صورة تغير حياة طفل سوري مصاب بمرض نادر وتنقله من مخيم في تركيا إلى حياة جديدة في النمسا ( فيديو )

محمد آدم هو طفل سوري لم يتجاوز الثامنة من عمره بعد، إلّا أنّه مصاب بداء الشيخوخة المبكرة “cutis laxa”، ما جعل مظهره يبدو ككهل في السبعين من عمره.

المرض الذي يصيب واحداً من كل مليوني طفل في العالم، لا تظهر أعراضه على الشكل الخارجي فحسب، بل المشكلة أن أعضاءه الحيوية، بما فيها القلب، معرّضة للشيخوخة المبكرة أيضاً.

صحيفة “حرييت” التركية، نشرت السبت (21/10)، تقريراً عن الطفل السوري ، جاء فيه بحسب ما ترجم عكس السير، أنّ أحداً لم يتخيّل بأنّ صورةً فوتوغرافية التقطت للطفل آدم في مخيم باتمان للاجئين، قد تكون كفيلة بتغيير حياة هذا الطفل، ليعثر من خلال هذه الصورة على حياة جديدة .. منزل ومدرسة جديدين إضافة إلى طبيب يلازمه ويتابع حالته الصحية عن قرب.

وأضافت أن الطفل الذي يحلم بأن يصبح طبيباً في المستقبل، ينحدر وعائلته من مدينة القامشلي السورية، وقد واجه صعوبات عدة في طفولته، إذ كان الأطفال ينظرون إليه دائما بشكل ساخر، إضافة لانعدام البنية التحتية لعلاج هذا المرض في سوريا، وعدم قدرة العائلة على تحمل تكلفة العلاج خارج البلاد، “جميع هذه الظروف وقفت في وجه عائلة آدم”.

وتابعت الصحيفة أن الحرب دفعت عائلة آدم للجوء إلى مخيم اللاجئين في محافظة باتمان التركية، في شهر أيار من عام 2016، ليدخل الأستاذ النمساوي أوليفر ناتر حياة الطفل، ويرسم لها منحىً مختلفاً تماماً.

قام ناتر بتصوير مقطع فيديو للطفل، وشاركه على موقع (youcaring)، ليبدأ بذلك حملة لجمع التبرعات لعلاجه، وانضم إلى ناتر تسعة متطوعين آخرين، كانت المخرجة والمصورة إيليف كويوتورك، هي المتطوعة التركية الوحيدة بينهم.

وبدأت التركية كويوتورك بالتقاط الصور لآدم، ونشرها عبر الإنترنت، وساعدت بذلك على جمع تبرعات بلغت قيمتها أكثر من 20 ألف ليرة تركية، إلا أنّ كويوتورك لم تكتف بذلك فحسب، فبدأت بتقديم الطلبات لكل من ألمانيا وسويسرا بهدف تأمين العلاج والتعليم للطفل، إلّا أنّ الطلبات قوبلت بالرفض.

رفض كل من ألمانيا وسويسرا استقبال آدم، لم يوقف الفريق التطوعي، فاستمروا بالمراسلة وتقديم الطلبات إلى أن حصلوا على الموافقة من قبل الحكومة النمساوية، لينتقل بذلك الطفل برفقة والده آزاد، ووالدته شيرين، وأخويه يوسف وندى قبل أسبوعين، للعيش داخل منزل للآجار في مدينة بريغيتش النمساوية.

وبعد أن وصلت العائلة إلى النمسا، تحدث ناتر عن تفاصيل ما حدث، قائلاً: “وجدنا بعضنا نحن المتطوعون عبر الإنترنت، بحثنا بعد رؤية الفيديو عن عائلة محمد ونجحنا في الوصول إليها، بدأنا في البحث عن طبيب مختص ليتابع حالة الطفل الصحية، وبالفعل نجحت المتطوعة كريستين ديلاتور في العثور على أفضل طبيب في بلجيكا، من الممكن أن يتعامل مع مرض محمد النادر، إنه الطبيب بيرت كاليوايرت، وبناء على موافقة الطبيب لمتابعة حالة محمد الصحية، سافرت الأسرة لأول مرة إلى بلجيكا، حيث تم إجراء عدة فحوصات له، بهدف تشخيص المرض بشكل دقيق”.

وأضاف ناتر: “ما تزال عملية جمع التبرعات مستمرة إلى الآن، نهدف إلى تسوية الوضع المعيشي للأسرة، وتغطية تكاليف علاج محمد من خلالها، وإلى اليوم نجحنا في جمع مبلغ 7655 دولاراً أمريكي، في الوقت الذي غادرت فيه العائلة مخيم اللاجئين، وهي لا تملك سوى مبلغ 50 يورو فحسب، قمتُ باستئجار المنزل للعائلة من خلال المبلغ الذي نجحنا في جمعه، ودفعنا النفقات المدرسية إضافة إلى السلع الضرورية، والتي يحتاجوها فورَ وصولهم إلى النمسا، وستبدأ الحكومة النمساوية ابتداء من 11 تشرين الثاني بتقديم الدعم المادي للعائلة السورية، كما سيلتحق محمد، وشقيقته ندى بمدرسة مونتيسوري خلال الشهر القادم، المدرسون هناك هم بمثابة أصدقاء لمحمد”.

وتابعت الصحيفة أنّ محمد التحق أيضاً بدورة لتعليم فنون الكاراتيه، كما أنّه أصبح صديقاً لأولاد ناتر، على الرغم من انعدام اللغة المشتركة فيما بينهم، إلا أنّ المترجمين يقومون بمساعدته.

مرض محمد ما من علاج نهائي له في الوقت الحالي، كما أنّ الطريقة التي ستتفاعل بها أجهزته الحيوية مع المرض ومدى تأثرها به هي التي ستحدد مدة حياته، المصابون يمكن أن يصلوا إلى سن 13-14 بحسب المصادر العلمية، إلا أنّ الاستثناءات موجودة بالطبع.

ويندرج المرض الذي يعاني منه محمد تحت فئة الأمراض الجلدية، وهذا وحده لا يشكل خطراً على حياته، إلّا أنّ الخطورة تكمن بمدى تأثر أعضائه الحيوية مع المرض كالعين والقلب والنسيج الضام والرئتين.

وتحدثت بدورها المخرجة والمصورة التركية إيليف كويوتورك، التي لعبت دوراً هاماً في تغيير حياة محمد، عن المشاعر التي انتابتها لحظة لقائه قائلة: “فكرت حين لقائي بمحمد للمرة الأولى كيف من الممكن أن أُحدث تغييراً، أو أترك بصمة في حياته، اللمعان الذي رأيته في عينيه له قيمة ثمينة بالنسبة لنا جميعاً، كان أفضل شيء يمكنني القيام به هو التقاط صورة له، وخلق مشهد من خلال هذه الصورة”.

وختمت الصحيفة بالقول، من القامشلي إلى باتمان، ومن باتمان تابع تسعة أبطال هذه الرحلة الشاقة إلى النمسا، حكاية مرصّعة بالنجوم يمكنك أنت أيضاً أنت تكون أحد أبطالها من خلال المساهمة في تكاليف التعاليم والرعاية الصحية عبر البحث عن محمد آزاد في موقع (youcaring).[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد

  1. رفض كل من ألمانيا وسويسرا استقبال آدم !!!!!
    وأعرف ناس بطول الحيط قاعدين أكل ومرعى وقلة صنعة بألمانيا والحكومة بتصرف عليهم
    ماهذه الازدواجية في معاييركم الإنسانية