وسائل إعلام ألمانية : سوري في ألمانيا يعلق بعد مرور عام على سقوط الأسد ” ما زال الخوف يلاحقنا .. و في سوريا الكثير من الكراهية والتحريض “

 

قال السوري سليمان بلال، المقيم منذ نحو عشر سنوات في مدينة كيرخهايمبولاندن الألمانية، إن فرحته بسقوط نظام بشار الأسد قبل عام تلاشت سريعًا، لأن واقع سوريا اليوم ما زال بعيدًا عن الاستقرار والأمان.

بلال، الذي فرّ عام 2015 هربًا من الخدمة العسكرية الإلزامية، إذ كان سيُجبر — كما يقول — على حمل السلاح وقتل الناس، يروي أنه هرب من الجوع والخوف وفقدان الحرية. ورغم سقوط النظام السابق، يؤكد أنه ما زال يعيش في حالة قلق.

ويقول في مقابلة مع SWR: “الشيء الإيجابي الوحيد هو أن الأسد رحل. لكن ما زال الكثير من الموالين للنظام السابق، ممن تورطوا في قتل الأبرياء، يتحركون بحرية داخل البلاد. لا يزال هناك قدر كبير من الكراهية والتحريض، وما زالت الهجمات والمجازر تحدث بين المجموعات المختلفة. نحن الآن في مرحلة انتقالية، ولا أحد يعرف كيف سيتطور الوضع سياسيًا.”

وعن وضع عائلته داخل سوريا، يوضح: “الوضع الأمني صار أفضل من السابق بلا شك. أخي لم يعد خائفًا من سوقه إلى الجيش. والدتي تخبرني بأن الكهرباء تصلهم الآن حتى 18 ساعة يوميًا، والرواتب ارتفعت قليلًا، والناس باتوا أكثر حرية في الحركة. والدي لم يكن يستطيع سابقًا مغادرة قريته بسبب سيطرة مجموعات مختلفة، أما اليوم فهذا ممكن. حتى إجراءات الحدود أصبحت أسهل.”

مع ذلك، يؤكد بلال أن الشعور بانعدام الأمان ما زال قائمًا بالنسبة له: “رغم كل الإيجابيات، ما زلت غير قادر على التعبير عن رأيي بحرية. ما دام هذا الشعور موجودًا، فلن أستطيع أن أفرح حقًا.”

وعن إمكانية عودته إلى سوريا يقول: “في السابق كنت أعرف أنه لو عدت، سيعتقلونني فورًا بسبب رفضي للخدمة العسكرية. هذا الخوف لم يعد موجودًا الآن بعد رحيل الأسد. لكنني بنيت حياتي هنا في ألمانيا، ولا أستطيع أن أتخلى عنها. هذا ليس سهلًا.”

أما عن أمنيته للمستقبل، فيقول: “أتمنى أن يعود السوريون الذين يرجعون اليوم إلى بلدهم حاملين معهم كل ما تعلموه هنا: احترام الآخر، قبول الاختلاف، والتعايش رغم اختلاف الآراء. أتمنى أن ننقل هذه القيم إلى سوريا. كما أحلم أن أسافر يومًا مع أصدقائي الألمان إلى بلدي، لأريهم جماله — دون خوف.

 

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.