جدل و تصريحات أمريكية غاضبة .. ألمانيا : الشرطة تعيد اعتقال متهم سوري بعد حادثة طعن سائح أمريكي كان يدافع عن فتيات يتعرضن للتحرش

تحولت حادثة طعن مروّعة في خط الترام رقم 7 بمدينة دريسدن إلى قضية رأي عام داخل ألمانيا وخارجها، بعدما أُصيب عارض الأزياء الأميركي جون رودات (20 عاماً) بجروح خطيرة في وجهه أثناء محاولته حماية مجموعة فتيات تعرضن للمضايقة من قبل شابين سوريين، بحسب وسائل إعلام محلية.
الاعتداء وقع ليل الأحد، حين حاول رودات التدخل بعد أن قام أحد المشتبه بهما، المدعو ماجد د. (21 عاماً)، بالتحرش بفتاة داخل الترام والاعتداء عليها جسدياً.
رودات، الذي تلقى تدريباً سابقاً كمسعف، حاول إبعاده والدفاع عنها، لكن سرعان ما باغته شريك المشتبه به – الذي ما زال فاراً – واعتدى عليه بسكين طوله نحو 15 سنتيمتراً، ما أدى إلى إصابته بقطع عميق في وجهه وانقسام أنفه إلى قسمين.
الأطباء أكدوا أن حياته لم تكن في خطر مباشر، لكنه كان مهدداً بفقدان بصره لو كانت الضربات أعمق.
رودات صرّح من سريره في المستشفى قائلاً: “أحمل هذه الندبة بفخر، كنت سأكرر ما فعلت مهما كانت هوية المعتدي”. لكنه عبّر أيضاً عن صدمته من قرار النيابة الإفراج عن المشتبه به ماجد بعد اعتقاله، بدعوى عدم وجود خطر هروب.
وأضاف بمرارة: “إذا كان بإمكانهم فعل ذلك ثم الإفراج عنهم، فأين القانون؟”.
الحادثة تجاوزت حدود ألمانيا، إذ تناولتها وسائل إعلام دولية مثل نيويورك بوست، هندستان تايمز وجيروزاليم بوست.
وانتشر مقطع فيديو لرودات على منصة “إكس” (تويتر سابقاً) حيث قال إن ألمانيا تواجه “مشكلة هجرة”، وقد تمت مشاهدته ملايين المرات خلال ساعات.
الواقعة أشعلت جدلاً سياسياً:
• المبعوث الأميركي السابق ريتشارد غرينيل انتقد المستشار الألماني فريدريش ميرتس معتبراً أن “الألمان سئموا ردود الفعل الضعيفة”.
• زعيمة حزب AfD أليس فايدل وصفت الإفراج عن المشتبه به بأنه “إشارة كارثية” مطالبة بترحيل فوري.
• في المقابل، أشادت شخصيات سياسية ألمانية من CDU وSPD بشجاعة رودات واعتبرته “بطلاً يومياً”، مع التأكيد على ضرورة القبض على المشتبه به الثاني الفار.
الشرطة في دريسدن تواصل تحقيقاتها وتحث الشهود على تقديم إفاداتهم للمساعدة في تعقب المتورط الهارب.
متابعات
شهدت مدينة دريسدن حادثة طعن مروّعة تعرض لها سائح أميركي من نيويورك داخل ترام بخط رقم 7، بعدما حاول التدخل لحماية شابة من التحرش.
الحادثة التي وقعت بعد منتصف ليل الأحد أسفرت عن إصابة الضحية بجروح عميقة في وجهه نُقل على إثرها إلى المستشفى الجامعي، حيث خضع لعملية خياطة لجرحه البالغ.
الشرطة كانت قد أوقفت في البداية شاباً سورياً يُدعى مجد (21 عاماً) أثناء فراره على دراجة كهربائية على بعد نحو 700 متر من موقع الجريمة، لكنها أطلقت سراحه بعد 12 ساعة لعدم وجود مبررات قانونية آنذاك لإبقائه قيد الاحتجاز.
لاحقاً، ومع مراجعة كاميرات المراقبة من داخل الترام، تبيّن أن المشتبه به وجّه ضربة للضحية وهو يحمل جسماً صلباً في يده، ما دفع القضاء إلى تصنيف فعلته كـ”إيذاء جسدي خطير”. وبناءً عليه، أعيد توقيفه وأُودع الحبس الاحتياطي بعد مثوله أمام قاضية التحقيق في محكمة دريسدن.
وبحسب التحقيقات الأولية، فإن مجد شارك مع مشتبه به آخر – لا يزال طليقاً – في الاعتداء، حيث قام هو بالاعتداء باللكمات فيما بادر شريكه إلى استخدام سكين أحدث القطع العميق في وجه السائح الأميركي.
المدعي العام يورغن شميت (50 عاماً) أوضح أن النيابة العامة وشرطة دريسدن لن تكشفا مزيداً من التفاصيل في الوقت الحالي “لأسباب تتعلق بسير التحقيق”.
الحادثة، التي أثارت جدلاً واسعاً في ألمانيا وخارجها، تواصل تصدّر العناوين وسط مطالبات متزايدة بتشديد الإجراءات ضد مرتكبي الجرائم العنيفة.