عبد الحليم خدام : أمريكا و المعارضة السورية مسؤولون عن سقوط حلب بيد النظام

حمل عبد الحليم خدام، نائب بشار السابق، وأحد رموز نظام آل الأسد، الدول الغربية وفي مقدمها الولايات المتحدة، والمعارضة السورية مسؤولية سقوط مدينة حلب في يد ميليشيات النظام.

وقال خدام لصحيفة “إيلاف” السعودية، إن هناك جهات دولية عدة تتحمل المسؤولية، “حلب تمثل الظلم والقهر والقتل وإسالة الدماء في سوريا. الأمور ستكون أسوأ في المنطقة إذ سقط ميثاق الأمم المتحدة، فلا هذا الميثاق ولا هذه المنظمة استطاعا ردع حاكم عن قتل شعبه. الوضع سيء ومؤلم. أمنت الدول الداعمة للنظام السوري استعادة حلب في وقت غاب هذا الدعم عن المعارضة ما أدى إلى تقوقعها في الأحياء الشرقية، وسرعان ما فاوضت للخروج الآمن لها وللمدينيين منها”.

وأضاف : “لم تقدم الدول الكبرى، والولايات المتحدة أولها، مساعدة حقيقية سوى التأسف. تتحمل الولايات المتحدة المسؤولية، فعندما أقدم الأسد على استخدام السلاح الكيميائي لقتل مئات السوريين، قرر الرئيس الأميركي ضرب النظام في سوريا وحرك حاملات الطائرات إلى البحر الأبيض المتوسط، فاتصلت به روسيا وتوصلت معه إلى اتفاق قضى بتلف الغاز الكيميائي. اكدت واشنطن خلال سنوات النزاع السوري أن لا مكان لبشار الأسد في سوريا وفي السلطة، وفي هذه الأثناء أعلن الرئيس الأميركي وقف العملية العسكرية ما أدى إلى طمأنة الأسد ودفعه إلى زيادة القتل والتدمير”.

وأكد خدام أن هناك اختلافاً “بين الإستراتيجيتين الروسية والإيرانية واستراتيجية بشار الأسد. إنه لعبة تستخدمها روسيا وإيران. ركزت إيران منذ الثورة الإسلامية على إثارة المذهب الشيعي عند الشيعة لتستخدمهم في المناطق ذات الأغلبية الشيعية. من هنا أتت نشأة حزب الله والأحزاب في العراق التي ترتبط بإيران. فهدفها نشر المذهب الشيعي وتغيير البنية الوطنية والقومية والدينية في سوريا. في عهد الرئيس حافظ الأسد، جاء وفد إيراني إلى الساحل السوري وحاول أن يُقنع الشيوخ العلويين بأن ينضموا إلى المذهب الشيعي الموجود في إيران، فرفضوا. توجه هذا الوفد إلى زيارة الرئيس الأسد وعرضوا عليه الأمر فما كان منه إلا أن اتصل بوزير خارجيته وطلب منه أن يقول للسفير الأيراني إن على هؤلاء المشايخ الإيرانيين مغادرة سوريا في غضون أربع وعشرين ساعة. لكن، في عهد بشار الأسد تبدلت الأمور لأنه اتهم في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، ولم يلق سوى إيران للإحتماء بها. استفادت الجمهورية الإسلامية من تحالفها مع النظام في سوريا لإيصال الأسلحة والمشايخ والمال إلى حزب الله في لبنان، ولذلك الأهداف الإيرانية مختلفة عن الروسية وربما يأتي وقت يندلع فيه صدام بين روسيا وإيران في سوريا”.

