ألمانيا : أستاذ جامعي ينتهي كطالب لجوء في هامبورغ .. ضحية جديدة لـ ” بيروقراطية لا ترى الإنسان “

روى أستاذ جامعي قادم من نيكاراغوا يحمل حق اللجوء في ألمانيا قصة مثيرة تعكس جانباً قاسياً من البيروقراطية الألمانية، بعد أن وجد نفسه مضطراً للتقدم بطلب لجوء في هامبورغ رغم امتلاكه تأهيلاً علمياً عالياً وخبرة أكاديمية واسعة في بلده الأصلي.
وبحسب ما ورد في تقرير صحيفة «هامبورغر آبندبلات»، فإن الأستاذ ألفريدو غونزاليس — الذي يحمل درجة الدكتوراه ويملك سجلاً مهنياً مرموقاً — وصل إلى ألمانيا باحثاً عن فرصة أكاديمية، لكنه سرعان ما واجه عقبات معقدة في الاعتراف بشهاداته الجامعية وفي إجراءات الهجرة القانونية. ورغم تلقيه وعوداً مبدئية بفرص عمل أكاديمية، اصطدمت مسيرته بحائط من المتطلبات الرسمية التي حالت دون حصوله على إقامة عمل أو تأشيرة متوافقة مع وضعه المهني.
ويقول الأكاديمي في حديثه للصحيفة: «البيروقراطية هنا قاسية، أحياناً تشعر أنها لا ترى الإنسان خلف الأوراق». ويوضح أنّ الجهات الرسمية طلبت منه أوراقاً إضافية، وتصديقات متتالية، وإثباتات يصعب توفيرها بالنسبة لشخص غادر بلده في ظروف غير مستقرة.
ومع عجزه عن استكمال متطلبات الاعتراف المهني، لم يبقَ أمامه سوى تقديم طلب لجوء — وهو خيار لم يكن يرغب به — لضمان البقاء القانوني في البلاد. واستمرت إجراءات النظر في حالته عدة أشهر إلى أن حصل لاحقاً على حماية معترف بها، لكنه خسر خلال تلك الفترة فرصاً مهنية مهمة، واضطر للعمل في وظائف لا تمتّ لتخصصه الأكاديمي بصلة.
القصة، التي أثارت نقاشاً واسعاً على منصات التواصل، تُسلّط الضوء على فجوة حقيقية بين حاجة ألمانيا إلى أصحاب الكفاءات العالية من جهة، وتعقيد نظام الاعتراف بالشهادات الأجنبية وإجراءات الإقامة من جهة أخرى. كما دعت منظمات حقوقية إلى إصلاحات عاجلة تمنع تكرار حالات يضطر فيها أصحاب مؤهلات علمية رفيعة إلى دخول نظام اللجوء بدلاً من مسارات الهجرة المهنية، معتبرين أن خسارة الكفاءات «ثمن تدفعه ألمانيا بلا ضرورة»