ألمانيا : خبراء يعبرون عن خيبة أملهم من الإصلاحات البطيئة لحكومة ميرتس

أبدى خبراء الاقتصاد في ألمانيا خيبة أملهم من بطء إصلاحات حكومة المستشار فريدريش ميرز، محذرين من أن غياب الإصلاحات الهيكلية، خصوصاً في ما يتعلق بكبح تكاليف المعاشات التقاعدية، قد يفاقم المشكلات الاقتصادية على المدى الطويل، رغم أن برنامج الإنفاق الضخم الذي أطلقته الحكومة قد يمنح دفعة مؤقتة للنمو.
وتواجه ألمانيا، صاحبة الاقتصاد المتباطئ، احتمال تسجيل انكماش للعام الثالث على التوالي، ما يجعل إنعاش النمو أحد أبرز تحديات حكومة ميرز.
وبحسب استطلاع أجراه معهد “إيفو” الاقتصادي شمل 170 أستاذاً جامعياً، فقد منح 42% من المشاركين تقييماً سلبياً لسياسات الحكومة الاقتصادية خلال أول 100 يوم من ولايتها، في حين رأى ربعهم فقط أنها إيجابية. وأكد الباحث في المعهد، نيكلاس بوترافكه، أن “إصلاح نظام المعاشات التقاعدية أمر ملح، لكن الخطوات التي اتخذتها الحكومة تسير في الاتجاه الخاطئ تماماً”.
وانتقد الخبراء بشكل خاص توسيع ما يُعرف بـ”معاش الأمهات”، وهو مخصص إضافي يمنح للآباء – وغالباً للأمهات – عن سنوات تربية الأطفال، إضافة إلى عدم رفع سن التقاعد أو سن الاستحقاق التقاعدي.
في المقابل، لقيت بعض السياسات ترحيباً، أبرزها تعزيز الاستثمار العام عبر صندوق خاص بقيمة 500 مليار يورو للبنية التحتية، وتطبيق ما يسمى بـ”محفز الاستثمار” الذي يمنح الشركات مزايا أكبر في الاستهلاك الضريبي، فضلاً عن زيادة الإنفاق الدفاعي وخفض مرتقب لضريبة الشركات.
وعلى المدى القصير، توقّع نصف المشاركين في الاستطلاع تأثيراً إيجابياً للإجراءات الحكومية، مقابل 12% فقط توقعوا آثاراً سلبية. أما بالنسبة للآفاق المتوسطة الأجل، فأبدى 34% نظرة إيجابية، بينما رأى 26% أن التوقعات سلبية.
واختتم بوترافكه بالتأكيد على أن “إصلاحات هيكلية موجهة نحو السوق ضرورية لتحقيق نمو اقتصادي مستدام، لكن لا توجد مؤشرات حالياً على تبني مثل هذه الإصلاحات”.