ما هي أسباب عاصفة الخليج العنيفة و إلى متى ستستمر ؟

لم تكن العاصفة الغبارية التي هاجمت منطقة الخليج العربي، والتي أطلق عليها اسم ” مظلمة “، كغيرها من العواصف السابقة، فما أدت إليه من تعطيل مطارات خليجية نشطة، وتهديد للكثير من مرضى الجهاز التنفسي؛ جعلها موضع جدل ومخاوف.

ومع دخول اليوم الرابع للعاصفة، ما تزال التحذيرات تنطلق من مراكز الأرصاد الجوية في أغلب البلدان الخليجية وعلى رأسها السعودية ، إذ تشهد العديد من مناطق المملكة منذ الساعات الأولى من صباح السبت، نشاطاً واضحاً للرياح المثيرة للغبار والأتربة.

مراكز الأرصاد الجوية أرجعت سبب العاصفة إلى منخفض جوي على الأرض، مركزه شمال غرب السعودية، صاحبه منخفض جوي في طبقات الجو العليا، وتزامنهما مع سطوع الشمس وارتفاع درجات الحرارة، أدى إلى سرعة الرياح الدورانية حول المنخفض، ليؤثر على منطقة وسط السعودية وشمال غرب الخليج.

وأشارت المراكز إلى أن تحول الرياح إلى اتجاه الشمال الغربي على طول ساحل الخليج الغربي، أدى إلى تحريك هذه الأتربة وتشتتها لتتأثر بها المناطق الغربية والجنوبية الغربية ، بحسب ما ذكرت الخليج اونلاين.

إلى متى تستمر؟

ورأى خبير الأرصاد الجوية أستاذ علوم البيئة بكلية علوم البحار في جامعة الملك عبد العزيز، الدكتور علي عشقي، في مقابلة متلفزة، أن سبب العاصفة الرملية هو فترة الانقلاب الخريفي التي تمر بها المنطقة، والتي يحدث خلالها تعامد الشمس على خط الاستواء.

وتوقع عشقي أن تستمر العاصفة حتى نهاية نيسان الحالي وعلى نحو متقطع، وذلك سيخضع إلى حركة المنخفضات الجوية القادمة من البحر المتوسط، حيث تتحرك تلك المنخفضات من أسفل إلى أعلى، وترافقها رياح سطحية تثير الغبار والأتربة.

أسباب العاصفة

من بين أسباب العاصفة الأعنف منذ سنوات تفكك الرمال بسبب قلة الأمطار في فصلي الشتاء والخريف، ما يؤدي لقلة الغطاء النباتي وتفكك التربة بسهولة.

ولاحظت مراكز أرصاد سعودية؛ ومن بينها مركز طقس العرب، أن الاختلاف الحراري كبير جداً قبل دخول العاصفة الرملية وبعدها، ما يؤثر في نشاط الرياح بشكل كبير ومفاجئ، ويساعد على تشكل العاصفة الرملية القوية، فقد وصلت درجات الحرارة قبل دخول العاصفة الرملية إلى الرياض 34-35 درجة مئوية، لكنها انخفضت خلال ساعتين إلى 3 ساعات في أثناء تأثير العاصفة لتصل 24 درجة مئوية، وذلك بفارق 10 درجات مئوية في غضون ساعات قليلة.

ووصلت سرعة الرياح في أثناء تأثير العاصفة الرملية لأكثر من 100 كم/ ساعة، خاصة في منطقة الحدود الشمالية ورفحاء، كما وصلت سرعة هبات الرياح في العاصمة لـ70 كم/ ساعة في أثناء تأثير العاصفة الرملية، وهذا يوضح مدى كثافة الغبار في أثناء تأثير العاصفة الرملية التاريخية.

ما يميز العاصفة ” مظلمة ”

تميزت العاصفة الرملية بتأثيرها على أجزاء واسعة من شبه الجزيرة العربية خلال مُدّة زمنية قصيرة، حيثُ زادت مساحة المناطق المتأثرة بالعاصفة على مليون ونصف مليون كيلومتر مُربع ، كما تميزت بتحول لون السماء في العديد من مناطق السعودية والإمارات إلى البرتقالي أو حتّى الأحمر في بعض المناطق، ما يوضح شدّتها.

اختفاء قُرص الشمس تدريجياً حوّل النهار إلى ما يُشبه الليل في عديد من مناطق المملكة العربية السعودية، حيثُ ساد الظلام في وسط النهار، ما جعل المراقبين يطلقون على العاصفة اسم ” مُظلمة “.

الرؤية الأفقية انعدمت بشكل تامّ في كُل من الرياض والدمّام ورفحاء والمنامة والدوحة، حيثُ بلغ مداها في هذه الدُّول ( صفر من الأمتار )، في حين تدنّى مدى الرؤية الأفقية وبشكل حادّ في كُل من دبي وأبوظبي إلى أقل من 200 متر.

العاصفة شلّت الحياة

تسببت العاصفة الرملية الشديدة في تعليق رحلات الطيران وإرباكها في مطارات عالميّة هامّة؛ وعلى رأسها مطار دبي الدولي ومطار أبوظبي الدولي، ومطار آل مكتوم في دبي، إضافة إلى مطار الملك خالد في الرياض ومطارات الدوحة والمنامة الدوليين.

ودفعت الأحوال الجوية الصعبة السلطات التعليميّة في كُل من السعودية وقطر إلى تعليق الدراسة في المدارس والجامعات خلال يوم الخميس وذلك حفاظاً على صحّة الطلاب وإبعادهم عن مخاطر الغبار والمضاعفات الصحيّة التي قد تنشأ عن استنشاقه أو التعرُض لهُ.

وبالتأكيد عكس انعدام مدى الرؤية الأفقية بشكل تام مع ليلة الأربعاء/ الخميس، ازدحامات مرورية خانقة استمرت لساعات طويلة، كالتي شهدها طريق الرياض- الشرقية في السعودية، حيث اصطف بعضُ السائقين على جنبات الطرقات طيلة الليل لحين انحسار العاصفة، في حين غامر الكثيرون بحياتهم وحاولوا القيادة وسط انعدام تام للرؤية الأفقية.

المستشفيات والمراكز الصحية، استقبلت الآلاف من مرضى الجهاز التنفسي والعيون؛ نتيجة تفاقم حالاتهم المرضية بعد هبوب العاصفة.

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد