ألمانيا : مأساة على الطريق .. مؤثر يقود بسرعة جنونية ويتسبب في مقتل زوجين مسنّين

 

لم تمر سوى خمس ثوانٍ على تسارع السيارة حتى تحوّلت النزهة إلى كارثة. فبحسب لائحة الاتهام، ضغط نوح “ف.” (29 عامًا) على دواسة الوقود بقوة، رافعًا سرعة سيارته من نوع “مرسيدس AMG SL63” إلى 157 كيلومترًا في الساعة، قبل أن يصطدم بسيارة صغيرة تقلّ زوجين مسنّين، ما أدى إلى مقتلهما على الفور.

وقد بدأت محاكمته يوم الاثنين أمام محكمة فرانكفورت (أودر)، حيث يواجه حكمًا بالسجن قد يصل إلى عشر سنوات.

المتهم، سويسري الجنسية، يعيش في برلين ويعمل مؤثرًا موسيقيًا وعازف طبول. لم يكن قد حصل على رخصة القيادة سوى منذ تسعة أشهر وقت وقوع الحادث، ولا يزال في فترة التجربة. استأجر السيارة القوية التي تبلغ قوتها 585 حصانًا، على ما يبدو، للقيام بجولة ترفيهية مع صديقته عبر مناطق في براندنبورغ.

وقع الحادث المأساوي صباح 2 يناير 2024، حين تجاهل المتهم أولوية المرور عند تقاطع صغير بالقرب من بلدة بريزن (في مقاطعة أودر-شبريه)، ليصطدم بسيارة من نوع سكودا فابيا كان يقودها الزوجان ريتا (75 عامًا) ورولاند ر. (78 عامًا).

ووفقًا للنيابة العامة، اصطدمت مرسيدس المتهم بسيارة الضحيتين بسرعة 94 كم/س، مما أدى إلى اندفاع السيارة الصغيرة لمسافة 30 مترًا، ولم تُمنح ريتا وزوجها أي فرصة للنجاة.

وأكدت المدعية العامة ماري-لويس فيلدمان أن المتهم ارتكب مخالفتين جسيمتين: تجاوز السرعة المسموح بها، وعدم إعطاء الأولوية في التقاطع.

وأوضحت أن السيارة كانت قبل خمس ثوانٍ فقط من الحادث تندفع بسرعة 147 كم/س، ثم تسارعت لتصل إلى 157 كم/س، في طريق لا يُسمح فيه بتجاوز 80 كم/س. وبحسب القانون الألماني (§315d)، يُعتبر ذلك “سباقًا فرديًا محظورًا”، وبالتالي يواجه المتهم تهمة “المشاركة في سباق غير قانوني أفضى إلى وفاة”.

أمام المحكمة، ادعى المتهم أنه لم يرَ التقاطع ولا علامة إعطاء الأولوية، مضيفًا: “فجأة ظهر ظل أزرق من خلف العمود الأمامي للسيارة، ثم وقع التصادم العنيف”.

واعترف بأنه رغم كونه سائقًا مبتدئًا، فقد كان يحب “تجربة التسارع”. فيما قالت صديقته ليديا هـ. (34 عامًا)، التي كانت ترافقه في السيارة: “نوح يحب هذا النوع من السيارات، ويحب تسارعها وثباتها في المنعطفات”.

وقدّم المتهم اعتذارًا مطولًا لماريا ر.، ابنة الضحيتين، التي تحضر المحاكمة كمدعية بالحق المدني. ومن المقرر أن تُستأنف جلسات المحاكمة في 26 يونيو الجاري.

 

 

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها