تركيا والسعودية.. حديث جاد

من الصعب فهم «الحملات» الإعلامية المستمرة والتي تطالب بضرورة تشكيل تحالف سعودي تركي الآن، فما هو الأساس لذلك؟ ومتى كان هذا التحالف السعودي التركي حتى يعود؟ الحقيقة أن التحالف السابق بالمنطقة، ودوما، كان سعوديا مصريا، وحاول بشار الأسد من ضمن ألاعيبه الملتوية أن يقحم تركيا بمنطقتنا يوم استغل إردوغان لضرب موقع مصر، مثلما استغل فرنسا ساركوزي لضرب الأميركيين، وهو ما تفطنت له السعودية أيام الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله، وحتى عندما دعا السيد عمرو موسى، يوم كان أمينا للجامعة العربية، إلى تشكيل ما سمي وقتها برابطة الجوار العربي، على أن تدخل به تركيا وإيران، رفض ذلك المشروع سعوديا ومصريا، ووئد بحينه، فأين هذا التحالف المزعوم؟

إذا كان الحديث عن مصالح وعلاقات فهذا صحيح، حيث يجب أن لا تتحول السعودية إلى دولة مقاطعة، فهذا لا يشبه السعودية، ولا هو قدرها، لكن السعودية لا يمكن أن تحشر بزاوية آيديولوجية، أو طائفية، ضيقة، كما حشر البعض نفسه ذات يوم مع حزب الله، والإخوان المسلمين، فهل يفترض بالسعودية أن تنزل بقدرها لمستوى تنظيم الإخوان لتضحي بمصر، مثلا؟ هذا عبث! والعبث أيضا أن يقال إنه يجب أن يتم التعامل مع الإخوان كشأن داخلي مصري، فهل يمكن أن نعتبر الحوثيين شأنا داخليا يمنيا، والأمر نفسه بالبحرين، وليبيا، وسوريا؟ وأما في حال أن يقال أن يكون للسعودية وتركيا دور لتغطية الفراغ الذي تتركه أميركا بالمنطقة، وأمام التغول الإيراني، وفشل العراق، بحيث تلعب الدول الإقليمية الكبرى، السعودية ومصر وتركيا، دورا، فهذا صحيح، لكن هل لدى الأتراك استعداد للعب هذا الدور، وإدراك أهمية مصر؟

هذا هو السؤال، حيث لا يمكن، ولا يعقل، التخلي عن عمقنا الأمني العربي، أي مصر، للتقارب مع تركيا هكذا، وحسب ما يطالب به البعض، فمتى كان هناك تحالف سعودي تركي حتى يُفعّل؟

والسؤال الأهم هنا هو: من هي الدولة الحليفة لتركيا الآن، أو بالأمس؟ لا أحد سوى سوريا الأسد سابقا، ويوم كانت أنقرة ترعى المفاوضات السورية الإسرائيلية، وكذلك التحالف التركي القطري، بينما لم نعرف يوما عن تحالف سعودي تركي، أو سعودي مصري تركي، بل إن لإردوغان تصريحا شهيرا حول التحذير من كربلاء جديدة في البحرين وقت تدخّل قوات درع الجزيرة، ثم نفي التصريح في عشاء خاص في مكة المكرمة، وقيل إن المقصود بتصريحه هو ليبيا، وما علاقة ليبيا بكربلاء أصلا؟ وعليه فلماذا الدعوة لتحالف سعودي تركي الآن؟ وما هي المصالح؟ هل تغيرت تركيا؟ الإجابة لا! إذن لماذا نهدد مصالحنا، ونتغير، ومصر هي عمقنا؟

والمقلق أن من يطالبون الآن بتحالف سعودي تركي هم نفس من كانوا يبررون لحزب الله، وحماس، والأسد بالأمس، وهم من يطالبون الآن بفتح صفحة جديدة مع الإخوان المسلمين رغم أن الإخوان مزقوا الدفتر ككل! فما هو المقصود إذن؟ ولماذا إعلامنا العربي بلا ذاكرة لهذا الحد؟!

 

طارق الحميد – الشرق الاوسط

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫11 تعليقات

  1. علاك مصدي موجه للا هدف ، بدون نقاط ارتكاز وبعيد عن المنطق………….. اصلا هي خاطرة في بال الكاتب وما بعرف شلون خطرت ع بالو.

  2. العالم يتغير بسرعة والتغيرات السياسية بدات بتقسيم المنطقة او الرضوخ للاحتلال الايراني ومازال السياسيون واقلامهم الرخيصة حبيسة اوهام وهلوسات الخوف من الاحزاب الاسلامية

  3. اين المشكلة عندما تكون المملكة العربية السعودية في تحالف مع الدولة التركية ومن بعد ذلك ترتب الاجواء للحوار مع مصر العربية وتحل قضية الاخوان بل الحوار السلمي ام انك ترى ابادة الاخوان في مصر على طريقة الارهابي بشار افضل وتقول انت من المقلق ما هو المقلق ان ترى الخير يعم على بلاد المسلمين ويكون هناك درع عربي تركي في وجه اسرائيل وايران التي تنسيتها في مقالك وهي اليوم تشكل تهديد علني الى البلاد العربية لا ارى من مقالك غير حقد مدفوع الاجر عوض ان تحاول التجميع تحاول التفريق لعنة الله على اي انسان يحاول تشتيت الامة

  4. الكاتب ينطلق في تحليلاته وقراءته للواقع بناء على كرهه للإخوان وعداوته لهم وليس بناء على واقع مرير يستدعي أقصى درجات التعاون بين الدول السنية الكبرى لمواجه العدو الإيراني الفارسي

  5. مجموعة من الجمل المتضاربة لا ترقى لمستوى مقال وغريب انو تم نشرها وتداولها بس لانو صاحبها كان بالصحيفة نفسها

  6. كاتب هذا المقال عندة فكرة واحدة كررها على مدى المقال كلة. وهي عداء لتركيا المسلمة ( في الوقت الحاضر ) وتبجيلة بمصر مع ان مصر قد ودعت المسرح السياسي العربي والأفريقي منذ عهد السادات ولم تعد لة حتى الن ولن تعود لة في السنين الخمس القادمة. فمصر ضعيفة على الأعداء قوية وفاجرة على ابناءها. اصلح اللة حكامها.

  7. بصراحه اكثر شي عجبني بالمقال ان مصر هي عمقنا الاستراتيجي والادله كثيره اولها تاييد مصر لبشار الاسد والقيود التي فرضتها على دخول السوريين والمعامله المميزه للسوريين داخل مصر حتى انها منعت احد اعضاء الائتلاف من دخول مصر عدا انها تقف بالمرصاد لاي قرار في الجامعه ضد بشار اما اردغان تبع تركيا ماذا فعل لاي شي فقط فتح ابواب بلاده للسوريين وقال عنهم ضيوف وقدم لهم ما يستطيع وووووووووو

  8. بالفعل هذا الصحفي صهيوني حتى النخاع بكل كتابه الصحفيه يكشف عن توجهه الصهيوني المعادي لحرية وكرامه الشعوب العربيه والمعهادي للديمقراطيه ولوحدة العرب والمسلمين\في البدايه إيران من تهدد ومن تريد أت تسيطر على ارضه وتصدر له الثوره المجوسيه الفارسيه!!ايران تهدد تركيا ام السعوديه ودول الخليح والدول العربيه !!ومن هو محتاج للتحالف مع الاخر السعوديه ولا تركياّ ومن المهدد والمعرض للاخطار والذي تهدده ايران بالسيطره والاحتلال والعدوان عليه !!إيران تهدد تركيا أم تهدد السعوديه والكويت والامارات ودول الخليج والدول العربيه !! ومن هو الضعيف وبحاجه الى من يحميه ويدافع عنه ضد خطر إيران تركيا أم السعوديه ودول الخليج!!!!والأمر الاخر الصحفي الصهيوني هذا بمقالته هذه يناقض نفسه بشكل مقزز يتحدث عن الاخوان المسلمين أنهم فصيل صغير!!!!مئات علامات التعجب الاخوان فصيل صغير وهذا الصحفي يقول بلسانه إن الاخوان منتشرون بمصروسورياواليمن وليبيا وفي كل مكان كما يقول هذا الصحفي بمقالته الاخوان فصيل وهم ييفوزن بأي إنتخابات حره ونزيهه تجري في اي مكان في الوطن العربي!ومع هذا يقول أن السعوديه دوله كبيره ولن تغير سياستهاتجاه الاخوان والسيسي الكافرالقاتل الانقلابي من اجل التعاون والتحالف مع تركيا!ليه تركيا دوله صغيره وضعيفه وتحميها اساطيل وطائرات وجيوش امريكا وبريطانيا واوربا!!!وتركيا دوله قزمه مجهريه لاأثرولانفوذ لها بالعالم اجمع!تركيا عدد سكانها 90 مليون تقريبا وهي من احد الدول المتقدمه اقتصادياّ بالعالم وجيشها اكبر جيش باوربا وهي دوله قويه ومتطوره صناعيا واقتصاديا وعلميا تصنع الكثير من الصناعات المتقدمه ولديها صناعه عسكريه قويه ومتطوره ! والسعوديه ماذا تملك غير النفط والذي لاتستخدمه ابداّ من اجل صالح قضايا المسلمين والعرب ولاتستخدمه من اجل تحريرالمسجد الاقصى اول قبله للمسلمين! ولا تسخدم قوتهاإلا ضدالمسلمين وقضاياهم ومصالحهم مثل دعمها ومسانتدها السيسي الكافرالقاتل بإنقلابه العسكري الدموي ضد الحريه والكرامه بمصر\والسعوديه دوله معروفه من دول التابعه لامريكا والصهاينه واوربا ولقد قدم ملكوها كل مبادرات للاعتراف والصلح بالصهاينه مبادرة الملك غهد للسلام مع الصهاينه ومبادرة الملك عبد الله للسلام مع الصهاينه والتي تخلوا فيها عن فلسطين وعن حقوق الفلسطينين بفلسطين وإعترفوا فيها بتلك المبادرات إعترفوا حكام السعوديه بحق الصهاينه التاريخي بفلسطين وبدولة الصهاينه على ارض فلسطين !!! وحكام السعوديه لم يدعموا على مرتاريخهم أي حركو مقاومه ضد الصهاينه او ضد المستعمر لابقلسطين ولا باي دوله عربيه او اسلاميه بل على العكس حكام السعوديه دائما يقفون ضد الشعوب العربيه والاسلاميه \وأمرأخر الدول ليست بحجمها وكبرها وعدد سكانهاالكبير الدول بمساهمتها بالحضاره والرقي والتقدم يوجد دول بأوبا عدد سكان اربع وخمس ملاين اقتصادهااكبر من جميع إقتصاديات وموازنات الدول العربيه جميعاّ\وأمر أخر لماذا ياأيها الصحفي الذكي على تركيا التي لايهددها الفرس المجوس الايرانيين أن تقدم التنازلات وتتخلى عن مبادئها وجلدها وتتخلى عن مناصرة المستضفين من الشعوب العربيه المضهده وتتخلى عن الاخوان مقابل ماذا!ولماذا حكام السعوديه المهددين والمعرضين للخطر والتهديد الايراني لماذا لايقدمون هم التنازلان لانهم بحاجه الى من يحميهم ويدافع عنهم ويصد خطر وتهدد ايران المجوسيه الفارسيه عنهم وعن الخليج !!

  9. كتاب محشش او قابض من السيسي او بشارون لازم يحطوه في زريبة حمير العمى بعينه شو حمار

  10. مصر عمق الامن العربي والسيسي القاتل الكافر هو الذي يحمي العرب!!! ومن يحاصر غزه مع اسياده الصهاينه ويقتل الفلسطينين ويحاصرهم ويمنع عنهم الدواء والطعام والهواء والاوكسجين والاجهزه للمستشفايات والبترول وحتى مواد البناء والخشب والادوات المدرسيه والورق وكل اسباب الحياة\يمكن دولة المريخ هي التي تحاصر غزه\طبعا عدا عن دعمه ومساندته لبشار الكافر القاتل ووقوفه ضد الثوره السوريه وضد السورين وإضهاده وإذلاله للسورين اللاجئين بمصر ومضايقتهم وعدوانه على ليبياوقتل اللبين وتأمره على ثورة ليبيا وتأمره على ثورة الربيع العربي بتونس وبكل مكان\