العراق ينفي ارتباط “خلية الصقور” في سوريا بعملية “عين الصقر” الأمريكية

نفى العراق وجود أي ارتباط بين عملية الإنزال الجوي التي نفذتها قواته عبر “خلية الصقور” داخل العمق السوري، وبين عملية “عين الصقر” التي أطلقتها القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) فجر السبت.
جاء ذلك على لسان نائب قائد العمليات المشتركة العراقية، الفريق الأول الركن قيس المحمداوي، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء العراقية (واع).
وأكد المحمداوي أن عملية الإنزال الجوي الأخيرة نُفذت استنادًا إلى معلومات استخبارية دقيقة وفرتها “خلية الصقور”، وأسفرت عن اعتقال أهداف مهمة على مسافة نحو 10 كيلومترات داخل الأراضي السورية.
وشدد على أن “عملية الإنزال لا علاقة لها بالضربة الأمريكية، كما أن موقع تنفيذها الجغرافي مختلف وبعيد عن أماكن الضربات الجوية التي نفذتها القوات الأمريكية”.
وكانت خلية الإعلام الأمني العراقية قد أعلنت، الخميس، إلقاء القبض على هدفين مهمين مطلوبين للقضاء العراقي، خلال عملية نفذتها “خلية الصقور” داخل الأراضي السورية، بالتنسيق مع الجانب السوري وبدعم من التحالف الدولي.
في المقابل، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، فجر السبت، في بيان رسمي، أنه “في أعقاب الهجوم الذي استهدف القوات الأمريكية والقوات الشريكة السبت الماضي، أطلقت عملية (عين الصقر) في تمام الساعة الرابعة من مساء الجمعة بتوقيت شرق الولايات المتحدة (21:00 بتوقيت غرينتش) ضد تنظيم داعش في سوريا”.
وأضاف البيان أن العملية استهدفت “أكثر من 70 هدفًا في مواقع متعددة بوسط سوريا، باستخدام طائرات مقاتلة ومروحيات هجومية ومدفعية”.
وفي 13 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، قُتل أمريكيان عسكريان ومدني أمريكي، وأُصيب ثلاثة عسكريين أمريكيين آخرين، إثر كمين نفذه مسلح من تنظيم “داعش” في مدينة تدمر وسط سوريا، وفق ما أعلنته “سنتكوم”.
وفي اليوم التالي، أعلنت وزارة الداخلية السورية إلقاء القبض على 5 أشخاص مشتبه بهم، عقب هجوم تدمر.
وأوضح المحمداوي أن العراق استخلص دروسًا مهمة من تجربة عام 2014، مشيرًا إلى أن قيادة العمليات المشتركة وضعت خططًا استباقية لتحصين الحدود العراقية، الممتدة على طول 615 كيلومترًا، عبر منظومات مراقبة فنية وطائرات مسيّرة.
وأكد أن “المؤشرات المتعلقة بمحاولات التسلل خلال عام 2025 كانت ممتازة، إذ وصلت في كثير من الأشهر إلى الصفر”، نتيجة إنشاء خطوط دفاعية متعاقبة داخل العمق العراقي، وفي صحراء الأنبار غرب البلاد، ومحافظة نينوى شمال غربي العراق.
وأشار إلى أن هذه التحصينات الميدانية تهدف إلى عرقلة عمليات التسلل، ومنح القطعات العسكرية “الإنذار المبكر والوقت الكافي لاتخاذ إجراءات رد الفعل ومعالجة الموقف”.
ولفت في الوقت ذاته إلى أن الساحة السورية تُعد “ساحة مؤثرة جدًا في الوضع الأمني والاقتصادي والسياسي وحتى الاجتماعي في العراق”، ما استدعى بناء رؤية عراقية قائمة على التنسيق والتعاون وفق أعلى المعايير الأمنية.
واختتم المحمداوي بالإشارة إلى وجود “تنسيق ميداني قائم حاليًا على مستوى الآمرين والقادة على طول الحدود الدولية”، يشمل تبادل المعلومات، وتسليم المطلوبين، ومنع عمليات التسلل.
وشدد على احترام سيادة الدول وتطلعات الشعب السوري، مؤكدًا أن العمل الأمني العراقي يرتكز على عدم إتاحة أي فرصة لبقايا التنظيمات الإرهابية للحركة أو التمركز أو إنشاء المضافات.
وفي 12 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، انضمت سوريا إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش”، وفق تدوينة نشرتها سفارة واشنطن في دمشق عبر منصة شركة “إكس” الأمريكية.
يُذكر أن التحالف الدولي، الذي تأسس عام 2014 بقيادة الولايات المتحدة، نفذ منذ ذلك الحين عمليات عسكرية ضد تنظيم “داعش” في سوريا والعراق بمشاركة عدد من الدول، غير أن الحكومة السورية لم تكن طرفًا فيه في مراحل سابقة. (ANADOLU)