بوجود 13 مليوناً منها في المنازل .. هل تفرض ألمانيا ضريبة على اقتناء القطط ؟

يقال إن تفضيل إنسان اقتناء حيوان منزلي مثل القطة أو الكلب يقول الكثير عن شخصية هذا الإنسان.

ولكن امتلاك أحد هذه الحيوانات يمكن أيضا أن يؤدي إلى خلاف حقيقي بشأن نوعية الشخصية التي تميل لامتلاك كلب والأخرى التي تفضل القطة.

وهناك أيضا مسائل خلافية من قبيل: هل رائحة الكلاب المبتلة كريهة؟ هل القطط أنانية بشكل شرير؟ أليس من الظلم أن يدفع مالكو الكلاب فقط ضرائب على كلابهم خاصة وأن القطط تستخدم هي الأخرى الأماكن الرملية العامة كمراحيض لها.

أليس من الضروري إذن فرض ضريبة قطط؟ يبلغ عدد القطط التي يربيها الألمان في منازلهم 13 مليون قطة مقارنة بـ 9.7 مليون كلب “فقط”.

لا عجب إذن من أن تأخذ قضية ضريبة القطط مساحة من اهتمام الرأي العام ولكن كل حسب دوره.

هل يعتزم صناعة القرار السياسي في ألمانيا اعتماد ضريبة على القطط؟ لا أصبح هذا الموضوع مثار جدل في ألمانيا بسبب تصريح للمتحدث باسم شباب الخضر في ألمانيا، موريتس هويبرجر، الذي لم يرفض مثل هذه الضريبة خلال إجابة له على سؤال من قبل صحيفة “فرانكفورتر ألجماينه زونتاجز تسايتونج”، التي تصدر الأحد من كل أسبوع.

سارع حزب الخضر للتوضيح قائلا إن التقارير التي ذهب أصحابها إلى أن الحزب يطالب بضريبة على القطط “هراء”.

ولكن الصحيح هو: لدى ألمانيا مشكلة قطط في بعض الأماكن “فهناك مناطق بعينها في ألمانيا أصبحت وكأنها مستعمرات من القطط الشاردة، التي تعيش عيشة البراري لأن أصحاب هذه القطط تخلوا عنها وأطلقوها في الشوارع، أو أن القطط هربت من أصحابها حسبما رأت متحدثة باسم وزير الزراعة الألماني كريستيان شميت مضيفة: “القطط تعاني من الألم عندما تكون بلا رعاية وعناية من البشر، وتتعرض لآلام وأضرار بالغة في بعض الأحيان جراء ذلك”.

ولكن ليست القطط نفسها هي التي بحاجة للحماية بل فرائسها أيضا “فقائمة طعام القطط متشابهة دائما”، حسبما أوضح تورستن ريانفالد من الاتحاد الصيادين الألمان، الذي أشار إلى أن ربع هذه الفرائس من الطيور و 70% منها حيوانات ثديية أصغر مثل الفئران والجرذان أو الأرانب البرية الصغيرة، في حين أن 5% من هذه الفرائس حشرات وزواحف مما يعني أن عدد ضحايا القطط، التي تقدر أعدادها في ألمانيا بنحو مليوني حيوان لا يقل عن 14 مليون طائر سنويا، ليست الطيور المريضة أو الضعيفة وحدها هي التي تسقط فريسة لهذه القطط بل طيور صحيحة وطيور شابة بوجه خاص.

ولكن الصيادين لا يطالبون بفرض ضريبة قطط رغم أن هذه إحدى الخيارات الممكنة، حسبما يرى اتحاد الصيادين ولكن أمر هذه الضريبة شأن سياسي.

غير أن الصيادين يؤيدون فكرة إلزام شامل لأصحاب القطط بالإبلاغ عن قططهم، التي شردت منهم والسماح بإخصاء هذه القطط وذلك أسوة بمدينة باديبورن، التي اعتمدت هذه الفكرة منذ وقت طويل.

وهذا هو بالضبط ما يراه حماة الحيوان مثل الطبيبة البيطرية صوفي أرنولد من أكاديمية حماية الحيوان والتي قالت إن اعتماد ضريبة على القطط يمكن أن يؤدي إلى إطلاق هذه الحيوانات بعيدا عن منازل أصحابها بالإضافة إلى أن فرض ضرائب على الحيوانات بشكل عام، لا يكون مجديا إلا في حالة إعادة إنفاق أموال هذه الضرائب على حماية الحيوان، ولكن عوائد الضرائب غير مربوطة بهدف بعينه، وكذلك عوائد ضرائب الكلاب.

رحب اتحاد حماية الحيوان باستفادة أكثر من 430 بلدية ألمانية بحقها في إلزام مواطنيها بإخصاء الحيوانات.

ودعا الاتحاد لتوسيع هذا الإجراء ليشمل جميع ألمانيا. ولكن ذلك لن يؤدي مبدئيا إلى شيء لأن الحكومة الألمانية ترى أن مثل هذا الإجراء “غير متناسب” لأن القطط الضالة لا تمثل مشكلة سوى في بعض المناطق كما ورد في تقرير حماية الحيوان.

فهل يريد أحد على الإطلاق فرض ضريبة على القطط لا تكون الحكومة الاتحادية أو الولايات أو البلديات مختصة بها؟ الإجابة: نعم هذه الضريبة يؤيدها الاتحاد الزراعي في منطقة الراين على سبيل المثال، حيث يرى الاتحاد أن هذه الضريبة سيكون لها “تأثير على المدى البعيد، وهو أن المواطنين سيصبحون أكثر وعيا وإدراك عندما يقررون تربية قطة في منزلهم، ولن يطلقوها ببساطة في العراء”. (DPA)

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد