ميركل لا تملك جمعية خيرية .. و لا أردوغان

أصدِّق جوليان أسانج، مؤسس موقع ويكيليكس، عندما يتهم تركيا وألمانيا بالتآمر لإخلاء سوريا من سكانها.. أصدقه، وأتهم الحكومة السورية، في الوقت نفسه، بالتفريط في أغلى ما يملك أي بلد، وهم أبناؤه!

أصدق أسانج وهو يقول في حوار له مع موقع «برس بروجيكت» الإلكتروني الإخباري، يوم 27 أكتوبر (تشرين الأول)، إن استقبال تركيا ثلاثة ملايين لاجئ سوري ليس بريئًا بالمرة، وإن قرار المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بصرف 750 يورو شهريًا لكل لاجئ سوري وصل إلى بلادها، لا براءة فيه من أي نوع!

أصدق مؤسس الموقع الشهير عندما يقول إن غالبية الذين لجأوا إلى تركيا، أو إلى ألمانيا، إنما هم من أبناء الطبقة الوسطى المتعلمة، التي تمثل بطبيعتها عماد أي بلد. وبالتالي، فإن لنا أن نتصور حال سوريا، كبلد، عندما تخلو من مثل هؤلاء!

أصدقه لأن أمامنا تجربة سابقة، عندما أعلنت السويد، أثناء الحرب على العراق عام 2003، أنها مستعدة لاستقبال لاجئيه، ولم تكن الحكومة في السويد، في ذلك الوقت، تحب العراقيين إلى هذه الدرجة، ولكنها كانت تفكر وقتها في أن تمارس نوعًا من سياسة إخلاء الدول من سكانها، لأسباب سياسية، فلم تنجح، ثم جاءت ألمانيا، وتركيا، ومعهما دول أخرى، لتمارس السياسة ذاتها، في عام 2015، لإخلاء سوريا من ثروتها البشرية، التي هي أغلى الثروات!

ما لا أصدق أسانج فيه، شيء واحد فقط، وهو كلامه عن أن مثل هذه السياسة، من جانب تركيا أو ألمانيا أو غيرهما، سوف تؤدي إلى إضعاف الحكومة في دمشق، وأن هذا هو الهدف من ورائها في الأساس!

لا أصدقه في هذا، لأن الإخلاء بهذه الطريقة يضعف بلدًا، ويحاصر وطنًا، وينال من تركيبة شعب، قبل أن يصل ضرره إلى الحكومة.. أي حكومة.. هذا إذا أضر بها في الأصل!

إنني منذ البداية، كنت أتطلع إلى ترحيب تركيا وألمانيا وغيرهما من الدول، باللاجئين السوريين، بدهشة شديدة، وكانت عندي مع الدهشة ريبة أشد، وكانت للريبة عندي أيضًا أسبابها.

كنت ولا أزال أرتاب في ترحيبهم باللاجئين لأن أي دولة تريد أن تطرح حلاً حقيقيًا لمشكلة أي لاجئ سوري يصل إلى أرضها، فإنها قبل أن ترحب به، وتستقبله كبني آدم، لا بد أن تسعى إلى التعامل مع أصل المشكلة التي بسببها هرب هو ولجأ!

وقد كانت المشكلة، بل كانت المأساة، ولا تزال، هي الحرب على أرض سوريا، ولو أن ميركل في ألمانيا، أو إردوغان في تركيا، أو أوباما قبلهما في الولايات المتحدة، أنصفوا أنفسهم، قبل أن ينصفوا اللاجئين، لكانوا قد سعوا بكل قوة، إلى وقف الحرب على الأرض السورية.. ولو أن أحدًا قال لي إنهم لا يستطيعون، فسوف يكون مستخفًا بعقلي لأبعد حد!

إنهم بدلاً من أن يسلكوا هذا الطريق.. طريق وضع نهاية سريعة للحرب في سوريا، وجدناهم يرحبون باللاجئين ويصرفون لهم المساعدات النقدية، وغير النقدية، بل وجدنا ألمانيا تقول إنها سوف تستقبل خلال السنوات الخمس المقبلة، عددًا قدره كذا من اللاجئين.

وحين يقال كلام كهذا، فلا بد أن ننتبه فيه إلى شيئين؛ أولهما أنه يشير إلى أن هناك نية مسبقة، لفتح الطريق أمام كل لاجئ سوري، بما يدعم نظرية الإخلاء التي يتبناها أسانج.. والشيء الثاني أن كلامًا كهذا سوف يغري بالضرورة أي مواطن مقيم في بيته، في سوريا، بأن يتركه ويلحق بالذين سبقوه!

