تحليل أمني: ارتفاع مقلق في جرائم العنف بين الشباب السوريين في هذه الولاية الألمانية

كشف تقرير أمني صادر عن الشرطة الجنائية في ولاية شمال الراين-فستفاليا (NRW) عن زيادة حادة في عدد المشتبه بهم السوريين في جرائم العنف خلال السنوات العشر الماضية، خصوصًا بين فئة الشباب، مع ملاحظة متكررة لاستخدام السكاكين في الاعتداءات.
وبحسب التحليل الهيكلي الصادر عن مكتب الشرطة الجنائية في الولاية (LKA) بالتعاون مع مشروع «إيفرات – Euphrat» والهيئة الأمنية المشتركة SiKo Ruhr، فقد تضاعف عدد المشتبه بهم السوريين خمس مرات منذ عام 2015.
في عام 2015، سُجل نحو 3,400 مشتبه به سوري في إحصاءات الشرطة، بينما ارتفع العدد عام 2024 إلى نحو 17,000.
وفي المقابل، ارتفع عدد السوريين المقيمين في الولاية من 84 ألفًا إلى نحو 288 ألفًا خلال الفترة نفسها.
ورغم أن هذه الزيادة السكانية تفسر جزءًا من الارتفاع، إلا أن التقرير اعتبر الأرقام “مقلقة للغاية” حتى بعد احتساب نسب النمو السكاني.
أوضح التقرير أن معظم الجرائم تُرتكب بشكل فردي أو ضمن مجموعات صغيرة وغير منظمة، وتشمل بشكل أساسي جرائم عنف جسدي وسرقة وابتزاز.
وتُشكّل جرائم العنف نحو 38٪ من مجمل الجرائم المنسوبة لسوريين، وهي نسبة أعلى بكثير من المعدلات لدى الجنسيات الأخرى.
كما أشار وزير داخلية الولاية هربرت رويل (CDU) إلى أن العديد من هؤلاء الشبان يحملون السكاكين بشكل دائم في حياتهم اليومية، مضيفًا: “عندما يخرجون مساءً مع أصدقائهم، يُعتبر حمل السكين في الحقيبة أمرًا عاديًا تمامًا – جاهز دائمًا للاستخدام.”
وبيّنت التحليلات أن سلوك العنف المفرط يظهر أحيانًا حتى لدى الأطفال والمراهقين السوريين أو من أصول سورية، حيث يصف الخبراء هذا السلوك بأنه “جزء من الهوية الاجتماعية” لدى بعض الشباب، مرتبطًا بثقافة الحرب التي عاشوها في سوريا.
رغم أن التقرير لم يثبت وجود شبكات إجرامية منظّمة أو “عصابات عائلية” سورية بالمعنى التقليدي حتى الآن، إلا أنه حذّر من احتمال تطور مثل هذه البنى مستقبلًا إذا لم تُتخذ إجراءات وقائية وتربوية مبكرة.
ودعا الوزير رويل إلى ترحيل المجرمين المدانين إلى سوريا، قائلاً: “من يرتكب جرائم يجب أن يُرحّل – حتى إلى سوريا. ألمانيا يجب أن تكون دولة قادرة على الدفاع عن نفسها.”
لكنه أضاف أن الترحيل وحده لن يحل المشكلة، مشددًا على أهمية العمل التربوي والثقافي المبكر ودمج القيم في المدارس والمجتمع.
جاءت الدراسة بعد سلسلة اشتباكات عنيفة بين شبان سوريين ولبنانيين في مدينتي إيسن وكاستروب-راوكسل صيف عام 2023، والتي أثارت جدلاً واسعًا في ألمانيا حول تصاعد العنف داخل بعض فئات اللاجئين الشباب.