الاستفتاء و ضعف الإعلام الكردي بالعربية

لطالما راجت مسلّمة مفادها، وعن حق، بأن ثمة تقصيراً بل غياباً للإعلام الكردي الناطق بالعربية، وأن هذا يشكل نقطة ضعف كبيرة لجهة عدم وجود منابر تتصدى لكمّ البروباغاندا الهائل المعادي ليس للقضية الكردية فقط، بل للكرد كشعب وكبشر يحق لهم ما يحق لغيرهم من شعوب المعمورة. وهذا ما تبدى جلياً في ردود الفعل الهستيرية الموتورة على الاستفتاء وحق تقرير المصير في باشور – جنوب كردستان (كردستان العراق).

وعلى رغم وجود وسائل إعلام عدة هنا وهناك كردية ناطقة بالعربية في باشور وفي روج آفا (غرب كردستان)، فإنها مع الأسف لم تكن بالمستوى المطلوب. بل أكاد أزعم أنها شوهت كنه المحتوى التحرري الحقوقي للقضية الكردية وحقيقته، عبر وقوعها في سقطات جسيمة لجهة الركاكة وضعف الخطاب نحوياً وإملائياً وصولاً حتى الى تشوش المحتوى والأفكار وعدم تناسقها وتناقضها أحياناً وتزلف بعضها أو محاكاة الخطاب الفوقي الشوفيني للنخب الدائرة في الفلك السلطوي…
ثم إن مخاطبة العرب بلغتهم لا تعني أن نلف وندور ونراوغ في تقديم حقيقتنا وحقيقة ما نمثل، بحجة مراعاة حساسية المتلقي العربي حيال القضية الكردية.

فأي وسيلة إعلام كردية ناطقة بالعربية مهمتها الأساس بناء جسور تواصل صحية وتفاعلية مع المحيط العربي الكبير في العراق وسورية (البلدين اللذين يضمان جزءين من كردستان) وسائر المشرق والخليج وصولاً حتى الى شمال أفريقيا، وتالياً التعريف بعدالة القضية الكردية التي لطالما كانت عرضة لحملات التشويه المبرمجة.

صحيح أن عدالة القضية الكردية ومشروعية الحق الكردي المطلق في تقرير المصير وحتى الاستقلال هي بدهيات وثوابت، لكن الصحيح أيضاً أن خصوصية تشظي كردستان بين أربعة بلدان مركزية في المنطقة ومهووسة بالدور الإمبراطوري، وحجم التعقيد والتشابك الذي يلف القضية الكردية نظراً للموقع الجيوبوليتيكي الفائق الحساسية للوطن الكردستاني، كلها تجعل من مهمة الإضاءة المكثفة على تلك البدهيات والثوابت ضرورة قصوى، وبلسان القوميات السائدة في الدول الغاصبة لكردستان.

فالكرد الذين لطالما ثاروا في وجه أعتى النظم وقدموا القرابين على مذبح الحرية ينبغي أن لا يكونوا عاجزين عن التأسيس لإعلام فاعل ورصين يكون لسان حالهم والمرآة المعبرة عنهم والعاكسة لحقيقتهم.

شيرزاد اليزيدي – الحياة

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫5 تعليقات

  1. يحق لكل كردي أن يقرر مصيره ويختار بلد له ، ٤٠ سنة والاكراد مظلومون في بلدي المغتصب سوريا وانا اعيش في مدينة ساحلية اتمنى لو يعود بعض سكانها للجبال ويقيمون دولتهم هناك ويتركون لنا موطننا الاصلي

    1. اختي الكريمة ، أنا أتفق معك في ظلمهم من الأنظمة الفاسدة كالنظام السوري ، لكن أريد أنأذكرك أنا الأرض الذي يعيشون عليها في سوريا هي أرضهم ورثوها من أجداد أجداد أجدادهم ، وليس وليدة الأمس ، النظام السوريالسوري المجرم هو من غير تركيبة المنطقة الكردية عبر شراء الأراضي منهم واعطائه للعربي والسبب الأكبر هو عدم اهتمامه بالمناطق الكردية قسم بلدننا عبر اتفاقية سايكس بيكو ، وللتذكير سوريا بلد عمر ليس أكثر من 100 عام تأسس عبر اتفاقية سكايس بيكو ويجب ان ﻻ نكذب على انفسنا عبر تشويه التاريخ

    2. اخي الكريم .. الاحترام الكامل لكل الاكراد “المحترمين” و “المثقفين” و لكن لا احترم اي كردي او عربي او اشوري او او او غبي و جاهل و متخلف و غير محترم .. الله يجعلنا من الناس المحترمين و المثقفين الراقيين .. اعتقد انه علينا جميعا ان نطور انفسنا و مجتمعاتنا قبل ان نتهافت على تأسيس دول و امبراطوريات لأنه ليس المهم ان يكون لدينا دولة و نحن شعب متخلف .. شعوبنا ومجتمعاتنا للاسف متخلفة جداً … الاكراد لديهم تاريخ جميل لكن الارقام و الواقع لا يشير الى احتمال تأسيس دولة ممكن ان تصمد امام قوى و دول و مجتمعات متطورة كتركيا و ايران .. و حتى اذا قارنا كردستان بالدول العربية لا اعتقد كردستان ممكن أن تصل كدولة لمستوى حتى العراق و لا حتى سوريا يعني باختصار كردستان حتى لو استقلت عن العراق رح تكون دولة صغيرة و فاشلة … و الايام دول طبعا أنا فقط اتحدث من وجهة نظر تأسيس دولة و لا اقصد الشعب الكردي او الاكراد كأفراد .. نعم هناك أفراد ناجحين جدا لكن هذا لا يكفي كمقوم من مقومات قيام دولة ناجحة عالميا … بالمناسبة و بكل صراحة .. ان ظن بعض الاخوة الاكراد الذين يحبون دولة اسرائيل ويرون فيها مثال ناجح كدولة .. أحب ان اقول لكم ان مستوى الدعم الهائل الذي تتلاقه من الغرب لا تملكه و لن تملكه كردستان بحياتها …. بس للعلم هذه حقائق السياسة و الواقع الاقتصادي و العلمي و الجغرافي … و موفقين لما فيه الخير لنا جميعا … و للعلم كلما حقد الاكراد اكثر على جيرانهم من العرب و الترك و الفرس كلما خسروا اكثر … صدقوني حتى ولو عملتوا اتفاقيات مع كل الدول بما فيها الولايات المتحدة و اسرائيل لن و لن تنالوا شيء ابدا … انظروا لمصر و الدعم الذي تتلقاه هههه انظروا الاردن و لبنان … كردستان اصغر بكتير من كل هالدول .. باختصار دولة كردستان سيحكمها ناس فاسدين و لن ينفعوا الشعب الكردي بشيء .. بل سيضحكوا على الشعب الكردي مثلهم مثل كل الحكام المجاورين ..

  2. اسرائيل22.000 كيلو متر مربع , الاوطان المحتلة اعرابيا 14.000.000 كيلو متر مربع , لذلك لاتربط العظمة و الانتاجية بالمساحة و الموارد و دع الناس تأخذ ارضها و تقرر مصيرها و اكسبهم اخوة لا اعداء ! و ان كان ذلك ثقيلا عليك فالبس كلابيتك و ضع عقالك فوق رأسك و اركب بعيرك الى الجزيرة الاعرابية حيث النفط و الذهب و اترك الارض لاصحابها الاشوريين و الكلدان و الاكراد .

    1. كلامك اخي الكريم لا قيمة له مع الاحترام لك .. بالمناسبة كن راقيا في حديثك وجاد ولا داعي للسخرية الرخيصة و للعلم الاكراد يلبسون ايضا شراويل و عقال و و و .. لم اربط ابدا بين المساحة و الموارد كما ادعيت على الاطلاق .. أنا تحدثت عن فكرة على الاخوة الاكراد فهمها وهو انا اسرائيل كدولة تتلقى دعم اكبر من حجمها و مواردها و انتاجها و تجارتها بكثير .. لذلك هي دولة اقتصادها اقوى من الدول المجاورة ..هذه حقائق اخي الكريم …. بالمناسبة سخريتك على المجتمع العربي دليل مؤسف على انك لا تمت للاكراد المحترمين بصلة أبداً .. “الاعراب” كما وصفتهم حضرتك احتضنوا الاخوة الاكراد في سوريا و كان هناك وزراء و سفراء و علماء و مشايخ من اصول كردية .. عوائل محترمة في سوريا هي من اصول كردية و انا شخصيا افخر بهم بل وهم اقاربي و اهلي و هم عائلة البرازي و اسماعيل زاده و باقي زاده و و و و و غيرهم الكثير … للاسف اخي الكريم فرق كبير بين ناس متخلفة تريد فقط الانفصال و التمرد من باب الحقد العرقي و بين افراد راقية و محترمة و مثقفة تعلم الحقائق و تعمل بها … الرقي يا سيدي اهم مقومات بناء المجتمعات .. الاعراب الذين تسخر منهم “على جهلهم وتخلفهم ” فيهم افراد و اشخاص و علماء يجب ان تعترف بهم و بوجودهم و بجهودهم ان كنت منصف .. بكل الاحوال .. موفقين .. لا تنسى اخي الكريم الثقافة العربية و التراث العربي الذي تتحدث عنه هو من بنى و اسس اعظم الدول بتاريخ الارض .. و منها الدولة الاموية .. و هو من بنى مدن واسس حضارة عريقة جدا .. انظر من بنى مدن مثل القاهرة “الحالية” يعني “الفسطاط” و بغداد و سامراء و سمرقند يا سيدي حتى الاندلس بناها “العرب الانجاس” كما يسميهم الاكراد الحاقديين على العرب … اخي الكريم .. يتضاءل حجمي و حجمك كثيييييييييييييرا عندما نتحدث عن الحضارة العربية العريقة جدا و الدول التي اسست و عاشت و تطورت و بنت .. طبعا انا قد اتفق معك في امور كثيرة .. لكن اختلف معك بحقيقة ان “الاعراب” طوروا و بنوا و كانوا اصحاب حضارة و فكر و ادب و و و لا يمكن لاحد ان ينكره … هلق ممكن انت بتعليقك انت تسخر و تظن انك انتصرت … لكن الحقيقة .. لا … موفق اخ دانيال الملك