وسائل إعلام ألمانية : عيد الميلاد في سوريا .. فرح يعود إلى الشوارع وحذر يخيّم على المستقبل

تحتفل الطوائف المسيحية في سوريا بعيد الميلاد هذا العام وسط أجواء متباينة تجمع بين الفرح الحذر ومخاوف المرحلة المقبلة، في ظل واقع سياسي وأمني ما يزال غير مستقر بعد سنوات طويلة من الحرب والانقسام.
وشهدت عدد من المناطق عودة واضحة لمظاهر الاحتفال، حيث ازدانت الشوارع بالأضواء والزينة، وأقيمت قداسات عيد الميلاد في الكنائس بحضور لافت، في مشهد افتقدته البلاد لسنوات.
وفي بعض القرى ذات الغالبية المسيحية، عاد الاحتفال إلى العلن للمرة الأولى منذ زمن طويل، مع مشاركة عائلات عادت مؤخرًا إلى منازلها بعد نزوح قسري.
وفي مدن كبرى مثل حلب واللاذقية، أُقيمت الصلوات والطقوس الدينية بشكل أوسع مقارنة بالسنوات الماضية، وسط حضور شعبي لافت عكس رغبة الأهالي في استعادة مظاهر الحياة الطبيعية، رغم الظروف الصعبة التي ما تزال تلقي بظلالها على تفاصيل الحياة اليومية.
إلا أن هذه الأجواء الاحتفالية لم تكن موحدة في جميع المناطق، إذ يسود القلق والحذر في أماكن أخرى، في ظل مخاوف من تدهور الأوضاع الأمنية أو عودة التوترات، إضافة إلى استمرار الأزمات المعيشية التي تثقل كاهل السكان.
ويعكس عيد الميلاد هذا العام في سوريا حالة مركّبة تعيشها البلاد، حيث يتقاطع الأمل بمرحلة جديدة مع واقع من عدم اليقين، في انتظار ما ستؤول إليه التطورات السياسية والأمنية في الفترة المقبلة.