يجب ألا يخدعنا الترحيب بأي لاجئ سوري في تركيا، أو في ألمانيا، أو في أوروبا بوجه عام، ويجب ألا نصدق أن أسبابًا إنسانية تقف وراء إيوائهم بالطريقة التي تجري، فأوروبا ليست جمعية خيرية، وإنما هي أرض يتم حساب كل شيء فيها بالسنت قبل اليورو الصحيح!

الترحيب باللاجئين السوريين له أسباب سياسية تضر بسوريا التي نعرفها كأرض، وكشعب، وكبلد، ولا يضر بالحكومة أبدًا، ولا علاقة للإنسانية بعملية إيواء أي سوري، فلا تنخدعوا، وانظروا إلى تأثير الإيواء بصورته الحالية في مداه البعيد على سوريا التي عرفناها فيما مضى من سنين، باعتبارها وطنًا موحدًا، ولا بد أن يظل موحدًا.. لا بد!

سليمان جودة – الشرق الأوسط

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫9 تعليقات

  1. المشكله الكل تخلى عن السوريين والي بقول انو الازمه راح تنحل بهمه اوربا او الغرب عموما او الدول المسانده للنظام فهو واهم، اذا ماابناء بلدها هن الي حلو مشكلتهم بايديهم ماحدا راح يجي من برا ويحلها. والله يفرجها ونصير نحب وطنا بهالحاله بس راح نشوف الهحرة من اوربا لسورية.

  2. من أكثر المقالات المضحكة التي قرأتها في حياتي …فعلا يستحق الكاتب جائزة أغبى رجل في العالم بكل جدارة …

  3. يعني دول الخليج اشتغلت لمصلحة السوريين عندما رفضت استقبالهم ؟ وتركيا تآمرت وألمانيا تآمرت والسويد تآمرت علينا ؟ منطق غريب فعلا ؟ الشكر كل الشكر لكل من فتح بلاده لاستقبال السوريين مهما كانت نواياه وأهدافه من استقبالهم وجميعنا يعرف بأنه لاتوجد خدمات مجانية في هذا الزمن ورغم ذلك شكرا وألف شكر لكل من استقبلنا لأن الكلام عن أنه كان من المفترض لتلك الدول إسقاط نظام الأهبلوف بالرغم من أننا نعرف أن إسرائيل تضغط بكل ثقلها في كل مكان في العالم لإبفائه فأي كلام عن إسقاطه بتدخل خارجي في السنوات السابقة كانت محض هراء وبما أن الفصائل المسلحة المعارضة ما زالت بمرحلة التصارع على الزعامة بين أبو فلان وأبو علتان إلى الآن عدا عن الاستقطاب الديني بين الفصائل الأخرى المؤدلجة والتي لاتعرف من الدين إلا إطالة اللحى والاهتمام بالسفاسف كإنشاء الحسبة والهيئة الشرعية والأمر بالمعروف …. الخ ولذلك ضاع السوريون بين أطراف الصراع الذين يتقاتلون على الزعامة فقط غير آبهين لمعاناة الناس العاديين والذين بدورهم قرفوا من الوضع العام وفضلوا الهجرة وترك الجمل بما حمل هربا بحياتهم بانتظار تبلور أكثر وضوحا لما يجري في سوريا … فشكرا مرة أخرى لمن قال لهم ولأولادهم أهلا وسهلا .

  4. هلئ المانيا بيجوز تتامر ع الشعب السوري بس الاتراك مابظن الهن مصلحه بالعكس هنن ماعم يصدقوا ايمت تخلص الازمه تيرجعوا السوريين ع بلدن لذلك هاد الكلام غير واقعي

  5. صحيح ان دول ليست مؤسسات خيره وصحيح انهم مستفيدون من لاجءين على مدى طويل ومتوسط وهذا حقهم طبيعي ولكن الغير صحيح وهو مجرم حقيقي المتسبب في خروج سورين كاتب يبحث في قشور ويترك لب موضوع هل تركيا هي من رحلهم ام لمانيا يا صدقي مشروع ضخم وجميل ان نتعامل معه بعقل سياتي يوم ينضم شمال سوري لتركيا بسبب غباء قياده حكيمه وانا سخصيا مع دخول شمال سوري الى تركيا ليس لشيء لانها دوله وليست عصابه اذا كان لاختيار بين دعش ونظام فاختار تركيا

  6. والله انك حمار من الطراز الرفيع ياسليمان جودة. فوق كل شي عملوه مع السوريين بيجي حمار متلك بيقول هنن المستفيدين ولاحمدا ولاشكورا

  7. العرش الذي يجلس عليه أوردغان يفوق جمال عرش السلاطين العثمانيين?