ألمانيا : وزير داخلية بافاريا يدعم ترحيل سوريين إلى بلادهم .. والأمم المتحدة تحذر من انتهاكات محتملة

أعرب وزير الداخلية في ولاية بافاريا، يواخيم هيرمان (CSU)، عن تأييده لخطط ترحيل شبان سوريين عاطلين عن العمل ولا يحملون تصاريح إقامة قانونية إلى سوريا، رغم التحذيرات الدولية من تدهور الوضع الإنساني هناك.
وقال هيرمان في تصريحات لصحيفة „Münchner Merkur“ إن “العديد من اللاجئين ما زالوا يتدفقون إلى ألمانيا، رغم أن كثيرين في مناطق واسعة من سوريا لم يعودوا يواجهون خطرًا على حياتهم، لذلك لا يوجد سبب لمنح الحماية تلقائيًا لكل من يصل إلينا”.
وأكد الوزير تأييده لمقترح وزير الداخلية الاتحادي ألكسندر دوبرينت (CSU)، الذي يسعى لإبرام اتفاق مع سوريا قبل نهاية العام يسمح أولاً بترحيل المجرمين، ثم الذين لا يملكون حق إقامة. وأضاف هيرمان: “لا نريد ترحيل من اندمج جيدًا في مجتمعنا، لكن يجب أن نكون قادرين على إخراج المجرمين من البلاد، ووضع حدود لتدفق اللاجئين الجدد، بما في ذلك إعادة الشبان السوريين القادرين على العمل والذين لم يندمجوا”.
تحذيرات أممية وتقارير عن انتهاكات
في المقابل، حذّر ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في سوريا، غونزالو فارغاس يوسا، من خطورة عمليات الإعادة القسرية للسوريين من ألمانيا، مؤكدًا أن “سوريا وصلت إلى الحد الأقصى من قدرتها على الاستيعاب”.
وقال لصحيفة „Süddeutsche Zeitung“ إن أكثر من مليون لاجئ عادوا هذا العام من الدول المجاورة إلى سوريا، ومن المتوقع عودة مليون آخرين العام المقبل، محذرًا من أن إعادة لاجئين من أوروبا “لن تؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة”.
تقرير صادر عن الدائرة العلمية في البرلمان الألماني (البوندستاغ) أشار بدوره إلى استمرار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في سوريا، رغم سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024 على يد تحالف معارض تقوده هيئة تحرير الشام (HTS). وأوضح التقرير أن الجيش السوري الجديد والميليشيات الموالية له ما زالوا متورطين في “مجازر وانتهاكات ممنهجة”، خاصة ضد الأقليات الدينية مثل العلويين والدروز، فيما يظل مدى سيطرة القيادة الجديدة برئاسة أحمد الشرع على هذه القوات موضع شك.
كما لفت التقرير إلى وجود مقاتلين أجانب سابقين من أوروبا – بينهم ألمان – ضمن صفوف القوات السورية الجديدة، ممن قاتلوا سابقًا في صفوف الجماعات الإسلامية ويسعون لإقامة “دولة دينية دائمة” في البلاد.
مخاوف متزايدة لدى المسيحيين
من جانب آخر، حذّر تقرير صادر عن منظمة “ميسيو آخن” الكاثوليكية من تراجع الثقة بين المسيحيين السوريين تجاه الحكومة الجديدة.
ونقل التقرير عن رجال دين في سوريا قولهم: “نشعر كأننا غرباء في وطننا”.
ودعت المنظمة الاتحاد الأوروبي والحكومة الألمانية إلى تكثيف جهودها لحماية المسيحيين وبقية الأقليات الدينية.