أما عن أهداف روسيا في سوريا فقال : “أهداف روسيا في سوريا استراتيجية، فالقيادة الروسية تريد أن يتوسع نفوذُها في الشرق الأوسط وأن تكون دمشق مركزًا لتوسيع علاقاتها. والعملية العسكرية التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تتعارض مع هذا الهدف، لذلك ربما يأتي وقت قريب يتغير الإتجاه الروسي ويتراجع عن إستخدام القوة الذي ينفر الشعب السوري من روسيا التي كانت من أهم حلفاء دمشق في عهد الإتحاد السوفياتي سابقًا، إذ كسب الإتحاد السوفياتي سوريا ومصر والعراق بتقديم المساعدات العسكرية والاقتصادية والسياسية، وبالتالي كانت سوريا صديقًا حميمًا للإتحاد السوفياتي. لكن، بكل صراحة، سوريا في العهد السوفياتي كانت مرتاحة والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتطلع أبعد من سوريا. فهو يسعى إلى إستعادة القوة الدولية والموقف الدولي اتجاه العالم، ولاحت له الفرصة لتحقيق ذلك من خلال سياسة الرئيس باراك أوباما. اجتمعت قبل انشقاقي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ودار بيننا حديث جيد. شعرت انه رجل يُمكن أن نتعاون معه على غرار مرحلة الإتحاد السوفياتي”.

وأشار إلى أن المعارضة السورية تتحمل مسؤولية أساسية في سقوط حلب، فـ “عوضًا عن التوحد نرى عشرين منظمة معارضة. سبق أن ارسلتُ رسالة إلى المجلس الوطني المعارض وأخرى للإئتلاف قلت فيهما أن التفرق يُسهل الهزيمة والتوحد يجلب النصر والمساعدات، وإلا كيف يُمكن محاربة نظام يملك 350 ألف مقاتل وطائرات حربية. أخطأت المعارضة السورية. كان عليها عدم تشكيل جيش وإنما مجموعات تستنزف النظام. لكن مع الأسف لم يحدث ذلك. كي نصل إلى نظام ديمقراطي في سوريا يجب أن يكون هناك أناس ديمقراطيين، والإفتراق لا يخدم الوطن. لذلك تتحمل المعارضة قسمًا من مسؤولية خسارة حلب”.

وختم : “تغيرت الصورة في سوريا. فقدت المعارضة قدرتها وبالتالي صارت المسألة أصعب من قبل بالنسبة إلى الشعب السوري، وبصورة خاصة بعد دخول روسيا في المعركة. على السوريين، خصوصًا العقلاء بينهم والمؤمنين بحق سوريا بالحرية والعدالة والمساواة، أن يجدوا طريقًا آخر للخلاص، والطريق الذي يمكن أن يسقط النظام ويخرج إيران وروسيا من سوريا وتعود العلاقات الطبيعية بين الشعب السوري والدول الأخرى.  ما معناه، على السوريين كسب ود العالم من دون أن يخسروا، لأن المشكلة الأساسية التي يواجهها الشعب السوري هي النظام وجرائم النظام واضيفت مشكلة أخرى. فتحت عنوان حماية الأسد دخلت إيران وروسيا المعركة، روسيا تستخدم كل أسلحتها الأساسية ما عدا الأسلحة المدمرة، وهذا يكلف كثيرا في وقت يعيش فيه الإقتصاد الروسي تراجعًا، لكن بوتين لم يدخل الحرب في سوريا ليستخدم اسلحته ضد الشعب السوري من أجل بشار الأسد. تتحمل الولايات المتحدة المسؤولية كاملة. كانت تركيا حليفتها لكن عندما تحرك المتطرفون الأكراد قدمت الولايات المتحدة سلاحًا لهم وصار هذا السلاح مرفوعًا بوجه تركيا”.

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫15 تعليقات

  1. بعد سقوط تل الزعتر والمذبحة التي كان للجيش السوري النصيب الاكبر فيها ايام حافظ الاسد كتب (مظفر النواب الشاعر الذي عاد الاسد واستماله) كتب قصيدة هاجم فيها المؤتمر السداسي الذي دعت اليه السعوية يومها وقال في وصف المؤتمرين كلاما قاسيا كان لحافظ الاسد وعبد الحليم خدام هذا المقطع
    (ديوث الشام وهدهده) والديوث يقصد فيه حافظ الاسد اما الهدهد فهو عبد الحليم خدام وسبحان الله كلما اسمع باسم عبد الحليم خدام لا يحضرني الا هذا المقطع
    فعبد الحليم خدام كان اكثر انحطاطا من وليد المعلم هذه الايام وهو المدرسة التي تخرج منها المعلم والمقداد والجعفري وبقية الدجالين والمنافقين والكذابين

  2. عبد الحليم خدام قانونياً وبالعرف السياسي مذنب ومرتكب لفعل الخيانة الوطنية… وذلك لتخليه عن مهام منصبه كنائب للرئيس والذي لزاماً عليه أن يكون مسؤولاًَ على القيام بمهام منصب الرئيس والذي صار شاغراً بعد وفاة حافظ الأسد…كان عليه على الأقل الإعلان بذلك لقطع الطريق على عملية الاحتيال التي جرت باغتصاب السلطة عن طريق المنافقين الجبناء” في مجلس الشعب” أمام المجتمع الدولي أولاً وأمام الشعب ثانياً… معلومة الصعوبات والتحديات التي كان سيواجهها لكن الأمر يستحق المواجهة وخاصة تحقيقاً لجدارة حمل مسؤولية بلد وشعب…وكان من الممكن لخدام مغادرة البلاد يومها وإعلان مسؤولياته ليقطع الطريق على توريث السلطة..كان الوضع الدولي مناسباً والداخل السوري متأملاً ، لكن الواضح بأن عبد الحليم خدام لايتمتع بالشجاعة وهو ليس الشخص المناسب لحمل تلك المسؤولية التي كلف بها …هذه الجناية لوحدها تعرضه لمحكمة الشعب والتي عقوبتها على الأقل عشر سنوات سجن أو الإعدام وحسب سير ومعطيات المحكمة ،، لا يكفي ان تكون بارعاً في عملك بل استعدادك وقدرتك بالحفاظ على مسؤولياتك وخاصة بحجم شعب وبلد .. وأهمس بأذن الأستاذ خدام ؛ وحتى لو تم اغتيالك لكنت مت بطلاً يذكرك التاريخ وبدلاً من طردك وتشردك بغض النظر عن قدراتك المادية… أنتم رجال لاتستطيعون صناعة التاريخ رغم امتلاككم للأدوات…. وكل سياسيي العرب وزعمائهم ودبلوماسييهم…ولا تمثلون غير عصر الانحطاط العربي والذي للأسف نعيشه الأن ومن بداية عقود مضت.

    1. فعلا لو كان السيد خدام رفض التوريث وقتها وكان شجاع ما وصلنا لهذه المرحلة وكان عندي أمل وقتها فيه بس للأسف طلع جبان … كان أسعد يوم في حياتي يوم فطس حافظ الوحش وأتعس يوم كان يوم تنصيب أبنه المجرم بشار من وقتها ايقنت انه لن يترك السلطة الا ببحور من الدماء والدمار وهذا ماحصل. يارب تلطف بشعبنا وتفرج عنه وتحمي ما تبقى من البلد وتجبر مصاب الناس وتفرحهم بزوال الظلم والقهروالأجرام.

  3. هاد معارض ٥ نجوم، فكر انه اذا ترك عصابة العلوية و (زت) حالو من المركب الفاطس راح يرجع بعد كم شهر بطل قومي و ممكن يصير رئيس بس ما مشي حال حساباته هو و بيت طلاس و باقي الشبيحة اللي عاشوا عشرات السنين على فقر الشعب السوري. الان عرف ان النظام البعثي العلوي مجرم؟

  4. اذا في تعريف للفساد و السرقة وانعدام الاخلاق وقلة الشرف والوجدان فهي الخدام عبد الحليم خدام