ارتفاع عدد ضحايا الغرق في ألمانيا وجمعية الإنقاذ البحري تحذر من مخاطر السباحة

مع حلول الطقس المشمس وارتفاع درجات الحرارة، يتوافد الكثير من الناس إلى البحيرات للسباحة – لا سيما في ولاية ساكسونيا السفلى.
وفي ظل تزايد حوادث الغرق، أطلقت الجمعية الألمانية لإنقاذ الحياة (DLRG) تحذيراً من المخاطر المتزايدة المرتبطة بالسباحة في المياه المفتوحة.
وبحسب بيانات الجمعية التي تتخذ من بلدة باد نيندورف (منطقة شاومبورغ) مقراً لها، فقد شهدت ألمانيا خلال السنوات الماضية ارتفاعاً ملحوظاً في عدد حالات الغرق.
ففي عام 2024، توفي 411 شخصاً بسبب حوادث الغرق، أي بزيادة قدرها 112 حالة مقارنةً بعام 2021. وعلى الرغم من أن أرقام هذا العام لم تُحسم بعد، إلا أن الجمعية سجلت خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضية وحدها وفاة 15 شخصاً غرقاً – وهو أعلى رقم يُسجل في عطلة واحدة هذا العام.
وشهدت ولاية ساكسونيا السفلى بدورها حوادث مأساوية، حيث اختفى رجل يبلغ من العمر 40 عاماً يوم السبت في خزان “إنرسته” (منطقة غوسلار)، بينما لقي رجل يبلغ من العمر 94 عاماً حتفه يوم الأحد غرقاً في بركة رملية بلوندِه (منطقة هانوفر).
وترى الجمعية أن أبرز سببين لحوادث الغرق القاتلة هما: المبالغة في تقدير القدرات الذاتية على السباحة، والتقليل من شأن المخاطر مثل التيارات المائية أو الفروقات المفاجئة في درجات الحرارة.
وشددت الجمعية على ضرورة تجنب التغيرات المفاجئة في درجة الحرارة، محذرة من أن القفز مباشرة إلى الماء البارد بعد التعرض للشمس قد يؤدي إلى تشنجات عضلية أو انهيار في الدورة الدموية – حتى لدى الأشخاص الأصحاء.
كما أوصت بعدم السباحة في أماكن غير مراقبة والانتباه إلى أعلام التحذير؛ ففي حال وجود علم أحمر مرفوع عند أحد المسطحات المائية، فهذا يعني منع السباحة فيه.
وأشارت الجمعية أيضاً إلى خطورة القفز العشوائي في مياه ضحلة أو غير واضحة الرؤية، مؤكدة أن هذه الممارسات كثيراً ما تؤدي إلى إصابات خطيرة في الرأس أو العمود الفقري، وقد تنتهي بالموت.
أما في الأنهار أو البحر، فقد تشكل التيارات المائية القوية خطراً كبيراً حتى على السباحين المحترفين. كما أن تأثير السحب الناتج عن مرور السفن القريبة قد يعرض السباحين للخطر.
وترتفع احتمالية وقوع الحوادث بشكل أكبر عند استهلاك الكحول، الذي يضعف من قدرة الشخص على التقدير السليم واتخاذ القرار.
وترجع الجمعية هذا الارتفاع الملحوظ في عدد ضحايا الغرق أيضاً إلى التغيرات المناخية، التي أدت إلى صيف أطول وأكثر حرارة، مما يدفع بالمزيد من الناس نحو السباحة في المياه المفتوحة.
يضاف إلى ذلك إغلاق مئات المسابح في السنوات الأخيرة، ما زاد من الاعتماد على المسطحات المائية الطبيعية، والتي غالباً ما تكون أكثر خطراً.