سوري يوقف رحلة دهس خطيرة في مدينة ألمانية بشجاعة لافتة .. ” كنت آمل فقط ألا يموت أحد “

أصيب خمسة أشخاص بجروح، بعضهم خطيرة، بعدما دهس سائق يبلغ من العمر 32 عامًا عددًا من المارة بسيارته في مدينة غيسن الألمانية. وتحقق النيابة العامة مع السائق بتهم الشروع في القتل، وإحداث أذى جسدي خطير، والتدخل الخطير في حركة المرور.

وبحسب بيان مشترك للنيابة العامة ومكتب الشرطة الجنائية في ولاية هِسّن (LKA)، فقد جرى عرض المتهم، الذي لا يملك سجلًا جنائيًا سابقًا، على قاضي التحقيق يوم الثلاثاء 23 ديسمبر/كانون الأول، والذي قرر إيداعه في مستشفى للأمراض النفسية. كما تقرر الاستعانة بخبير نفسي بعد ظهور مؤشرات على معاناة المتهم من نوبة ذهانية حادة، في حين أكدت السلطات عدم وجود دلائل حاليًا على دافع سياسي أو إرهابي.

امرأة في حالة حرجة

وأوضحت التحقيقات أن السائق صدم بدايةً سيارتين عند الانتقال من شارع «فيستأنلاغه» إلى «سودأنلاغه»، ما أدى إلى إصابة شخصين بجروح طفيفة. ثم انحرف لاحقًا إلى المسار المقابل واصطدم بسرعة مرتفعة بسيارة متوقفة قرب شارع «بلايششتراسه»، لتندفع السيارة المصطدمة باتجاه موقف حافلات قرب كنيسة يوهانس، حيث دهست امرأة تبلغ من العمر 64 عامًا، أُصيبت بجروح بالغة وتخضع حاليًا لعلاج مكثف في حالة حرجة.

شجاعة لافتة أوقفت الكارثة

ووفق السلطات، واصل السائق رحلته «دون اكتراث» على الرصيف في بعض الأحيان، ما أدى إلى إصابة شخصين آخرين بجروح طفيفة، قبل أن يتمكن شاب يبلغ من العمر 29 عامًا من إيقافه في شارع «يوهانسشتراسه» حتى وصول الشرطة.

هذا الشاب هو حسن العثمان، سوري الأصل، الذي روى للصحيفة أنه لاحق السائق بعدما صدم سيارته من نوع BMW، ثم وضع سيارته أمام سيارة المتهم لمنعه من مواصلة القيادة. وتُظهر مقاطع فيديو خاصة كيف حاول السائق التراجع للخلف قبل أن يتوقف نهائيًا.

وقال العثمان: «طرقت على نافذة السيارة وطلبت منه فتح الباب، لكنه لم يستجب، فكسرت الزجاج باستخدام كماشة وأخذت مفتاح السيارة وثبّتّه حتى وصلت الشرطة». وأضاف أن السائق كان يضحك أثناء الحادث، ولم تظهر عليه علامات سُكر، قبل أن يسأله لاحقًا: «أين أنا؟ ماذا حدث؟».

وأكد العثمان، الذي يعمل كهربائيًا، أن ما جرى بدا له «كأنه مشهد من فيلم»، وأنه لم يتمكن من النوم ليلًا بسبب الصدمة، فضلًا عن إصابته في يده بشظايا الزجاج. وأضاف: «رأيت في سوريا من قبل ما يكفي من الألم. لم أكن أفكر بسيارتي، كنت خائفًا على الناس. كنت آمل فقط ألا يموت أحد».

التحقيقات مستمرة

وتعتبر السلطات حسن العثمان شاهدًا رئيسيًا في القضية. وقد استمعت الشرطة إلى عدد كبير من الشهود، وصادرت الهاتف المحمول ووسائط التخزين الخاصة بالمتهم، كما جرى تكليف خبير حوادث إلى جانب الخبير النفسي. ولا تزال التحقيقات جارية لتحديد الدوافع الدقيقة للحادث، في ظل إفادات وُصفت بأنها «غير مترابطة» أدلى بها المتهم عقب توقيفه.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.