هل انتهى “التحالف” الإيراني – الروسي؟

نجحت موسكو عبر الاتفاق النووي في تثبيت نفسها لاعباً رئيسياً على الساحة الدولية. وزير الخارجية سيرغي لافروف لم يضيع أي لحظة لاعلان حصول الاتفاق. كان الاول يطل من فيينا ليتحدث عنه بعد توقيعه بدقائق، وحتى قبل المؤتمر الصحافي الرسمي. ومع عودته الى موسكو، أسهب في شرح المكاسب الاستراتيجية والاقتصادية لبلاده.

الاختلافات الكثيرة بين روسيا والغرب، من سوريا الى أوكرانيا، لم تمنع فلاديمير بوتين من التمايز في الملف الايراني. فما كادت “عقدة” الصواريخ الباليستية وتصدير الاسلحة تعرقل الاتفاق، حتى نزل رئيس الديبلوماسية الروسية بثقله لرفع فوري وكامل للحظر، الا أنه عاد وانضم الى الاجماع الدولي (بضغط من الصين كما أشيع)، الامر الذي أتاح تصاعد الدخان الابيض من فيينا.

الاتفاق النووي بحلته النهائية يفتح الباب لعقود مربحة لتوسيع البرنامج النووي المدني الايراني والذي تراهن عليه موسكو منذ سنوات. لافروف ادعى أيضاً أن بلاده ستستفيد من تجدد صفقات الاسلحة مع ايران قبل غيرها “بموجب استثناءات” تنص عليها بلاغات من مجلس الامن. الاتفاق ايضاَ يمكن أن يسحب من واشنطن ذريعة أساسية لنشر نظام الدفاع الصاروخي في أوروبا الذي تعتبره موسكو تهديداً لأمنها.
لكنّ روسيا قد تخسر كثيراً من الاتفاق ايضاً. العودة المتوقعة لايران الى سوق النفط العالمية، ستؤدي على الارجح الى تراجع اسعار النفط وحرمان الاقتصاد الروسي أموالاً يحتاج اليها بقوة في ظل العقوبات الغربية التي يرزح تحتها.

الخسارة لن تكون اقتصادية فحسب.العلاقة الخاصة بين طهران وموسكو لن تكون بمنأى عن تبعات اتفاق فيينا. استياؤهما من النظام العالمي الذي يسيطر عليه الغرب وضعهما في خندق واحد، الا أن الامر صار أصعب مع الحرص الذي تبديه طهران على معاودة الانفتاح على الغرب.

العزلة الغربية التي عانتها ايران بسبب برنامجها النووي المشتبه فيه هي التي دفعتها الى احضان موسكو. عندما كانت علاقات موسكو مع الغرب جيدة وكانت عضواً في مجموعة الثماني كانت تدافع بقوة عن مصالح ايران .ولكن مع خروج الجمهورية الاسلامية من عزلتها والعداء المتزايد لروسيا في الغرب نتيجة تدخلها في أوكرانيا،تبدو أسس هذه العلاقة أمام اختبار قوي.

بين الجانبين علاقات معقدة تاريخياً. وبالمقاييس السياسية، ليس ما بينهما شركة حقيقية بقدر ما هو “زواج مصلحة”. وحالياً، يتحرك الجانبان في اتجاهين متعاكسين في علاقاتهما بالغرب، مع انفتاح ايران على العالم في مقابل تزايد العداء بين موسكو والغرب. ولا شك في أن تباعداً كهذا ستكون له تداعيات عميقة وبعيدة المدى.

موناليزا فريحة – النهار

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫6 تعليقات

  1. شو هالتخبيص؟؟؟ لا يوجد تحالف بين إيران و روسيا…. تحالف إيران كان و سيكون دائماً مع المعلم الكبير (أمريكا) ….. و الباقي حكي فاضي و علاك مصدي للإستهلاك المحلي و للمساطيل فقط……

    1. قواعدامريكا العسكرية أمريكاالعسكريه موجودة في ايران ها شو ، ايران فاتحه لإسرائيل سفارة بس تحت الارض اها شو ، احدث الطائرات الحربيه الامريكية موجوده في ايران تقصف اليمن اها شو ، تخلص يتزعمه عَلمين

  2. نظامان معروفان بالانتهازية والغدر وليس غريبا ان يفترقا وربما يريد الله ان يريح العالم من شرهما ويبعث الخلاف بينهما وليذهبا معا الى حيث القت رحلها
    وعلى العالم ان يتوحد ضد محور الشر المشهور روسيا ايران النظام السوري وملحقاته من حزب الشيطان الى الحوثي الى الحشد الطائفي العراقي

  3. وما هو مشروح في المقال يبين أنّ همّ أميركا والغرب عزل روسيا أكثر وذلك برفع العقوبات عن إيران وهذا هو سبب ذهاب السعودية إلى روسيا للقول لأميركا تريدون تخفيف العزل عن إيران لعزل روسيا لمصلحتكم ونحن نخفف عزل روسيا ليزيد عزل إيران او على الأقل تخريب مصلحة اميركا كما خربت مصلحة العرب لذلك سياسة السعودية ومصر هي الأقوى في المنطقة وهي سياسة ثابتة لم تتغير إلا في عهد مرسي

  4. اسأل الله العلي القدير أن يهيء للملك سلمان مايعينه على إحباط المخطط الإيراني الأمريكي والذي بدأ من اليمن