السويد : المصدومون بواقع العمل كانوا يحصلون على وظائف بالواسطة في بلدانهم .. و اللاجئون سيجدون عملاً مستقراً بعد 10 سنوات

رأت دراسة نشرها مركز “دلمي” في ستوكهولم أخيراً أن اللاجئين الذين يُصدمون بواقع العمل والتعليم في السويد هم الذين كانوا يحصلون على الوظائف في بلدانهم الأصلية بالواسطة وليس وفقاً لكفاءتهم، وعلى شهاداتهم الدراسية بالغش. وتؤكد أن هؤلاء سوف يجدون صعوبة في الاندماج ودخول سوق العمل.

ومع أن “التوصية” تلعب دوراً لا يمكن إنكاره في سوق العمل حتى في بلد كالسويد، إلا أنها بالتأكيد تختلف عن “الواسطة” التي قد ترتبط في العالم العربي بالعلاقات الشخصية والمعارف، وقد لا تتعارض بالضرورة مع الكفاءة. أما الحصول على شهادات دراسية بالغش، فهو أمر مبالغ فيه، والمعضلة تكمن في ضعف شهادات من العالم الثالث أمام الشهادات الأوروبية.

من جهة أخرى، أظهرت بيانات المكتب الوطني السويدي للإحصاء أن نصف المهاجرين سوف يجدون أعمالاً مستقرة بعد عشرة أعوام، بمن فيهم الذين يحملون شهادات جامعية. ويمكن فهم ذلك في ضوء طول مدة تعلم اللغة وعدم نجاعة أساليب تعليمها، ومن ثم الدراسة والتدريب المطلوبَين بعد إنهاء مراحل تعلم اللغة لممارسة مهنة من المهن. ممارسة مهنة التعليم مثلاً للحاصل على شهادة جامعية أجنبية، تتطلب نحو ثلاثة أعوام من دورات اللغة السويدية، ومن بعدها نحو عام ونصف العام لدراسة التربية وأساليب التدريس واستكمال مواد جامعية، وذلك بالحد الأدنى. يُذكر أن ساعات العمل في مهنة التعليم طويلة والرواتب الخاصة بها زهيدة، لكنها إحدى المهن المطلوبة في البلاد أسوة بالتمريض ورعاية المسنين والمهن التقنية والصناعية.

تجدر الإشارة إلى أن السويد واحدة من أكثر دول العالم طلباً لتوفّر تأهيل دراسي أو مهني للحصول على عمل ما، والمهن التي لا تتطلب شهادات ولا دورات تكاد تكون معدومة.

ويخضع اللاجئ في السويد إلى مرحلة تحضيرية تسمى “ترسيخ”، مدتها عامَان تخصص لتعلّم اللغة والتعريف بالمجتمع السويدي والحصول على تدريب مهني، ويحصل على تعويضات مادية تؤمّن له لقمة العيش. وعلى الرغم من طول الفترة النسبي، إلا أنه من النادر أن يصبح اللاجئ جاهزاً لدخول سوق العمل بعدها، والاستثناءات قليلة. صاحب المهنة الفنية والحرفية بحاجة إلى شهادات، وهذا أمر غير شائع في البلدان الأصلية. والجامعي بحاجة إلى نوع من استكمال الدراسة، يختلف تبعاً للاختصاص وقد يصل إلى ثلاثة أعوام للشهادات العلمية.

إلى ذلك، نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” قبل أعوام تحقيقاً عن ضاحية ريكنبي الشهيرة في ستوكهولم التي يتكون سكانها بغالبيتهم من المهاجرين الذين وفدوا إلى السويد في وقت مبكر من اليونان وتركيا وأميركا اللاتينية، فتبيّن لها أن 50% من هؤلاء يعيشون على المساعدات الحكومية في حين أن مدرستها الثانوية تحقق أفضل نتائج على مستوى العاصمة. ثمّة حلقة مفقودة هنا. أين يذهب هؤلاء التلاميذ الذين يحمل أجدادهم الجنسية السويدية وليس فقط آباؤهم، والذين لا يُعَدّون أجانب في بلد لا يعدّ من يحمل والداه الجنسية أجنبياً؟ هؤلاء لا يجدون حتى أعمالاً بسيطة كالبيع في المتاجر. وهنا، لا يمكن نفي وجود نوع من التمييز الخفي خصوصاً من قبل القطاع الخاص، إذ ما من قوانين تجبر على رفض أو توظيف أحد الأشخاص، ويمكن للمرء أن يلمس ذلك في كل مكان. المتحدرون من أصول أجنبية لهم وجود ضئيل في المؤسسات التجارية والخاصة، لا يتناسب مع حجمهم الذي يقرب من ربع السكان.

