أستراليا : إشادات بشجاعة شاب مسلم نزع سلاح أحد منفذي الهجوم الإرهابي على احتفال يهودي

 

امتدح كبار مسؤولي أستراليا شجاعة المسلم “أحمد الأحمد” ووصفوه بـ”البطل”، وذلك عقب نزعه سلاح أحد اثنين مسلحين نفذا هجوما في شاطئ بوندي بمدينة سيدني الأسترالية، وأسفر عن مقتل 12 شخصا وإصابة 29 آخرين.

ووقعت الحادثة، الأحد، أثناء احتفالات بعيد “الحانوكا” اليهودي في شاطئ بوندي بولاية نيوساوث ويلز الأسترالية، حيث أعلن رئيس وزراء الولاية كريس مينز، مقتل أحد المهاجمين.

وقال مفوض شرطة الولاية، مال لانيون، في تصريحات صحفية، إن 29 شخصا، بينهم شرطيان، أصيبوا في الهجوم.

الحادثة حظيت بتغطية كبيرة في الإعلام الأسترالي والعالمي، وكان لافتا شجاعة المسلم الأسترالي أحمد الأحمد، الذي انقض على أحد المسلحين ونزع منه سلاحه، ما تسبب في إرباك المسلحين وتسهيل تحييدهم.

وفي حديثه من أمام أحد المستشفيات لقناة “7NEWS” الأسترالية، كشف مصطفى، أن ابن عمه، أحمد الأحمد، البالغ من العمر 43 عاما، هو من أنقذ “أرواحًا لا تُحصى عندما تصدى للمسلح”.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر لحظة انقضاض الأحمد، على أحد المسلحين بشاطئ بوندي ونزع سلاحه.

كما يُظهر الفيديو لحظات من إطلاق المسلح النار، وانقضاض الأحمد، عليه من الخلف وتطويقه بذراعيه لمحاولة انتزاع سلاحه.

وفي الفيديو، يظهر أيضا أن الأحمد، أصيب بطلقتي رصاص في يده وذراعه، من المسلح الآخر، على الأرجح، الذي كان يقف على جسر قريب منه.

مينز، رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز، اعتبر الحادث بأنه “صادم وغير مألوف في أستراليا”، وفق ما ذكرته هيئة البث الأسترالية الرسمية “آي بي سي”.

ووصف مينز، لحظات تجريد المسلح من سلاحه بأنها “أكثر المشاهد التي لا تُصدق في حياتي”.

وقال: “هذا الرجل بطل حقيقي، ولا شك في أن الكثيرين على قيد الحياة الليلة بفضل شجاعته”.

بدوره، أشاد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، بجميع المدنيين الذين حاولوا تقديم المساعدة ووصفهم بـ”الأبطال”.

وأضاف ألبانيز: “لقد رأينا اليوم أستراليين يهرعون نحو الخطر لمساعدة الآخرين”، في إشارة إلى ما قام به الأحمد.

وفي السياق ذاته، أدانت الجاليات المسلمة في أستراليا الهجوم المسلح، حيث أعرب المجلس الوطني للأئمة بأستراليا، في بيان، عن إدانته للهجوم وتضامنه مع ضحايا الهجوم وذويهم.

ودعا المجلس إلى محاسبة منفذي الهجوم.

ويحتفل اليهود بعيد “الحانوكا” إحياء لذكرى انتصار “المكابيين” على الإمبراطورية السلوقية عام 165 قبل الميلاد، ويستمر الاحتفال هذا العام بين 14 و22 ديسمبر/ كانون الأول.

وكان قُتل 12 شخصا وأصيب أكثر من 10 آخرين، بينهم شرطيان، في حادث إطلاق نار وقع اليوم الأحد على شاطئ بوندي الشهير في مدينة سيدني الأسترالية، استهدف حشدا خلال احتفال بعيد “الحانوكا” (عيد الأنوار) اليهودي.

وقالت الشرطة الأسترالية إن أحد منفذي الهجوم المسلح كان ضمن القتلى، في حين أصيب المشتبه به الثاني وتم إلقاء القبض عليه، مشيرة إلى أن حالته حرجة.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن مسؤول أمني قوله إنه تمّ تحديد هوية أحد المسلحين في هجوم سيدني ويدعى نافيد أكرم.

من جهتها، أفادت شبكة (إيه بي سي) الأسترالية نقلا عن خدمة إسعاف ولاية نيو ساوث ويلز بنقل 16 مصابا في هجوم شاطئ بوندي إلى المستشفيات.

وقد أعلنت الشرطة في وقت لاحق عن التعامل مع تهديد بوجود عبوة ناسفة يدوية الصنع في منطقة “بوندي”.

ووقع إطلاق النار أثناء تجمع لأفراد من الجالية اليهودية لإيقاد أول شمعة احتفالا بعيد “الأنوار” (حانوكا)، الذي يستمر هذا العام بين 14 و22 ديسمبر/كانون الأول الحالي.

ووصف رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي الواقعة بأنها “صادمة ومروعة”، وأضاف “قلبي ومشاعري مع كل شخص تضرر من هذا الحادث”، مؤكدا أن المستجيبين لحالات الطوارئ يعملون على إنقاذ الأرواح في الموقع.

واعتبر ألبانيزي أن هجوم شاطئ بوندي “حادث إرهابي”، مشددا على أنه “هجوم يستهدف الأستراليين اليهود في اليوم الأول من العيد”.

ووصف ألبانيزي الهجوم بأنه “غير منطقي وإرهابي ويهدف إلى زرع الخوف”، متعهدا بتخصيص كل الموارد الممكنة لسلامة المواطنين اليهود.

كما أشار رئيس الوزراء إلى أن الشرطة والأجهزة الأمنية تعمل على تحديد كل المتورطين في هذا العمل المشين، كاشفا أن أحد منفذي الهجوم كان معروفا لدى السلطات لكنه لم يكن يشكل تهديدا وشيكا.

وبحسب شبكة (إيه بي سي) الأسترالية، فقد دعا ألبانيزي كبار الوزراء لاجتماع للجنة الأمن القومي.

من جانبها، أعلنت الاستخبارات الأسترالية أن مستوى التهديد الإرهابي في البلاد لا يزال عند درجة “محتمل”، وذلك في أعقاب الهجوم الذي شهدته سيدني.

وقال المسؤول الأمني إن السلطات تعمل على التحقق من هويات منفذي الهجوم، مؤكدا استمرار الإجراءات الأمنية المشددة لضمان سلامة المواطنين.

من جهته أعرب وزير داخلية أستراليا عن شعوره بالصدمة إزاء ما حدث في بوندي، مشيرا إلى أنه ورئيس الوزراء يتلقيان إحاطة مباشرة من كافة الأجهزة الأمنية.

وفي سياق ردود الفعل، ندد المجلس الوطني الأسترالي للأئمة ومجلس أئمة نيو ساوث ويلز والمجتمع المسلم الأسترالي، في بيان مشترك، بحادثة إطلاق النار التي وقعت في منطقة بوندي بمدينة سيدني، واصفين إياها بـ”المروعة”.

وأكد البيان أنه “لا مكان لأعمال العنف والجرائم في المجتمع الأسترالي”، مطالبا بمحاسبة المسؤولين عن الهجوم وإنزال أقصى العقوبات بحقهم.

ودعا البيان أفراد المجتمع إلى التزام اليقظة وتوخي الحذر، مؤكدا أن هذه اللحظة تستدعي وحدة جميع الأستراليين، بمن فيهم المجتمع المسلم، في رفض العنف وتعزيز الوئام الاجتماعي وسلامة الجميع. (ANADOLU – aljazeera)

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.