساعدات

كشفت أرقام جديدة صادرة عن وزارة العمل الاتحادية والوكالة الاتحادية للعمل لصحيفة فيلت أم زونتاغ أن نحو واحد من كل أربعة أطفال في ألمانيا يعيش في أسرة تعتمد على الإعانات الحكومية.
ووفقًا للبيانات، يعيش 1.81 مليون طفل دون سن 18 عامًا في أسر تتلقى إعانة “بروغر غيلد” (Bürgergeld) – أي دعم الدخل الأساسي بموجب قانون الضمان الاجتماعي الثاني (SGB II). كما يحصل 1.3 مليون طفل آخر على ما يُعرف بـ”إعانة الأطفال الإضافية” (Kinderzuschlag)، وهي مخصصة للأسر ذات الدخل المنخفض.
ويضاف إليهم 136 ألف طفل من طالبي اللجوء يتلقون مساعدات وفق قانون اللاجئين، و23 ألف طفل يعتمدون على مساعدات المعيشة الأساسية.
وبذلك يرتفع العدد الإجمالي إلى 3.42 مليون طفل وشاب، أي ما يعادل نحو 24.5% من إجمالي القاصرين في ألمانيا.
تشير دراسة أجراها معهد بريمن لأبحاث سوق العمل والتدريب المهني للشباب إلى تفاوت واضح بين الولايات الألمانية: ففي حين تبلغ نسبة الأطفال المستفيدين من “بروغر غيلد” 28.2% في ولاية بريمن، لا تتجاوز 7% في ولاية بافاريا. وتُسجَّل النسب الأعلى في المدن الكبرى والمناطق ذات الكثافة العالية من المهاجرين.
وبحسب الوكالة الاتحادية للعمل، فإن السبب الرئيس وراء الأعداد المرتفعة هو موجات الهجرة القوية خلال السنوات الأخيرة، إذ تحتاج الكثير من الأسر الوافدة إلى دعم حكومي مؤقت قبل الاندماج الكامل في سوق العمل. وتشير الأرقام إلى أن 854 ألف طفل من أصل 1.81 مليون يعيشون على إعانة Bürgergeld ليسوا من حاملي الجنسية الألمانية.
وحذّر الخبير الاقتصادي برند رافيلهوشن من التبعات الاجتماعية بعيدة المدى لهذه الظاهرة، قائلاً لصحيفة فيلت: “عندما ينشأ جيل من الأطفال وهو يعتمد على الإعانات، فإن ذلك يخلق دائرة فقر يصعب كسرها لاحقًا”.
وأوضح أن الدراسات تظهر أن أبناء الأسر التي تعيش على المساعدات أكثر عرضة للاعتماد على الدعم الحكومي في المستقبل.
وأشار رافيلهوشن إلى التجربة الاسكندنافية كنموذج ناجح، مضيفًا: “في الدنمارك، يحصل جميع الأطفال على رعاية منذ الشهر التاسع من عمرهم، ولا تُمنح الأمهات العازبات إعانات اجتماعية بل يُعرض عليهن عمل، وإذا واجهن صعوبة في الاندماج، يتدخل مختصون نفسيون لدعمهن حتى يتمكنّ من العودة إلى سوق العمل”.