تعادل نسبة البطالة لدى المهاجرين في السويد ضعفَي مثيلتها على المستوى الوطني، ولذلك انعكاساته لناحية الاندماج وخلق بيئة خصبة للنشاطات غير القانونية والجريمة والتطرف، في انتظار العثور على المعادلة الذهبية بين حاجة البلد الشديدة للهجرة وحاجة المهاجرين للعمل والاندماج والمواطنة. (العربي الجديد)

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫5 تعليقات

  1. ” من جهة أخرى، أظهرت بيانات المكتب الوطني السويدي للإحصاء أن نصف المهاجرين سوف يجدون أعمالاً مستقرة بعد عشرة أعوام، بمن فيهم الذين يحملون شهادات جامعية ”
    بس 10 سنين ولسا العالم راكضين ومو مصدقين حتى لو كان مبالغ بالمدة منقول نصفها يعني 5 سنين بمعدل 10 بلمية من حياة الانسان

  2. الحلبي ولش انت فرحان وعم تشمت في السوريين في الاغتراب. الشهادات السوريه لا تعادل شهادت أوربا ما في علم في سوريا. التدريس فاشل في سوريا جميعنا كطلاب علم أو معلمين واجهنا مشاكل كثيرة خلال أيام الدراسة سواء مع المناهج أو صيغ وطرق التعليم أو مع المعلمين ذاتهم, إلى درجة ربما تصل بنا أحياناً إلى كره العلم والتعلّم والتعليم, هذا واقع لا نستطيع نكرانه. أنت كطالب مدرسة أو جامعة, ما هي المشاكل التي واجهتك في المناهج ومع المعلمين؟! هنالك كتابات تربوية معاصرة، مستوردة أصلاً وفصلاً، تعتبر التلقين عملية غير تربوية، ولا تنتج إلا الخضوع والتخلُّف. الجيل الذي نشأ في ظل ما يسمى بالبيداغوجيات القديمة الكلاسيكية، أكثر تحصيلاً وعلمًا وفهمًا وحرصًا على التعلم، فقد أنتج عباقرة لا زالت لأسمائهم أصداء كبيرة إلى يومنا هذا.

    1. اذا انت فاشل في تعليمك وفي عملك لا تعمم رجاء
      السوريون من أذكى الشعوب والمنهاج الدراسي السوري قوي جداً حتى في الفيزياء والرياضيات ولكن المشكلة تكمن في اللغة….

      كنت في المدرسة الثانوية في سورية ومعي زملاء واصدقاء حققوا علامات تامة في الرياضيات والفيزياء والكيمياء وهم من بيئة فقيرة واباؤهم غير متعلمون – واصبح عدد منهم اطباء ومهندسون

  3. سنتين و ملاقينها مش كافية لتعلم اللغة انا بالمانيا حطوني 6 شهور دورة لغة و لما طلعت قلي الجوب سنتر شو عبتعمل ليش ما عبتشتغل لهلئ ههههههه

  4. اي صح شهادتنا اخدينها بالغش و كنا نشتغل بالواسطة بتعرف لانو ابي رامي مخلوف اصلا صرلي بسويد سنتين ما شفت مهندس لسا مل ما بتسئل واحد شو دارس بقلك عامل دورة بكذا و العرب القدام ماشاء الله كثير منهم الفالح منهم بيشتغل مترجم و سياسة التعامل مع اللاجئين سيئة بشكل مقصود و الناس الفرحانة بسويد هن اللي مو حابة تشتغل و العائلات الكبيرة السوسيالين يعني السويد المعامل لفيها سكرت و هربت عصين اكبر شركتين سيارات بالسويد صارو بصين اللي بيعربف بيعرف و اللي ما بيعرف بقول