هل يكون الشرق الأوسط الجديد بنكهة إيرانية ؟

كتبت قبل أكثر من سنتين عندما كانت المفاوضات الغربية الإيرانية حول مشروع إيران النووي بعيدة تماماً عن الأضواء، كتبت أن الشرق الأوسط الجديد سيكون بنكهة إيرانية رغم كل الصراع المزعوم بين إيران والغرب.

ففي السياسة يجب ألا تصغي لما يقوله السياسيون، بل لما تراه واقعاً على الأرض. فالكلام السياسي شيء والواقع شيء آخر تماماً. ليس صحيحاً أبداً ما يشاع بأن الغرب يناصر المسلمين السنة في الشرق الأوسط، وأن روسيا والصين وبقية مجموعة بريكس تناصر المسلمين الشيعة ممثلين بإيران وحلفائها. على العكس تماماً، فهناك ما يشبه الإجماع بين القوى الكبرى في الشرق والغرب على تقوية إيران ودعمها على حساب القوى الأخرى في المنطقة، رغم أن بلداً سنياً مهماً كتركيا هو عضو في حلف الناتو.

ولا نقول هذا الكلام جزافاَ. فلو نظرنا إلى التمدد الإيراني في الشرق الأوسط على حساب تركيا والعرب لوجدنا أنه يتوسع بشكل لا تخطئه عين. خذ مثلاَ النفوذ الإيراني في العراق وقارنه مع النفوذ التركي والعربي، لرأيت أن إيران سحبت البساط من تحت الكثيرين في هذا الجزء الحيوي جداَ من المنطقة، خاصة أن العراق يقع في مكان استراتيجي يحاذي تركيا وبلداناً عربية. وحتى في أفغانستان التي تحالف الأمريكان والعرب السنة لتحريرها من السوفيات، أصبح لإيران فيها نفوذ يفوق نفوذ الكثيرين المعنيين بالأمر. ولا ننسى المقولة التاريخية لنائب الرئيس الإيراني وقتها علي أبطحي عندما جاهر بالتحالف مع أمريكا لتعزيز النفوذ الإيراني قائلاً: “لولا إيران لما استطاعت أمريكا غزو العراق وأفغانستان”. ومن الواضح أنه كان لتلك المقولة الثمينة ما بعدها على صعيد إطلاق اليد الإيرانية في المنطقة.

ولا ننسى طبعاً كيف أن النفوذ الإيراني في لبنان يتفوق كثيراً على النفوذ العربي والإسلامي الآخر من خلال الذراع العسكرية المتمثلة بحزب الله. وحدث ولا حرج كيف أن لها تأثيراً لا يستهان به في البحرين.

ولو نظرنا إلى النفوذ الإيراني في سوريا لوجدنا أنه بات يتفوق على النفوذ التركي والعربي، وبمباركة غربية واضحة. دعكم من السخافات والتنديدات الغربية بالتدخل الإيراني في سوريا. فهناك ضوء أخضر واضح لتفويز الجانب الإيراني في سوريا على حساب الآخرين، بدليل أن الغرب والشرق أوعز لإيران بالتدخل لصالح النظام في سوريا بدعم من العراق وحزب الله لترجيح كفة القوات السورية عندما بدأت تشتد عليها هجمة قوات المعارضة.

ماذا نفهم عندما نجد أن النظام السوري يحصل على السلاح من كل حدب وصوب، بينما تمنع أمريكا والغرب عموماً الأسلحة عن المعارضين؟ ألا يعني ذلك عملياً تفويز إيران وحلفها في سوريا على حساب الجهات الداعمة للمعارضة، خاصة تركيا والعرب؟

إن من ساعد إيران على الاستحواذ على العراق لا يمكن أن يسمح بأن تخسر إيران في سوريا. بعبارة أخرى، فإن تمكين إيران في العراق كان مجرد البداية لجعلها تتمدد أكثر فأكثر. قد يقول البعض إن سوريا كانت مجالاً استراتيجياً لإيران من قبل. وهذا صحيح، لكن لماذا تغاضى الشرق والغرب عن التدخل الإيراني العسكري الواضح لصالح النظام في سوريا لو لم يكونا يدعمان فكرة تعزيز النفوذ الإيراني في المنطقة بدل إضعافه؟ ولو انتصرت إيران في سوريا، فهذا سيغير وجه الشرق الأوسط ليصبح بنكهة إيرانية لا تخطئها عين وبترتيب وبمباركة أمريكية روسية إسرائيلية.

