مخاوف في ألمانيا : أحداث باريس تقلب المعادلة بالنسبة لقضية اللاجئين

دعوات لتكثيف عمليات المراقبة ورقابة المعابر سرعان ما طغت على الصدمة الأولية والتعاطف، مع تعامل الألمان مع الهجمات الإرهابية الفتاكة في باريس. “هذا يغير كل شيء”، يقول السياسيون المحافظون، مستغلين الفرصة للتصدي لسياسة الباب المفتوح أمام اللاجئين للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

المنتقد المتمرس ورئيس حكومة إقليم بافاريا هورست سيهوفر وصف الهجمات وحملة الاعتقالات التي تمت الأسبوع الماضي التي تم خلالها اعتقال مشتبهين بنقل مواد متفجرة بين حدود ألمانيا والنمسا، بأنها اثباتات على أهمية “وجود بعض الشفافية حول هوية الأشخاص في بلادنا ومن يمر عبرها”.

عضو اخر في الحزب الشقيق للحزب الحاكم، وزير المالية البافاري ماركوس سودر، كرر الدعوة لتشديد المراقبة على الحدود في مقابلة مع صحيفة “دي فيلت”، وتجنب فقط الدعوة لإغلاق كامل للحدود.

لكن السلطات الأمنية لا توفق على ان مثل هذا الأساس مبني على أي شيء. “هذا ما أخشاه، أشخاص من الجانب اليميني للسياسة يربطون مشكلة اللاجئين مع قضية الإرهاب الإسلامي، بالرغم من عدم وجود أي رابط”، يعترف ديني فوربروكين من وحدة مكافحة الإرهاب في الشرطة الفدرالية الألمانية في حديث له مع قناة i24news.

في وقت سابق، نصح وزير الداخلية الألماني توماس دي مايزري بعد التوصل الى استنتاجات وروابط متسرعة بين القضيتين. “على الأشخاص انتقاء كلماتهم بحذر”، قال الوزير في مؤتمر صحفي مشيراً الى ارتفاع عدد الهجمات ضد طالبي اللجوء والملاجئ. “عليهم الا يضعوا هذا (النقاش حو اللاجئين) بأي إطار حول ما نعاني منه في المنطقة من ناحية الإرهاب”.

أطلقت الوكالات الأمنية عدة تحقيقات حول تقارير تحدثت عن دخول بعضاً من داعمي تنظيم الدولة الإسلامية الى ألماني متنكرين كلاجئين، يقول فوربروكين، لكن تبين ان غالبية التقارير تبينت بأنها غير صحيحة. “غالباً ما يتضح بأن هذا نتيجة حقد شخصي بين اللاجئين، حيث يشون على بعضهم البعض”.

حسب تقديرات رسمية، فإن هنالك نحو 6500 داعم لتنظيم الدولة الإسلامية داخل ألمانيا، وغالبيتهم يعتبرون بأنهم لا يشكلون تهديداً فورياً. “نحو 90% من داعمي تنظيم الدولة الإسلامية في ألمانيا ولدوا هنا”، قال مشيراً. “تنظيم الدولة الإسلامية ومجموعات أخرى مثل القاعدة تقوم عادة بإغراء مجرمين صغار، مدمني مخدرات وسارقي سيارات، جيل ثاني أو ثالث من المهاجرين، والمان الذين اعتنقوا الإسلام”.

“تنظيم الدولة الإسلامية يمتلك الأسلحة والمال، اللاجئون لا يملكون أي شيء. لماذا عليك ان ترسل أشخاصاً في محاولة لعبور حدود تلو الأخرى عندما بإمكانهم الحصول على جوازات السفر الملائمة وإرسال الأشخاص بشكل مباشر؟”، تساءل مسؤول الشرطة، قبل ان ترد الأنباء حول ان احد منفذي الهجمات في باريس مر عبر اليونان بواسطة جواز سفر سوري.

يعزو فوربروكين حقيقة ان هذه الهجمات، مثل التي هزت فرنسا والدنمارك المجاورتين، لم تحدث بعد في ألمانيا، بشكل جزئي الى وجود سياسات اندماج أفضل في ألمانيا والعدد المنخفض نسبياً للإسلاميين “الخطرين” – نحو 300 شخص حسب الخبراء مقارنة مع أكثر من 5000 في فرنسا. لكن العامل الأهم هو المشاركة الضئيلة لألمانيا في التحالف الدولي الذي يحارب تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.

“هذا يبدو كفكرة جيدة من قبل سياسيينا، لكن في الحقيقة نحن نجلس مثل الفأر أمام الأفعى، آملين بألا يأكلنا”. حسب وجهة نظره، فإن على ألمانيا الانضمام بشكل كامل الى التحالف الدولي حتى لو كان يعني ذلك تعريض المواطنين للخطر. “نحن جزء من المجتمع الأوروبي، وهجوم في فرنسا هو مثل هجوم في كولون أو برلين. علينا ان نقف الى جانب الشعب الفرنسي ومحاربة كل من يهدد أسلوب حياتنا”.

في الوقت الراهن، المجتمع الإسلامي في ألمانيا بقي صامتاً بأغلبه على ضوء الهجمات في باريس – كما فعل المسلمون الفرنسيون – لكن المنتقدون النادرون انتقدوا هذا الخطأ. “على القادة ان يقودوا في هذا الوقت الحساس وأن يعلنوا ان الإرهاب ليس مقبولاً في الإسلام، ولا في أي ديانة أخرى”، يشدد امام مسجد برلين، وهو أقدم مسجد في ألمانيا.

حركة احمدية لاهور، التي تدير المسجد، حاولت ان تشكل قدوة وان تدين الاعتداءات. “نعتبر ما جرى عملاً بغيضاً، بربري وغير انساني”، كتبت في بيان أصدرته. “نقف بجانب الشعب الفرنسي في لحظة الاسى والمعاناة هذه. نحن ندين مثل هذه الاعمال الوحشية في أي مكان في العالم ونعتبرها خطراً على العالم. نقدم تعازينا لعائلات اللذين فقدوا احبائهم في هذه الاعتداء الفظيع”.

​بولينا غارايف – i24news​

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫4 تعليقات

  1. ضاع الصالح بالطالح والسبب نحن بالتأكيد ﻷننا سمحنا لكل من هب ودب بأن (يجتهد في ديننا) ويفسر ويفتي على هواه وهوا السلطان حتى أصبح ديننا صعبا على الفهم لمعظم الناس وهنا مربط الفرس وبيت القصيد إذ تصبح الحاجة ملحة وماسة (لعلماء الدين) لفك طلاسم وألغاز من سبقهم من (العلماء) وهكذا دواليك يشتغل البزنس حول الدين ويصبح تعدد المذاهب والملل نتيجة طبيعية لتنافس (علماء الدين) على استقطاب البسطاء من المريدين ويصبح أيضا ظهور جماعات متطرفة تريد سحب البساط من تحت (العلماء) مسألة وقت وانتهاز للفرصة المناسبة فالخوارج والقرامطة لايفرقون بشيء جوهري عن القاعدة وداعش فالجميع يتاجر بالدين يبيعه ويشتريه متى أراد يحلل ويحرم على هواه يكفر ويؤسلم من يشاء ويقتل ويعفو عن من يشاء دون ضابط دنيوي أو ديني والنتيجة أننا أصبحنا أمة لها فصام مزمن بشخصيتها ومع ذاتها ومجتمعها ودورها الحضاري وبتعاملها مع نفسها ومع الآخر المختلف عنها حتى وصلنا لمرحلة يتعاطف فيها البعض منا مع عمل إرهابي بربري كالذي حدث في فرنسا تحت ألف ذريعة وذريعة من دون أن ننظر لداخلنا المظلم ونسأل لماذا أصبحنا بهذا الفكر والظلام ؟ عندما نضع أيدينا على العلة الحقيقية ألا وهي (علماء الدين) الذين فسروا كتاب الله بما يفوق بعلوه وحجمه جبال الهيمالايا بعشرات المرات من كتب وتفاسير حتى نسينا ما أنزله الله بالأساس هدى ورحمة للعالمين نكون قد بدأنا طريق التعافي من آفاتنا وأمراضنا ….. هذه ليست دعوة للإلحاد معاذ الله ولكنها دعوة للعودة إلى الصراط المستقيم الذي أمرنا به الله .

  2. مخابرات الصهاينة هي التي تفجر بالتعاون مع المخابرات الغربية والهدف منها تجهيز جو ملائم لانهاء وجود المسملين بالقارة العجوز

    1. كالعادة مؤامرة من الغرب الكافر على المسلمين الابرياء .. مو هيك قصدك

    2. لا. قصدو الاغبياء امثال يلي لساتهن مفكرين انو هالارهابيين هنن ناس عاديين.مو ناس استغل جهلهن الناتج عن حكم امثال معلمك وابو لبلادهن.ونزلت ضباط مخابرات اوروبية وامريكية عالشوارع ولمتهن من الارصفة واستغلوا التمييز ضدهن باوروبا ليغسلوا روسهن ويقنعوهن بيلي ساووا. صحيح بسلم عليك ابو القعقاع.عرفتو؟زا ما عرفتو اسال جميل الحسن او علي مملوك عنو.كان مسؤول تجنيد الارهابيين بسوريا.اعملك جولة بغوغل عليه واتعرف منيح على قواد الارهاب بالعالم ومنين بيجوا ومين بمولهن. اسامة بن لادن كان يوما ما بطل بامريكا لما كان عم يقاتل السوفييت.وماضل ضابط بالمخابرات الامريكية ما شافو وصافحو. روح اقرا قبل ما تعلك.مسلمين هالايام دوبهن يلاحقوا اخبا ر ريال مدريد وبرشلونة والايفون وستار اكاديمي ليقدروا يخططوا لهيك قصص.لولا مخابرات الغرب وعملاءها ببلادنا والهن ومخابرات معلمك اولهن كنت ماشفت لا داعش ولا كل هالهبل!!!