من يستمع إلى أصوات السوريين في بريطانيا ؟

كثيرة هي الأصوات التي لا يسمعها أحد، والتي تعبر عن السوريين في المنفى، الذين هرب منهم الكثير إلى بريطانيا في الأشهر التي أعقبت قمع الرئيس بشار الأسد الاحتجاجات السلمية التي أدت إلى نشوء حرب أهلية في سوريا؟

في قاعة محاضرات بوسط لندن، تجمع عشرات، جنبا إلى جنب مع مؤيديهم البريطانيين، لاستعراض ما حدث بعد مرور أربع سنوات من الصراع في سوريا.
على المنصة كان يجلس عامر المصري، الذي يصف نفسه بأنه أول لاجئ سوري في بريطانيا.

ويقول المصري إنه هرب عام 2011 بعد أن احتجز وعذب في السجون السورية وروى أن حارسا بصق على الطبق الذي كان يقدم فيه الطعام إليه خلال حبسه.

واجتمعت فصائل سورية معارضة في العاصمة السعودية الرياض في محاولة للاتفاق على موقف تفاوضي مشترك.

والآن تعتبر القوى الكبرى تنظيم “الدولة الإسلامية” تهديدا أكبر من خطر الرئيس الأسد لتقع المعارضة تحت وطأة ضغوط للتخلي عن عدائها العنيد للحكومة السورية.

وهذا جزء مما يسمى بعملية فيينا، وهي خارطة للسلام وضعها ستيفان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا.

وكان معين رباني مستشار دي مستورا للشؤون السياسية، ولكنه استقال بسبب الإحباط من حدوث أي تقدم.

وقال إن حديث رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن أن 70 ألف سوري على استعداد لمحاربة تنظيم الدولة “غير واقعي”.

وأضاف “في هذا البيان، رئيس الوزراء البريطاني كان يقول في الواقع إن هذه ستكون القوات البرية التي يمكنها أن تقاتل، وهو يرتكز على سوء فهم محوري”.

المفاهيم الخاطئة

وانعكس هذا الشعور في مؤتمر لندن، حيث قال ناشطون إن المفاهيم الخاطئة نشأت من عدم الرغبة في الاستماع إلى السوريين أنفسهم.

ورأت مزنة النائب، مخرجة أفلام، أنه يتعين على الغرب عدم تجاهل الحقائق غير المريحة، على سبيل المثال أن الحكومة السورية قتلت مدنيين أكثر مما فعل تنظيم الدولة على مدى السنوات الماضية.
وقالت “أنتم بحاجة للاستماع إلينا بدلا من سرد القصة بطريقتكم الخاصة والتحدث نيابة عن الشعب السوري”.

“نحن قادرون على تنظيم أنفسنا، ونحن قادرون على إدارة شؤوننا الخاصة، ونحن قادرون على خوض معركتنا”.

وأضافت :”لذلك فلتعملوا فقط على وقف قتل المدنيين، وتحمل مسؤوليتكم الإنسانية ولا تزعموا معرفة المزيد عن سوريا أكثر من السوريين”.

وبدت النائب وغيرها من السوريين حائرين، في اجتماع لندن، لأن أولئك الذين يفضلون التدخل، بما في ذلك كاميرون، يرون الآن أن الهدف هو تنظيم الدولة وليس الرئيس الأسد.

لا يعول كاميرون فقط على القصف. في الواقع، كان صريحا في الحديث عن أن حملة جوية لن تكون كافية.

وبما أن الدول الغربية وجيران سوريا غير مستعدين للدفع بقوات برية، فإن الحل الدبلوماسي هو الخيار الوحيد.

ويهدف اجتماع الرياض، هذا الأسبوع، لدفع جماعات المعارضة للاتفاق على موقف موحد للتفاوض مع الحكومة في العام الجديد.

وخلال جلسة بمجلس العموم قبيل التصويت على الضربات الجوية، نقل زعيم حزب العمال جيرمي كوربن رسالة من عبد العزيز الماشي، المؤسس المشارك لحركة تضامن سوريا.

كان قلقا لأن والدته ووالده علقا في بلدة يحتلها التنظيم، ويمكن أن يتعرضا للخطر بسبب الضربات الجوية البريطانية.

عندما التقيته، أخبرني أن والديه شعرا بالقليل من الأمان عندما جاء تنظيم الدولة، لأن الرئيس الأسد توقف عن قصف البلدة.

وقال “هناك خطر على حياتهما لأن التنظيم هناك ولا يمكن الوثوق به”.

“ولكن، مع الضربات الجوية تضاعف الخطر، لأن عناصر التنظيم لا يرتدون زيا مميزا ويعيشون مع المدنيين ويبدون مثلهم.”

والشيء الهام هو كيف سيتمكن سلاح الجو الملكي البريطاني من التمييز بين المدنيين وتنظيم الدولة؟

أحد أكثر الجوانب غرابة في صعود تنظيم الدولة هو عدم رغبة الحكومة السورية في القضاء عليه.

ويقول معارضو الرئيس الأسد إنه شجع نمو تنظيم الدولة، لعلمه أنه يمكن بعد ذلك استخدام التهديد لإقناع الغرب أنه أقل الشرين.

قال لي الناشطون في اجتماعات الأسبوع الماضي في لندن إن الغرب وقع في فخ صنعه الرئيس الأسد.

التفاوض فقط يمكنه إحداث تغييرا حقيقيا في حكومة دمشق، وليس مجرد تغيير سطحي في الوجوه التي تواجهها، هل الغرب سيقنع أصحاب الحملات بأنهم لم يخونوا قضيتهم.

وسوف يكون من الصعب اقناعهم.

شون لي – بي بي سي

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫2 تعليقات

  1. تكالبت على السوريين الأمم من كل حدب وصوب فأين المفر إذا كان الأهبلوف وطائفته الموترة ومن خلفهم الأفعى الإيرانية والدب الروسي حاصرونا من الأمام والدواعش السوداء الخارجين من كهوف الظلام حاصرونا من الخلف وعلى الميمنة والميسرة هناك دراويش السنة الذين لم يحسموا معركتهم مع ذاتهم أولا ومع مايريدون أن تكون عليه سوريا مستقبلا قبل أن يحسموا المعركة مع الفواحش والدواعش فأين المفر لملايين السوريين التي تكره هذا الطرف ولاتريد الطرف الآخر بديلا عنه !! وكأن ثورتهم وتضحياتهم الجسام كانت لإبدال الأسوأ بالسيء !! لقد تظاهروا بصدورهم العارية بما يشبه إعجاز الجبابرة ضد أحقر نظام وأخس طاغية عرفتهم البشرية وقتلوا وتدمرت بيوتهم وأرزاقهم وهجروا وهاجروا وعبروا البحار طالبين الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية ومن احترام لآدميتهم لم يجدوه في بلدهم ضد من ثاروا عليه وضد من اختطف ثورتهم منهم ولا أعتقد بأنهم سيجدون ضالتهم في مهجرهم أيضا لأنهم تعودوا صعود الجبال لحظة خرجوا في مظاهرتهم الأولى ولن يرضوا أبدا بالعيش بين الحفر .

  2. سيسمعون لكم عندما تخلعون الحجاب و تعيشون ضد الشريعة و احكام الرمال