ولعل أكبر دليل على أن حصة الأسد ستكون من نصيب إيران في الشرق الأوسط الجديد أن هناك الآن كتلة شيعية متحدة ومتحالفة توازي، إن لم نقل، تفوق حجم وقوة الأكثرية القديمة في سوريا والعراق ولبنان. ويذكر الباحث اللبناني المخضرم إلياس الزغبي في هذا السياق أن حجم الكتلة الشيعية في المنطقة أصبح يزيد الآن على مائة مليون نسمة موزعين على إيران والعراق وسوريا ولبنان. وبذلك يكون الهلال الشيعي الذي تحدث عنه العاهل الأردني

قبل سنوات أمراً واقعاً من الناحية السكانية والعقدية. بعبارة أخرى أصبح للشيعة ثقل يوازن الثقل السني تقريباً، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الأخير ليس متحداً ومتحالفاً كالتحالف الشيعي.

لا نقول هذا الكلام تحريضاً على أحد.لا أبداً. بل نكشف كيف أن شرقاً أوسط جديداً يتشكل أمام أعيننا تلعب فيه إيران دور القيادة، بينما تجري المياه تحت أقدام الكثيرين من العرب وغير العرب دون أن يدروا. لا شك أن من حق الغرب وعلى رأسه أمريكا أن تصوغ المنطقة على هواها بالتنسيق مع من تشاء، لكن من حق العرب وتركيا أيضاً أن يسألوا أمريكا: هل أنت حليفتنا فعلاً؟

السؤال سألته قبل أعوام؟ لكن هاهم المعنيون بالأمر من العرب بدأوا يسألونه الآن على رؤوس الأشهاد، لكن بعد أن تم الاتفاق بين إيران والغرب عليهم.

فيصل القاسم – الشرق

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫7 تعليقات

  1. العين بالعين والسن بالسن والبادئ اظلم.

    العالم كله يعلم ان نظام اردوغان يساند في الخفاء الميليشيات الداعشية بتسهيل دخول عشرات الالاف من التكفيريين القادمين من الدول الغربية، وكل التقارير تتكلم عن تدريب وتسليح وعمليات الإسناد من طرف المخابرات التركية لصالح الميليشيات التكفيرية في هجماتها البربرية على حلب وتل الابيض وعين العرب، بل الصحافه الغربية كلها قد اكدت تورط الاتراك في الهجمة الداعشية ضد تل الابيض وتفجير المعبر الحدودي.
    وما حدث مؤخرا في التفجير الانتحاري هو نتيجة السياسة الاجرامية للنظام العثماني الحاقد على الاكراد وسوريه والعراق، والذي يحلم بتغيير الخارطه السياسيه والجغرافية بإستئصال الاكراد من ارضهم.

    لن ينفع الحوار مع هذا النظام، لقد ابان عن نيته الاجرامية والعنصرية، النظام العثماني الإخواني الذي يدعي حماية اهل السنة وعبيد الاخوان في العالم العربي، هو في الاصل نظام عنصري يتاجر بالدين لإحياء الخلافه العثمانيه الاستعمارية، والتي حاربها اجداد العرب في النجد والحجاز، لكن ابنائهم عشاق العبودية يطالبون اردوغان بإحتلال حلب وتدمير الاكراد.

    لقد قرأتم تعليقات العرب من اهل السنة، وجلهم فرحون للمجزرة التي ارتكبها الداعشي التركي، لان عقليتهم وديانتهم مبنيه على الحقد والتكفير والكراهية، يظنون ان الحكم للاغلبية، وعلى الاقليات ان ترضخ لهم ولسياستهم وديانتهم العنصرية والبربرية، وتناسوا ان من يسمى بالاقليات هي الشعوب الاصليه لهاته الاوطان، وان العرب هم المحتلون من الشرق الأوسط لشمال افريقيا.

    يقال لا اكراه في الدين، ولكم دينكم ولي دين، وبما ان التعايش مع بعض مستحيل، فابغض الحلال الطلاق، ولكل الشعب ان يعيش مستقلا في ارضه وبسلام، ان اراد العرب السنه ان يحكمهم الدواعش او النصرة او الاخوان فهم احرار، لكن الاكراد لن يحكمهم التكفيريون والجهلة وتجار الدين.

    على الشعب الكردي ان يتوحد، وان يحقق حلم الملايين بالعيش في وطن يحترم حقوق البشر والمعتقد والمواطنة بعيدا عن الخزعبلات الدينية التي تعود للعصور الحجرية والتي يريد اخوانكم فرضها عليكم غصبا عنكم…والاتراك ومنذ القدم لا يفهمون إلا لغة العنف، والحريه لا تعطى بل تأخذ.

    1. معلوماتك غير دقيقة فنظام أردوغان سهل دخول ليس (عشرات آلاف الإرهابيين)) بل ملايين الإرهابيين الى سوريا ياكذاااب…

      تنظسم داعش الإرهابي نشأ وقدم معظم عناصره من العراق المحتل إيرانيا والأجانب في تنظيم داعش الإرهابي لايشكلون سوى بضعة مئات وليس عشرات الالاف كنما تدعي كذبا فعلى من تضحك؟؟؟

      ولولا حزب أردوغان الاسلامي الذي تكرهونه ويجلب لكم مجرد ذكر اسمه أزمات قلبية وتشنجات عصبية فانه هو الرئيس التركي الوحيد الذي اعطاكم جزءا كبيرا من حقوقكم وفتح لكم يديه واعطاكم فرصة تاريخية لتدخلوا الى البرلمان التركي ولكنكم للأسف تحنون الى الحكم التركي العلماني العسكري الذي كان يدعس على رؤوسكم ولا يعترف بوجودكم أصلا!!!

      فعلا شيء عجيب غريب ولكن كرهكم لاردوغان هو أساسه كرهكم للاسلام,,

      أنتم أعداء للأكراد وتريدون استعمالهم محرقة لأحلامكم القومية الفارغة تماما كما فعل نظام بشار الفسد الذي تتحالفون معه اليوم وهو الذي يحكم باسم حزب البعث العربي بشعاراته الفارغة الذي قمع وقتل مئات الآلاف من العرب والكورد معا!!!

      من يريد فعلا الحرية لايقف في وجه حرية الشعب السوي ويتحالف مع جلاديه الظلمة الديكتاتوريين المجرمين!

      الإسلام دين الله الحق,,
      والأكراد معظمهم مسلمون وملتزمون بدينهم ولله الحمد ولن تستطيعوا أيها الملحدون الارهابيون أن تبعدوهم عن دينهم والله متم نوره ولو كره الكافرون.

    2. نعم بسرقة البترول السوري ومعامل حلب ورميه بالفتات للسوريين بتركيا كان كريما وبدعمكم له وضربكم بجيش وطنكم نرفع القبعه للاغياء امثالكم فاصبح مثلكم كمن سرق من بيت اهله ليرضي ليعطي اللص

  2. ادركتم ذلك متأخرين و تخليتم عن الاسد الذي لطالما نادى ونبه لما قلت والده و حذر من الغرب و امريكا …هلق بيطلع حمار بقلي الاسد كان قمعي عأساس في رئيس دولة مو قمعي و الانكى من هيك بيطلع بغل تاني بقلي الاسد عميل ايران و نصيري كافر ….انتو حاربتو الاسد عأساس طائفي فبدكن تتحملو يا أوادم …اما بالنسبة للمارد السني فالافضل يضل نايم بالقمقم ولا يبين راسو ولا يعمل مشاكل لأنو جسمو كبير بس عقلو صغير والدليل تخليه عن ورقة سورية بقيادة الاسد اللي لو لمح منكم بارقة لتأيدوه كان تغيرت كتير اشيا ،بس عالعكس حاربتوه ….طبعا عم ركز عسورية لانو الازمة السورية رسمت استراتيجيات جديدة و غيرت الخارطة ….يا أمة خجلت من جهلها الامم ……الخلود للعرب والموت للمستعربين

  3. احلى شي بالمقال عبارة لا نقول هذا الكلام تحريضاً على احد ، وهي من باب رفع العتب بعد مقال طائفي بحت من واحد درزي ليشعلها بين المسلم السني والمسلم لشيعي / هذا الكلام يسوق عند الوهابيين في الخليج اما هنا تحتاج وقت ، بالنسبة لفيصل القاسم كل همه تدمير نظام الأسد فهو وصل لحد الهسترة واذا كان بالنعرة الطائفية لا مشكلة معه ابداً طالماً الدروز لا يبادون ، بس المشكة ليست معه المشكلة في امير قطر تارك هالكلاب تنبح فالمفروض الكلام مع الرأس ليشد الجنزير شوي