ألمانيا : الحكم على ثلاثة سوريين في ميونخ بتهم ارتكاب جرائم حرب

أصدر المحكمة العليا الإقليمية في ميونخ (OLG München) حكمًا بالسجن لمدد طويلة على ثلاثة سوريين لجأوا إلى ألمانيا، بعد إدانتهم بارتكاب جرائم حرب في وطنهم سوريا.
وبعد 14 شهرًا من المحاكمة التي شملت 86 جلسة استماع، حُكم على المتهمين بالسجن لمدة تسع سنوات وعشرة أشهر، وسبع سنوات، وأربع سنوات ونصف على التوالي.
ووفقًا لبيان المحكمة، فإن أحد المتهمين — الذي نال أطول مدة سجن — كان قد أسس فصيلًا مسلحًا معارضًا، انضم لاحقًا إلى تنظيم داعش.
القضية تناولت اتهامات تتعلق بـ الانتماء أو القيادة في تنظيم إرهابي أجنبي، إلى جانب ارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين خلال النزاع السوري.
وخلال المحاكمة، استعانت المحكمة بخبراء لتقييم الأحداث ضمن سياق الانتفاضة ضد نظام بشار الأسد، مشيرةً إلى أن الفصيل الذي أسسه المتهم بدأ كجماعة علمانية عام 2011، قبل أن يتجه تدريجيًا نحو التيار الإسلامي المتشدد منذ عام 2013، وصولًا إلى اندماجه في صفوف داعش.
أحد المتهمين تولّى السيطرة على حقل نفط في محافظة دير الزور شرقي سوريا، واستخدم عائداته لتمويل فصيله المسلح وعائلته، كما أمر بتنفيذ هجوم على مدنيين من الطائفة الشيعية، صُوّر بالفيديو على يد أحد المشاركين.
وخلال التحقيقات، قال الأخير في إفادته للشرطة الألمانية جملة أثارت الجدل: “ومن الذي لم يرتكب انتهاكات لحقوق الإنسان في سوريا؟”
لكن المحكمة رفضت هذا التبرير، مؤكدةً أن ما قام به المتهمون لا يمكن اعتباره كفاحًا مشروعًا من أجل الحرية.
جميع المتهمين الثلاثة فرّوا إلى ألمانيا بعد هزيمة تنظيم داعش عسكريًا، فيما أوضحت المحكمة أن الحكم لم يصبح نهائيًا بعد، ويمكن الطعن فيه.