حاجز للنظام يقتل لبنانياً حاول تهريب شقيق حبيبته السورية المطلوب للخدمة في جيش بشار الأسد

على غير العادة، الطريق هذه المرة لم تكن سالكة أمام ابن بلدة الحميرة اللبنانية رشيد محمد جعفر الملقب بـ”خضر” الذي اعتاد منذ الصغر الدخول الى سوريا بحكم الحدود الجغرافية المتلاصقة. على أحد حواجز الأمن السوري قتل وجرح آخر كان برفقته، فماذا حصل معه ولما لم يغض ضابط الحاجز الطرف عنه كما في المرات السابقة؟

ابن الخامسة والعشرين ربيعاً شبّ في قرية حدودية من قرى قضاء الهرمل، وعندما انتشر خبر مقتله بدأ التداول أنه كان يمارس مهنة التهريب لكن بحسب احد أقاربه “هذا الكلام غير صحيح، فقد قتل خضر بسبب الحب، وتلبية لمطلب حبيبته السورية التي تعرف عليها منذ نحو السنة في لبنان عندما قصدته وعائلتها حيث عملوا في الخضر، وعندما عادوا ادراجهم الى بلدتهم خربة الحمام استمر في زيارتها، فالطريق آمنة”. وأضاف ” لكن في زيارته الأخيرة طلبت منه الفتاة ان ينقل شقيقها الى لبنان كونه مطلوب للخدمة الاجبارية في الجيش فكان لها ما أرادت”.

“عندما وصل خضر وشقيق حبيبته بسيارة جيب شيروكي الى حاجز في بلدة الدمينة السورية في ريف القصير القريبة من مطار الضبعة، طلب الضابط هويتهما، وحين اكتشف ان الشاب هارب من خدمة الجيش طلب منه النزول من السيارة، حاول خضر الاقلاع والهرب، فما كان من العناصر المتواجدة في المكان الا ان امطروا السيارة بالرصاص، توفي خضر وجرح الشاب الذي كان برفقته”، بحسب قريبه الذي أكد ان ” هذا ما اطلعنا عليه العميد بعد أن حقق الامن السوري مع الشاب”.

“خضر الذي يعمل سائق بيك آب يوزّع الخبز على المحلات وبعيد عن مهنة التهريب، هو واحد من اربعة اشقاء وشقيقة، محبوب من ابناء منطقته والجميع يعرف قصة غرامه بالفتاة السورية” بحسب قريبه، لكن هذا الكلام لا يتوافق مع ما قاله البعض من معارفه “عندما اندلعت الحرب السورية ازدهر عمل افراد من آل جعفر في التهريب بحكم طبيعة الحدود، لم يكن في الأمر خطورة فقد اعتاد هؤلاء على رشوة الضباط على الحواجز، لكن يوم مقتل خضر لم يكن يعلم ان الضابط تم استبداله، وما ان وصل واتضحت الصورة لديه حاول متابعة سيره رافضاً الانصياع للأوامر، فحصل ما لم يكن في الحسبان”.

أياً يكن السبب الذي أدى الى وفاة شاب في مقتبل العمر فإن النتيجة نقل خضر الى مستشفى حمص، وما إن وصل الخبر الى بلدته حتى توترت الأجواء، وكما قال قريبه “قام أفراد من عائلته بردود فعل على أحد حواجز الجيش السوري في بلدة مطربة الحدودية وعلى اثرها تدخل حزب الله وعمل على تهدئة الوضع كما سارع الى جلب الجثة من سوريا وتسليمها للأهل علّه يخف الاحتقان “. (النهار اللبنانية)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها