ناغورني قره باغ: استمرار المعارك وسط تبادل الاتهامات بخرق الهدنة وإدانة أممية لاستهداف المدنيين

تبادلت أرمينيا وأذربيجان مجددا الاتهامات بشن هجمات صباح الإثنين في خرق لـ”الهدنة الإنسانية” التي كان يفترض أن تدخل حيز التنفيذ الأحد في النزاع الدائر حول منطقة ناغورني قره باغ الانفصالية، وأدانت الأمم المتحدة استهداف المدنيين في المعارك.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الأحد على لسان المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك إن “الخسائر المأسوية في حياة المدنيين، بمن فيهم أطفال، نتيجة أحدث هجوم أبلغ عنه… على مدينة غنجه غير مقبولة”.
وتأتي محاولة إقرار وقف لإطلاق النار، وهي الثانية منذ استئناف القتال في 27 سبتمبر/أيلول، مع دخول النزاع أسبوعه الرابع من القتال العنيف.
الهدنة الأولى التي تم التفاوض عليها تحت رعاية موسكو في 10 أكتوبر/تشرين الأول، ظلت أيضا حبرا على ورق.
واتهمت وزارة الدفاع الأذربيجانية صباح الإثنين القوات الانفصالية الأرمينية بقصف أراضي منطقة أغجابيردي وليلا مناطق غيرانبوي وترتر وأغدام.
من جانبها، اتهمت وزارة الدفاع في ناغورني قره باغ أذربيجان بإطلاق نيران مدفعيتها ليلا “على مختلف قطاعات الجبهة” ومواصلة هجماتها في الصباح.
وقالت إن “جيش قره باغ يتخذ إجراءات متناسبة”.
ساد الهدوء في الليل في ستيباناكيرت، عاصمة المنطقة الانفصالية التي تعرضت للقصف منذ بدء القتال، بحسب صحافي من وكالة الأنباء الفرنسية.
واتهم الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف عبر تويتر القوات الانفصالية بأنها تخرق على نحو “وقح” وقف إطلاق النار وتقتل المدنيين بإطلاق النار على الأحياء السكنية.
وقال إن الجيش الأذربيجاني سيطر على 13 بلدة جديدة.
وأسفر استئناف القتال قبل ثلاثة أسابيع عن مقتل 700 شخص على الأقل. لكن يُعتقد أن الخسائر أعلى بكثير، إذ يزعم كل جانب أنه قتل الآلاف من قوات العدو.
وأذربيجان تعلن مكاسب ميدانية بشكل شبه يومي. فيما اعترف الانفصاليون بأنهم تراجعوا من بعض المواقع لكنهم يقولون إن الوضع “تحت السيطرة”.
جاءت الهدنة التي كان يفترض أن تبدأ الأحد في اليوم التالي لقصف الانفصاليين مدينة غنجة وهي ثاني أكبر مدينة في أذربيجان موقعين 13 قتيلا.
إلى جانب الخشية من أزمة إنسانية مرجحة، يتخوف المجتمع الدولي من تدويل الصراع إذ تدعم تركيا أذربيجان فيما تدعم أرمينيا الانفصاليين. وأرمينيا جزء من حلف عسكري تقوده روسيا.
انفصل إقليم ناغورني قره باغ وغالبية سكانه من الأرمن المسيحيين عن أذربيجان وغالبية سكانها من الشيعة ويتحدثون أحد فروع اللغة التركية، قبل وقت قصير من تفكك الاتحاد السوفياتي في عام 1991. وأدى ذلك حينها إلى اندلاع حرب خلفت 30 ألف قتيل. وأعلن في 1994 عن وقف لإطلاق النار لكن الاشتباكات لم تهدأ تماما. (AFP)