برهان غليون : روسيا دولة احتلال تشبه الانتداب الفرنسي في العشرينيات

قال المعارض السوري برهان غليون إن المهم في محادثات أستانا لحل الأزمة السورية ليس ما ستخرج به من نتائج، بل كونها تؤشر على بدء مرحلة جديدة وجدية لبحث مشترك عن تسوية سياسية في سوريا كانت مرفوضة حتى الآن من قبل أطراف كثيرة.

ووصف برهان غليون -في برنامج لقاء اليوم الذي يعرض على قناة الجزيرة- مسار التسوية بأنه معقد بالنظر إلى المصالح المتناقضة للأطراف المتداخلة، مشيرا إلى أن إزالة العراقيل من المسار تتطلب وقتا، وبرر ذلك بوجود رهانات دولية وإقليمية بجانب الرهانات السياسية الداخلية المتعلقة بإعادة بناء السلطة والنظام السياسي.

وتوقع برهان غليون أن يتواصل وقف إطلاق النار في سوريا، حتى وإن فشلت مفاوضات أستانا، وقال “حتى إذا لم تنجح أستانا في الوصول إلى اتفاق فإن الضغط من أجل وقف إطلاق النار سيستمر”.

وأضاف “الحرب بالمعنى العسكري استنفدت أغراضها”، مؤكدا أن طهران الوحيدة التي ليست لها مصلحة في الذهاب باتجاه تسوية سياسية في سوريا.

ولفت إلى أن هدف الروس من انعقاد مفاوضات أستانا هو القيام بمناورة سياسية لنقل القضية السورية من الأمم المتحدة إلى إطار خارج المنظمة الأممية حتى يتسنى للروس فتح مفاوضات بين الأطراف السورية تحت سيطرتها وبعيدا عن مرجعية قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وهو ما سيمكن الروس من الوصول إلى تسوية وفق ما يأملون.

بيد أن ضغوط الأمم المتحدة وأطراف كبرى أخرى -يؤكد غليون- جعلت من محطة أستانا مخصصة للأمور العسكرية وتثبيت وقف إطلاق النار لتمهد بذلك إلى المفاوضات الجدية في جنيف في الثامن من الشهر المقبل.
الموقف التركي

وبشأن تقييمه للموقف التركي، قال برهان غليون إن تركيا يمكن أن تلعب دورا كبيرا بصرف النظر عن الطريقة التي تتعامل بها مع فصائل المعارضة.

ورأى أن تركيا قدمت تنازلات، وأن موقفها اليوم لا علاقة له بمواقفها قبل سنتين، لكن “حتى يكون هناك أمل بوجود تسوية لا بد للمعارضة السورية أن يكون لها مكان، واليوم تركيا هي من تضمن هذا المكان”، وفق قوله.

ورأى أن التسوية في سوريا تقتضي ليس التفاهم على نظام جديد فقط، بل إخراج المليشيات من داخل سوريا، وهو أمر يستلزم حدوث تفاهمات إقليمية بالتزامن مع تفاهم دولي على ضرورة استقلال سوريا وضمان سيادتها بمعزل عن القوى الكبرى.

وقال غليون إن استباحة الفضاء السوري والدولة السورية سواء من قبل قوى إقليمية أو دولية لن يترك مجالا للخروج مما وصفه بالخراب الذي تشهده البلاد.

وأكد أن روسيا تريد تثبيت قواعدها العسكرية في سوريا واستخدام البلاد كوسيلة لفرض نفوذها في المنطقة، وإعادة تموقعها على الصعيد الدولي كقطب من أقطاب السياسة الدولية.

ووصف غليون موسكو بكونها دولة احتلال، مشبها موقعها في سوريا حاليا بالانتداب الفرنسي في العشرينيات من القرن الماضي.

وبخصوص موقف إسرائيل مما يقع في سوريا والمنطقة، قال برهان غليون إن إسرائيل لم تكن تحلم بوضع أفضل من ذلك الذي خلقه الرئيس بشار الأسد عندما أعلن الحرب على السوريين.

وأضاف أن إسرائيل كانت أحد الأطراف التي لها مصلحة في تمديد الحرب في سوريا، ودفع النظام إلى خوض هذه الحرب بأعنف ما يمكن.

ورأى أن هناك فوضى هائلة على المستوى الإقليمي ستستمر زمنا، وهو ما سيعطل كل التسويات والسلام والاستقرار بالمنطقة.

وبخصوص توقعاته لتعاطي إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب قال المفكر السوري إنه إذا حدث تفاهم أميركي روسي جدي في ما يتعلق بالملف السوري، فإن ترمب يمكن وقتها أن يكون شخصا مساعدا.

لكنه استدرك أن هناك شيئا غامضا في السياسة الأميركية، وقال “هناك وضع غير مستقر في أميركا لا يمكن الرهان عليه”.

وبين أن من سوء حظ السوريين كونهم ابتلوا بأسوأ إدارة أميركية تخلت عن حلفائها، معربا عن أمله أن تفتح إدارة ترمب خيارات جديدة لحل الأزمة السورية. (aljazeera)

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫5 تعليقات

  1. شو جاب لجاب .فرنسا ما كانت حقيرة اصلا الفرنسييت ساعدو ببناء سوريا والروس هدو سوريا

  2. كفاكم تنظير جميع الأطراف ضد الديموقراطية في سوريا هذا الطرف يريد خلافة اسلامية وذاك الطرف يريد دولة كردية والاخر يريد فيدرالية وبشار الجزار مجرم العصر يريد الوصاية الروسية أو الاحتلال الفارسي لاتفرق معه المهم ملصوق بالكرسي وراحت سوريا بين الأرجل والعترة على الشعب السوري

  3. بالحقيقة اي احتلال او انتداب او وصاية من دولة متحضرة تقنيا وثقافيا على سورية يجب النظر اليه بأيجابية . الدولة السورية والشعب السوري اثبت على مدى العقود انه شعب غير ابه بالتحضر ومستعد فقط للشعارات الفارغة والتدين الاهبل والتصرف بزعامة على طريقة باب الحارة .. شعب تربى على الانانية الناتجة عن الجهل والعنصرية الدينية . لااعتقد ان الوصاية او الانتداب سيأتي بنتيجة .. القوة والخوف لعدة اجيال هي السبيل الوحيد لقمع الافكار العدوانية الكسولة والمتخلفة عند غالبية الشعب العربي والاسلامي .. هذه الطريقة هي التي جعلت المناطق التي تحت سيطرة داعش خالية من الفوضى . وهي نفس الطريقة التي اتبعها الاسلام الاوائل ايام الحروب وامتداد الامبراطورية الاسلامية ..