رجل صيني ينجح في إيقاف أكثر من 300 محاولة انتحار

كرّس رجل صيني حياته لمكافحة الانتحار ومنع المنتحرين من إلقاء أنفسهم من أعلى كوبري عملاق يمر عبر يانغستي أطول أنهار الصين، وهي أكثر منطقة تشهد معدلات انتحار في البلاد. وعلى مدى 13 عاماً، نجح في إنقاذ 321 شخصاً.

شن سي، البالغ من العمر 48 عاماً، والذي يعمل في شركة نقل، اعتاد في نهاية كل أسبوع أن يقوم بدورية على كوبري نانجينغ الذي يرتفع عن نهر يانغستي حوالي 60 متراً، وهو ارتفاع يجذب الذين تراودهم الأفكار السوداوية التي تنتهي إلى محاولة الانتحار.

وهو لا يتدخل فقط لمنع من يشتبه بأنه سيقدم على الانتحار، بل استأجر شقة ذات غرفتين في موقع قريب من الكوبري حتى تكون ملاذاً مؤقتاً لمن ينجح في منعهم وإقناعهم بالتراجع عن الانتحار، بحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.

هذا العمل الرائع اجتذب عددا من المتطوعين من طلبة الجامعات الذين شاركوا “شن سي” دورياته المتواصلة في نهاية كل أسبوع، وأيضاً دفع بعض المنظمات الخيرية للمساهمة معه في دفع نفقات الشقة وتنقلاته ودورياته على الكوبري، ولكنها بالقطع لا تغطي كافة النفقات التي يسددها عن طواعية.

وبحسب ما اوردت قناة العربية ، ينفذ شن سي دورياته الأسبوعية على دراجة بخارية صغيرة مهما كانت الظروف والمشاغل التي يواجهها، وفي أي حالة من حالات الطقس، وهو يسكن في منطقة تبعد عن الكوبري المذكور حوالي 20 كيلومتراً.

وعن هذه التجربة الغريبة يقول: “كلما أنقذت المحطمين والبائسين، أشعر كأني أنقذت قطعة مني”، في إشارة إلى اليأس الذي كان ينتابه عندما قدم إلى مدينة نانجينغ الحضرية عاملاً مهاجراً من مناطق ريفية.

وكان “شن سي” في وقت ما من حياته عاملاً مهاجراً، ويشير إلى أن معظم من حاول منعهم من الانتحار من العمال المهاجرين الذين فشلوا في الحصول على فرصة عمل في المدينة.

وظهر “شن سي” في كثير من الصور وهو يمسك بمحاولي الانتحار من وسطهم وأذرعهم إلى أن يعود إليهم رشدهم ويتوقفوا عن تنفيذ المحاولة.

ويؤكد أنه عندما تحسنت حياته، شعر أن من واجبه مساعدة الآخرين الذين يواجهون ذات المعاناة ، ويعتبر كوبري نانجينغ من أهم كباري الصين، واكتمل معماره عام 1968، وكان في ذلك التاريخ يعد رمزا للقوة الصناعية للدولة الشيوعية.

وتشير إحصاءات إلى أن أكثر من 2000 شخص انتحروا بالفعل من أعلى هذا الكوبري خلال الفترة من 1968 إلى 2006، بحسب صحيفة “الشعب” الصينية.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها