ألمانيا : وفاة فتى سوري خلال فراره من لصوص مسلّحين .. وبدء محاكمة المتهمين في هامبورغ

تحولت عملية اقتحام عنيفة في أحد أبراج السكن بمدينة هامبورغ إلى مأساة راح ضحيتها الفتى السوري سيف إبراهيم (15 عاماً)، بعد سقوطه من الطابق الثامن أثناء محاولته الهرب من مجموعة مهاجمين مسلّحين. الحادثة التي وقعت في أبريل 2025 وصلت اليوم إلى أروقة المحكمة، حيث يُحاكم سبعة متهمين رئيسيين وثلاثة مشاركين آخرين، وجميعهم من الجنسية السورية وتتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً.
وبحسب النيابة العامة، كان خلاف سابق بين أحد المتهمين وأحد سكان الشقة سبباً لذهاب المجموعة إلى المبنى وهي تحمل سواطير وأدوات ضرب وهراوة بيسبول. وعندما رفض صاحب الشقة الخروج، قام المهاجمون باقتحام الباب وكسروا باباً زجاجياً داخلياً بواسطة ساطور.
في تلك اللحظات، حاول سيف وثلاثة شبان آخرون الاحتماء في شرفة الشقة هرباً من المعتدين. وتمكن أحدهم من النزول إلى شرفة الطابق الأسفل، فيما حاول سيف القيام بالمثل، لكنه فقد توازنه وسقط من ارتفاع كبير ليلقى حتفه.
بعد الاقتحام، فرّ الجناة حاملين معهم ألف يورو نقداً، إضافة إلى هواتف وأغراض أخرى، لكن الشرطة تمكنت لاحقاً من اعتقالهم، وسبعة منهم يقبعون في الحبس الاحتياطي.
والد الضحية، علي إبراهيم (46 عاماً)، حضر الجلسة بصفة “مدّعٍ بالحق الشخصي”، ولم يتمكن من حبس دموعه وهو يروي كيف علم بخبر وفاة ابنه أثناء عمله كسائق تاكسي. وقال إنه يعيش حتى الآن صدمة نفسية شديدة، وأضاف محاميه أن يوم 14 أبريل 2025 كان “اليوم الأكثر قسوة” في حياة موكله، مشيراً إلى وجود شبهات حول تورط بعض المتهمين في جريمة قتل أخرى في بيلشتيد العام الماضي.
النيابة العامة تتهم سبعة من المتورطين بارتكاب “سطو مشدد أدى إلى وفاة”، إلى جانب تهم تتعلق بالإيذاء الخطير، فيما يواجه ثلاثة آخرون تهمة المساعدة والمشاركة. وقد طالب محامو الدفاع بإغلاق الجلسات أمام الجمهور بسبب صغر سن بعض المتهمين، ورغم اعتراض محامي عائلة الضحية على ما اعتبره “تقييداً لحق الصحافة”، قررت هيئة المحكمة استبعاد الجمهور حتى انتهاء عرض الأدلة.