الاتفاق الجديد بين روسيا و حزب الاتحاد الديمقراطي

أظهرت روسيا الكثير من “الغرابة” و”السلوكيات الطفولية”، عقب إسقاط الطائرة التابعة التي قامت باختراق السيادة التركية في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر المنصرم، الأمر الذي لم يكن مُتوقعًا من دولة تحكمها علاقات مميزة مع تركيا، على حد وصف مسؤولين أتراك.

كشفت صحيفة “ملييت” التركية، بتاريخ 25 آب/ أغسطس 2015، أن وزير الداخلية الإيراني “عبد الرضا رحماني فضلي” ظهر على جبل القنديل المعقل الرئيس لحزب العمال الكردستاني “بي كي كي”، وهو يلتقط صور تذكارية مع “إرهابيي” حزب العمال الكردستاني الداعم الأساسي لحزب الاتحاد الديمقراطي “بي يي دي” في سوريا، الأمر الذي يلفت الأنظار إلى حجم العلاقة القوية والتعاون المشترك بين إيران والحزبين الكرديين “الإرهابيين”.

ومن جانبه، يشير الباحث التركي “عبدالله سلفي”، في مقاله “اتفاق جديد بين روسيا وبي يي دي في الأفق” الذي نشر في صحيفة “يني شفق”، إلى أن “في تلك الفترة التي ظهر بها وزير الداخلية الإيراني إلى جانب “إرهابيي” بي كي كي، كان هناك دعم جاد من روسيا أيضًا، ولكن لم يظهر العلم الروسي آنذاك، لحرص روسيا على استمرار علاقتها مع تركيا في إطار إيجابي، لإدراكها حساسية تركيا تجاه الموضوع وعدم استعدادها لكسب أعداء جدد إلى جانب العداء العالمي الكامل لها، لذا قررت إبقاء الدعم ضمنيًا”.

ويضيف سلفي قائلًا: “بعد نشوب أزمة بينها وبين تركيا نتيجة لإسقاط طائرتها المُخترقة للأجواء السيادية التركية، رأت روسيا أن الوقت حان لتعلن ألاعيبها الواضحة في سوريا من خلال دعم حزب الاتحاد الديمقراطي “بي يي دي” بوضوح نكاية بتركيا، ولجعلها تندم على ما أقدمت عليه من إسقاط الطائرة”.

ويتابع سلفي مبينًا أن “الرسالة الروسية إلى تركيا من خلال الاتفاق الجديد القديم الخفي العلني مع البي دي واضحة وهي “نحن الروس لنا قوة غير محدودة في المنطقة ونستطيع استخدامها في الوقت الذي نريد، كان عليك يا تركيا التفكير مليًا قبل الإقدام على إسقاط طائرتنا وإن اخترقت أجواءك السيادية”، بمعنى رسالة فحواها “تهديد طفولي” يهدف إلى إصابة تركيا بالندم والتنازل لروسيا، لحفظ مصالحها الأمنية الاستراتيجية بالمنظور الروسي وبالتبعية لروسيا”.

ويؤكد موقع “خبر 7″ التركي أنه نقل عن مصادر استخبارية مُطلعة أن روسيا منذ أيار/ مايو الماضي قامت بتأسيس قاعد استخباراتية في قامشلي وأرسلت بعض قواتها العسكرية إلى الحسكة،  وتم تأسيس غرفة عمليات مشتركة بين روسيا وبي يي دي، وتم الاتفاق على أن تتم إدارة هذه الغرفة بين قادة عسكريين روس وقادة من حزب الاتحاد الديمقراطي، كما كان هجوم روسيا الجوي وتحرك بي يي دي البري أحد أهم الأسس التي اتفق عليها الطرفان”.

ويردف موقع خبر 7 بالقول إن “المعلومات الاستخباراتية الأرضية تستقيها القيادة الروسية بواسطة الأعين التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي “بي يي دي” والمنتشرة بشكل كثيف في عدد من المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر. غرفة العمليات المُشتركة تم تأسيسها في مايو ولكن تم الإفصاح عنها من قبل بعض وسائل الإعلام الروسية والمصادر التركية المُطلعة غداة إسقاط الطائرة الروسية واندلاع أزمة واضحة بين روسيا وتركيا”.

وفي شأن متصل، يذكر موقع “أن سون خبر” التركي أنه عقب اندلاع الأزمة بين تركيا وروسيا، زودت الأخيرة الاتحاد الديمقراطي إلى الآن ب 104 طن من السلاح، وحسبما أوردت “لجان التنسيق المحلية السورية”، فإن روسيا أنزلت 5 طن من الأسلحة بمظلات هوائية للقوات الكردية التابعة لحزب العمال الكردستاني والمتواجدة في منطقة “شيخ مقصود” وفي وضح النهار، وأخذت هذه  الإجراءات وتيرة مرتفعة نتيجة للاتفاق الجديد المبيت بين روسيا والاتحاد الديمقراطي “البي يي دي” والذي كُشفت تفاصيله بكل وضوح من قبل وسائل الإعلام الروسية، عشية اندلاع الأزمة الناجمة عن إسقاط الطائرة”.

ومن الجدير بالذكر، أن تركيا اليوم تعيش في حالة قلق، خوفًا من نجاح حزب الاتحاد الديمقراطي “بي يي دي” في تأسيس كيان كردي مستقل في شمال سوريا، لأن ذلك، وحسب التحليلات التركية، سيضر بالمصالح الأمنية الاستراتيجية التركية في المستقبل، لأن تأسيس كيان كردي مستقل في شمال سوريا، يعني وجود داعم جديد وقوي على الساحة لحزب العمال الكردستاني المتمرد في تركيا، وأيضًا وجود احتمالية تعطل عمليات التبادل التجاري الاقتصادية الحدودية في المستقبل إذ ستصبح البوابات الحدودية الضخمة تحت سيطرة بي يي دي. (Turkpress)

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫4 تعليقات

  1. روسيا وإيران والأهبلوف يعرفون بأن تركيا حجر العثرة الأكبر في طريق تحقيق أوهامهم المريضة إما بإبقاء الأهبلوف غصبا عن السوريين فوق ركام وحطام غير مسبوق اسمه سوريا أو بإنشاء دويلة علوية كحل آخر بديل في حال فشل الحل الأول وهم لأجل هذا يحاولون خلق المشاكل والقلاقل لتركيا عبر بوابة صالح مسلم وحزب العمال الكردستاني ولذلك على تركيا أن تأخذ الأمور على محمل الجد أكثر من ذي قبل وأن تعمل هي أيضا على الخطة البديلة وهي زيادة الدعم العسكري النوعي للفصائل المسلحة وربما البدء بتسليح القوى المناهضة لنظام الخرامنئي داخل إيران .

  2. الى الاحرار الكرد هل تعلمون الى اين يسوق الاكراد هذا البعثي المعتوه ؟ هل فقدتو الثقة بجيرانكم العرب حتى ترضو بقيادتكم الى المحرقة في سبيل اطالة حكم من ذبحكم سابقا .. من سلم اوجلان وقتل الاطفال في مسرح عامودا وقتل مشعل تمو لن يحضر الخير لكم .

  3. أردوغان رح يدفع بالجملة و بالمفرق تمن تخاذله و تردده عن نصرة الثورة السورية بالسلاح النوعي
    فالسياسة ليست جعجعات في الهواء .. السياسة عزم و ارادة و تصميم و تنفيذ

  4. هؤلاء الثلاثة في الصورة أعلاه ؛ هم ابطال لفيلم رعب أسمه المنgرية الثلاثة … … …. ويلي بيعرفها بيعرفها ?.