بعد مقلوبة الأسد والياسمينة الزرقاء ودهشة كيسنجر .. الإعلام الموالي يخترع دراسة “ألمانية” عن عدد المقاتلين الأجانب الذين يحاربون ميليشيات النظام في سوريا !

مع وصولها لمستويات غير مسبوقة من الكذب والتدليس وانعدام المهنية والأخلاق، تعمد وسائل إعلام النظام إلى تأليف أخبار وقصص ودراسات ونسبها لمصادر “أجنبية”، على اعتبار أنها قابلة للتصديق أكثر من النتاج الإعلامي المحلي الذي بات منبوذاً حتى من أشد المؤيدين لبشار الأسد ونظامه وجيشه.

فبعد “مقلوبة الأسد” و “الياسمينة الزرقاء”، ومواقف حافظ الأسد البطولية الشامخة مع هنري كسينجر ورؤساء أمريكا، قدم الإعلام الموالي وجبة دسمة لمن لا يزال يصدق كل ما يرمى إليه من “علف إعلامي”.

“الخبطة الجديدة” التي نشرها الإعلام الموالي، ووقع في فخ تناقلها وسائل إعلام معارضة وأخرى عربية (ترجمت إحداها الخبر للغة الإنكليزية !)، تتحدث عن دراسة “ألمانية” قام بها “مركز دراسات ألماني”، وكشفت عن عدد وجنسيات المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون ميليشيات بشار الأسد “متعددة الجنسيات”، أو ما يسميه المؤيدون “الجيش العربي السوري”.

أما مصدر الدراسة فهو “مركز فيريل للدراسات – برلين، ألمانيا”، ولن يتكلف من يرغب بالبحث سوى 5 ثوان على “غوغل” ليظهر له أن مركز الدراسات الألماني ليس سوى موقع سوري مغمور يطلق على نفسه اسم “فيريل – ثمرة الآلهة”، ويديره شخص يدعى “الدكتور جميل م شاهين”.

ويغص الموقع بأخبار سورية وعالمية بصيغة مخابراتية مؤامراتية يطالعها القارئ في كل وسائل الإعلام الموالية من مواقع وصحف وشبكات إجتماعية، إضافة إلى تناول أخبار اللاجئين السوريين في ألمانيا بشكل سلبي.

ولا توجد أي طريقة اتصال بالموقع الذي أبصر النور قبل عام واحد فقط، والذي يبدو أن “الدكتور شاهين” هو الشخص الوحيد المسؤول عنه، فلا تعريف ولا بريد إلكتروني ولا رقم هاتف أو مكان تواجد.

وبالضغط على رابط اليوتيوب الخاص بالموقع، يتم الوصول إلى قناة فارغة اسمها “Lebanon Telegraph”، أما صفحة الموقع على “فيسبوك”، فهي الصفحة الرسمية ذاتها لـ “الكاتب الدكتور جميل شاهين”، الذي بحث عنه عكس السير دون أن يجد له أية صورة أو مقطع مصور أو معلومات تعريفية.

واقتصر تواجد شاهين الذي ارتبط اسمه بـ “برلين” التي يفترض أن يكون مقيماً فيها، على الصفحات والمواقع الموالية للنظام فقط.

أما دراسة مركز الدراسات الألماني الوهمي التي تناقلها الإعلام الموالي، فتتحدث عن وجود 360 ألف مقاتل أجنبي دخلوا إلى سوريا، ومن ضمنهم الرجال والنساء والأطباء والممرضين و “مجاهدات النكاح”، الأكذوبة التي اخترعتها قناة غسان بن جدو (الميادين).

وتمتلئ الصحفات الـ 14 التي نشرها المدعو “جميل شاهين”، والتي لا يمكن بأي شكل من الأشكال إطلاق صفة “دراسة” أو “بحث” عليها، بأرقام مختلقة ومعلومات مغلوطة، زعم “المؤلف” أنه استقاها من مواقع ووسائل إعلام محلية وعالمية، إضافة إلى 51 مصدراً آخر، دون أن يذكر أياً منها على الإطلاق.

وتقول أحدث الدراسات التي بحثت في عدد المقاتلين الأجانب في سوريا، إن عدد الذين سافرو إلى سوريا والعراق منذ 2011، يقدر بأكثر من 27 ألفاً.

وتشير الأرقام التي أوردتها مجموعة “سوفان” SOUFAN GROUP، وهي منظمة بحثية مقرها نيويورك ولها مكاتب إقليمية في العديد من الدول تقدم خدمات أمن إستراتيجية للحكومات والمنظمات المتعددة الجنسيات، إلى أن ما بين 27 ألفا و31 ألف شخص قد سافروا إلى سوريا والعراق للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات المتطرفة الأخرى في المنطقة.

وعلى الرغم من عدم تأكيد صحة هذه الأرقام رسمياً، فإن الباحث “شاهين” لم يكتف بمبالغة بسيطة، بل ابتعد عنها بمسافة “ضوئية”، وضاعفها 11 مرة، ليصل إلى رقمه الخرافي “360 ألفاً”.

وذكرت المنظمة، في دراستها التي نشرت في الشهر الأخير من العام الماضي، أن المقاتلين الأجانب الذين ينضمون إلى هذه الجماعات يأتون مما لا يقل عن 86 دولة، والدول العشر التي تتصدر قائمة المقاتلين الأجانب في العراق وسوريا تشمل تونس (6500) والسعودية (2500) وروسيا (2400) والأردن (2250) وتركيا (2100) وفرنسا (1700) والمغرب (1350) ولبنان (تسعمئة) ومصر (ثمانمئة) وألمانيا (760).

ووفقاً لتقديرات المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي (ICSR)، العام الماضي (شهر آب)، فإن رقم 20 ألف مقاتل هو الأقرب للحقيقة، وهو الرقم الذي توصل إليه المركز من خلال متابعة تقارير وسائل الإعلام وغيرها من المعلومات المتاحة للجمهور، وهو الرقم الذي لا يمكن أن يصل إلى رقم “شاهين”، حتى وإن قرر الروائي الشهير جورج ر. ر. مارتن تحويل سوريا والعراق مسرحاً لمعارك “صراع العروش – Game of Thrones”.

وفيما لا يمكن لوم الإعلام الموالي المدار من قبل عناصر مخابرات بشار الأسد على هذه السقطة ومثيلاتها، فإن نشر وسائل إعلام عربية (قنوات – صحف – مواقع)، لمثل هذه الأخبار / الدراسات الملفقة دون التثبت من صحتها، وهو أمر لن يأخذ من وقت أحد موظفيها / صحافييها أكثر من بضعة دقائق، يعتبر خطأ لا يغتفر.

ويتألف تنظيم “داعش” من عناصر وقياديين من جنسيات متعددة، وهي معلومة تعتبر من المسلمات التي يعرفها الجميع، أما جبهة النصرة التي أصبحت الآن “جبهة فتح الشام”، فيشكل السوريون (المقاتلون) النسبة الأكبر فيها، كما يوجد فيها قياديون من جنسيات أخرى، وهي معلومات معروفة أيضاً، ولا تنكرها النصرة أو تخفيها، في الوقت الذي يغيب فيه العنصر الأجنبي عن فصائل الثورة السورية العسكرية (إسلامية وجيش حر).

الجدير بالذكر أن “الجيش السوري” تحول عبر سنوات الثورة السورية إلى ميليشيا إجرامية متعددة الجنسيات، ترتكب المجازر بحق الشعب السوري وتدافع عن نظام آل الأسد، وتضم في صفوفها عناصر من إيران والعراق ولبنان وأفغانستان وروسيا وغيرها.

روابط متعلقة :

موقع ثمرة الآلهة – فيريل، ناشر الدراسة المختلقة

صفحة المدعو “جميل شاهين” في موقع فيسبوك

قصة هنري كيسنجر وحافظ الأسد

قصة بيل كلينتون وحافظ الأسد

عملية مقلوبة الأسد

الفيديو : عملية الياسمينة الزرقاء

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫5 تعليقات

  1. لاول مرة اقرأ مقلوبة الاسد وقد عرفت ان الامريكان رغم تفوقهم بافلام رامبو والخيال العلمي مجرد اطفال في خيال من كتب هذا المقال ولكن الفرق بين الامريكان والمخابرات السورية ان الامريكان يتكلمون عن اعمالهم بانها نوع من الخيال
    اما ماورد في المقال فتروجه المخابرات السورية على انه حقيقة واي قارئ في العالم سيستلقي على ظهره من الضحك لو قرأ المقلوبة واريد ان احسد كاتبها على سعة خياله وعلى عنوان مقاله فهي مقلوبة فعلا لاني قلبت على ظهري وانا اضحك مما ورد فيها

  2. الموقع المذكور سوري و استضافته لدي شركة سورية على سيرفر سوري و نسخه الاحتياطية على سيرفر روسي,

  3. عشنا وشفنا
    صارو الفلاحين النصيرية يعرفوا برلين والإعلام
    آه يا زمن

  4. ههههههههههه
    ميليشيات بشار الأسد “متعددة الجنسيات”، أو ما يسميه المؤيدون “الجيش العربي السوري”
    هههههههههههههههه
    يا أخي الكاتب فنــان

  5. مين هذا جميل شاهين اسم مركب لاحد افراد فرع الامن الخارجي المكلف بملاحقة السوريين ولان لا يوجد له عمل فاخترع قصة عن عدد المقاتلين لاول مرة اقولها نحن ما وصلنا الى هذه اللحظة إلا بوجود كمشة الحمير الذين قدموا من خلف البقر واصبحوا يكتبون مقالات وبشار الاسد ماوصل بسورية لهذا الوضع إلا لانه عراب هؤولاء الحمير وتاركهم يوقعونه بالاخطاء اكثر فاكثر لذلك الايام القادمة سنرى من هذه التقارير الكثير