كيف يمكن استصلاح كوكب ” الزهرة ” للعيش على سطحه ؟

بدأ العلماء والفلكيون، وبأعداد متزايدة، بدراسة جدّية لإمكانية بناء مستوطنات ومستعمرات على كواكب أخرى. كانت هذه الكواكب مجالاً للخيال العلمي فقط، أما الآن فحتى ناسا قد بدأت بدراسة مهمات مريخية طويلة الأمد.

ولكن، إذا تركنا الكوكب الأحمر جانباً، فإن المرشح الأرجح للاستيطان البشري هو الزهرة. وهو الكوكب الأقرب إلى الأرض من كل الكواكب الأخرى، ويقدم الكثير من المزايا للمستوطنين المحتملين. إذاً ما الذي يتعين علينا فعله حتى نجعل الزهرة مريحاً بما يكفي للبشر؟

قبل أن نصل لهذا، يجب أن نناقش ما يجعل الزهرة كوكباً جيداً للاستيطان. إضافة إلى قربه من الأرض، فإن الزهرة يحاكي الكثير من خصائص الأرض، سواء من حيث الحجم، أو الجاذبية. إضافة إلى ذلك، فإن الفترة الزمنية التي يمكن خلالها الانطلاق إلى الزهرة تتكرر أكثر مما في حالة الكواكب الأخرى.

إذاً، ما الذي يتعين علينا فعله؟ بدايةً، هناك المشكلة الأكبر في الزهرة، وهي غلافه الجوي، والذي يبلغ 90 ضعفاً مما لدى الأرض. وهو مغطى بغيوم سامة من الكبريت وثنائي أوكسيد الكربون، كما أن حرارة سطحه قادرة على إذابة الرصاص.

كيف يمكن لنا أن نغير هذه الظروف؟ تتمحور الأفكار التقليدية حول وسائل لعكس أشعة الشمس، ومنعها من الوصول إلى السطح. نحتاج لتحقيق ذلك إلى ألواح حاجبة هائلة الحجم، معلقة في الفضاء، أو ألواح عاكسة ضخمة، مثبتة على السطح أو في الغلاف الجوي.

ووفقاً لشبكة مرصد المستقبل ، تعتمد أفكار غريبة أخرى على “بذر” الغلاف الجوي بمواد كيميائية لتغيير تركيبه، وتخفيض كثافته. من أهم المواد المرشحة لهذه العملية: الهيدروجين، حيث يمكن أن يتفاعل مع ثنائي أوكسيد الكربون لتشكيل المياه. يمكن أيضاً لثنائي أوكسيد الكبريت أن يبرد الزهرة إلى حد ما، وفقاً للعالم الفائز بجائزة نوبل بول كروتزين.

أثناء هذه العملية، يمكن للبشر أن يسترخوا بهدوء في مدن طائرة على مناطيد مصنوعة من سطوح عاكسة، ويمكنها أن تلعب دور مستوطنات مؤقتة، إلى أن تكتمل عملية التغيير الكوكبي.

وتتضمن بعض الأفكار الأخرى محركات فضائية تقوم بشفط الغلاف الجوي والتخلص منه في الفضاء، أو قذف بعض الكويكبات باتجاه الزهرة للتخلص من بعض الغيوم وتسريع دوران كوكب الزهرة، إضافة إلى محركات وموجهات ضخمة تقوم أيضاً بتسريع الدوران.

بشكل عام، ليس هناك خلاف على فوائد عملية استصلاح الزهرة. رغم ذلك، تكمن المشكلة الفعلية في تحقيقها، ومن الواضح أن هذه الصعوبات العملية الهائلة لن يتم حلها قريباً.