إعادة افتتاح مسجد تاريخي دمره الصرب في البوسنة

تدفق الآلاف إلى عاصمة دويلة الصرب في جمهورية البوسنة اليوم (السبت) لحضور إعادة افتتاح «مسجد فرحات باشا» التاريخي الذي دمرته الحرب في مراسم يُنظر إليها على أنها تشجع التسامح الديني بين الطوائف والأعراق المختلفة.
وبعد مرور 20 عاماً على الحرب الطاحنة بين البوسنيين المسلمين والصرب الأرثوذوكس والكروات الكاثوليك، لا تزال جمهورية البوسنة مقسمة على أسس عرقية وفي مجموعات متنافسة تعرقل الوفاق والإصلاح المطلوبين للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وتبث عودة المسلمين إلى المسجد، الذي أُعيد بناؤه في مدينة بانيا لوكا عاصمة جمهورية الصرب شبه المستقلة في البوسنة، أمل التغيير في نفوس الكثيرين.
وتعطي التدابير الأمنية المحيطة بالمراسم التي سيحضرها مسؤولون بوسنيون كبار وكذلك رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، انطباعاً بأن الحدث ينطوي على مخاطر عالية.
وانتشر حوالى ألف من عناصر الشرطة في الشوارع ووصلت حافلات تُقلّ مسلمين قدموا من مختلف أنحاء البلاد. ومُنعت حركة المرور عن وسط المدينة وحُظرت المشروبات الكحولية.
ويرجع تاريخ المسجد إلى القرن الـ16 وهو تحت حماية «منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة» (اليونسكو) على اعتباره نموذجاً فريداً لفن العمارة العثمانية. وتعرض المسجد إلى التدمير قبل 23 عاماً وتحول موقعه إلى ساحة لانتظار السيارات.
ويعتقد كثيرون أن تدميره كان بأمر من صرب البوسنة رغبة منهم في محو أي آثار للتراث الإسلامي من المدينة التي كانت يوماً متعددة الأعراق.
وخلال الاحتفال بوضع حجر الأساس لمشروع إعادة بناء المسجد عام 2001، والذي ساهمت تركيا في تمويله، هاجم قوميون من الصرب، الزائرين والشخصيات العامة المشاركة وقتلوا مسلماً وأصابوا العشرات.
واستغرق الحصول على تراخيص إعادة بناء المسجد وعلى المال اللازم لها 15 عاماً، فيما استُخدمت آلاف القطع من أنقاض المبنى الأصلي بعد انتشالها من نهر فرباس ومن موقع للنفايات.
واليوم الذي دُمر المسجد فيه، أي في السابع من أيار (مايو)، أصبح “يوم مساجد البوسنة” التي تم تدمير 614 مسجداً فيها إبان الحرب التي دامت من عام 1992 إلى عام 1995.
ولا يعيش في مدينة بانيا لوكا الآن سوى عشرة في المئة فقط من سكانها المسلمين والكروات بعدما شن الصرب حملة تطهير عرقي في أراض أقاموا عليها دويلتهم. (REUTERS)