على الأسد التنحي و إفساح المجال لحكومة انتقالية

عُلقت الكثير من الآمال على اتفاق 12 فبراير/ شباط 2016 في ميونيخ، حيث أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في قمة الأمن على وقف اتفاق إطلاق النار في الصراع الدموي في سوريا. ولكن هذا الاتفاق لم يكن ليبرم قبل أسبوعين من ذلك، لأن التوقيت، بكل بساطة، لم يكن مناسبا من وجهة نظر روسية.

وخلال ذلك فرضت موسكو حقائق جديدة على الأرض في سوريا، فالتدخل الروسي أنقذ نظام الأسد من الانهيار أمام تقدم قوى المعارضة. وللتذكير فإن جيش الأسد لم يكن قبل بضعة أشهر قادرا على الدفاع عن المناطق الأساسية للنظام حول العاصمة دمشق ومعقل العلويين في مدينة اللاذقية.

الهجمات الواسعة النطاق للقوات الجوية الروسية على جميع القوى المعارضة للأسد – دون مراعاة حياة السكان المدنيين – بمساعدة من حزب الله اللبناني ومختلف الميليشيات الجهادية الشيعة من العراق وأفغانستان وباكستان، ساهمت في تحقيق الاستقرار لنظام الأسد.

بإمكان روسيا إنقاذ الأسد…ولكن هل تريد ذلك؟

وأصبح الوجود العسكري الروسي في سوريا كبيرا لدرجة أنه قد يساعد نظام الأسد حتى على تحقيق النصر. ولكن يبدو أن بوتين لا يريد أن يصل إلى هذا الحد. فهذه الخطوة قد تعتبر بمثابة استعمار جديد لسوريا من قبل التحالف الروسي والميليشيات الشيعة. وهو ما من شأنه أن يورط روسيا في حرب وحشية ومكلفة لعدة سنوات ضد الأغلبية السنية في البلاد.

علاوة على ذلك يمكن تفهم الأصوات التي تشكك في التزام أطراف النزاع في سوريا باتفاق إطلاق النار، الذي من المنتظر أن يدخل حيز التنفيذ يوم السبت 29 فبراير/ شباط 2016. وهذا يرجع بالأساس إلى قواعد الاتفاق، المليئة بالفجوات. ومن بينها قبول الولايات المتحدة الأمريكة بالسماح للقوات الجوية الروسية بقصف تنظيم “جبهة النصرة” المتشدد خلال وقف إطلاق النار. وهو ما يشكل خطرا على نجاح هذا الاتفاق. ففرع تنظيم القاعدة، ينشط بشكل كبير في شمال سوريا ويعمل أيضا مع الكثير من القوى المعتدلة المعارضة لنظام الأسد.

ولكن الأهم لنجاح وقف إطلاق النار المتفق عليه هو قدرة واشنطن وموسكو على استمالة حلفائهم الإقليميين. وفي هذا الصدد يجب على بوتين إجبار الأسد الضعيف على احترام وقف إطلاق النار، وليس ذلك فقط، بل وإجبار الميليشيات الجهادية الشيعية الكثيرة على ذلك، والتي جاء بها النظام الإيراني إلى سوريا.

الثقة في الولايات المتحدة الأمريكية اهتزت

وعلى الجانب الآخر، يجب على الولايات المتحدة الأمريكية أن تقنع المملكة العربية السعودية وتركيا، حتى لا يتعرض احتمال الدخول في عملية سياسية للخطر. ففي نهاية المطاف ينبغي على الرياض وأنقرة إقناع الجماعات المعارضة السورية – بما في ذلك الجماعات الإسلامية – بقبول وقف إطلاق النار.

ولكن ثقة العرب السنة في إدارة أوباما قد اهتزت بسبب الاتفاق النووي مع إيران وعدم التدخل بشكل حاسم في الصراع السوري. ومنذ عدة أشهر تعتبر الرياض وباقي دول الخليج أن أوباما وكيري قد تخلّيا عن حلفائهما السابقين في منطقة الشرق الأوسط، وها هي تنتظر الآن الرئيس الجديد في البيت الأبيض. ولهذا السبب فإن المملكة العربية السعودية تشعر أيضا بالغضب حيال آخر التطورات في اليمن والعراق وسوريا.

العرب السنة لن يقبلوا أبدا ببقاء نظام الأسد. ولهذا السبب يجب أن يفسح الأسد المجال لتشكيل حكومة انتقالية. وإلا فإن الحرب الوحشية في سوريا ستستمر لسنوات.

لؤي المدهون – دويتشه فيله

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫6 تعليقات

    1. ولله لو بتموتو ما رح يرحل الاسد لئنو هو الحق وهو القائد وهو تاج راسك غصب عنك وعن الي خلفك

  1. هذه الهدنة هي اختبار حقيقي للنوايا الروسية أكثر منها لإلتزام الثوار بها.

  2. بوتين قتل المعارض الذي قد ينافسه على انتخابات الرأسه قبل عام من اليوم.
    فهل سيقتل بشار على غرار حليفه من قد ينافسه مستقبلا من قادة المعارضه المعتدلة .؟.

    1. نعم وفاروق الشرع خير دليل هل من أحد يعلم عنه شيئا” منذ أن طرح اسمه كبديل

  3. يقول الكاتب ان السنة في سورية لن يقبلوا ابدا ان يبقى بشار الاسد رئيسا لسورية. هذا اولا كلام طائفي قذر. انه يريد ان يصفف رأي الشعب سوري وفقا لطائفته وهذا كلام اما احمق او لوصف شعب احمق. اخيرا الامة العربية والاسلامية ام تستطع ان تحرر شبرا من فلسطين . اذن هذا الكلام الطائفي هو غباء بغباء. عاشت سو ية الحرة بمسليزها جميعا وبمسيحييها جميعا وبي ملحديها جميعا