إسرائيل على حدودكم أيها الممانعون لا على حدود تركيا

قبل أن يتدخل في سوريا رفع حلف الممانعة والمقاومة شعار: «محاربة عملاء إسرائيل في سوريا»، لا بل اعتبر أن كل الجماعات التي تعارض النظام السوري في سوريا ليست سوى ثلة من العملاء والخونة المرتبطين بإسرائيل بشكل عضوي. ولا ننسى أيضاً ما يكرره إعلام الممانعة والمقاومة، وعلى رأسه طبعاً إعلام النظام السوري أن سوريا لم تشهد ثورة، بل إن كل الذين يواجهون النظام دفعت بهم إسرائيل إلى سوريا كي يقاتلوا النظام نيابة عنها.

وكما هو دارج: إذا أردت أن تقضي على أي خصم في بلادنا أو حتى في العالم أجمع، يكفي أن تتهمه بالعمالة للعدو. وبناء على ذلك، لم يحتج النظام السوري وحلفاؤه، وخاصة الممانعين والمقاومين إلى أي حجة أو عذر للتدخل في سوريا لمواجهة الجماعات الثائرة سوى اتهامها بأنها خائنة وعميلة لإسرائيل، ومن ثم راحوا يعملون على محوها عن وجه الأرض بناء على تلك التهمة السهلة والمقبولة شعبياً والتي يمكن تمريرها وترويجها بكل يسر.

سنتفق جدلاً أنه من حق النظام وحتى حلفائه في حلف الممانعة والمقاومة أن يتدخلوا في سوريا لمواجهة الجماعات التي يعتبرونها عميلة لإسرائيل، فلا أحد يستطيع أن يرفض طلبهم طالما أنهم يعتبرون إسرائيل وكل من هو مرتبط بها عدواً لدوداً لهم. لا بأس نحن متفقون على هذا الموضوع معكم جدلاً. لكن بالله عليكم: أيهما أكثر جدوى وفعالية: مواجهة ذيل الأفعى كما تسمونه أنتم، أم مواجهة رأس الأفعى؟ لماذا تلاحقون الذيل المتمثل بالجماعات المعارضة للنظام في سوريا، وتتركون رأس الأفعى في إسرائيل كما تسمونه أنتم بأنفسكم؟ لا نريد أبداً التدخل في قرارتكم، لكن من حقنا أن نسألكم على الأقل من باب التبصر.

لماذا تذهبون إلى حلب على بعد مئات الكيلومترات من لبنان لتقاتلوا أذناب إسرائيل المزعومين، بينما لا تبعد المناطق الإسرائيلية الصهيونية عن حدود لبنان بضعة كيلومترات، لا بل يمكن أن تطالها بصواريخ كاتيوشا البدائية؟ وكلنا يتذكر كيف استطاع حزب الله أن يجعل الإسرائيليين يعيشون في رعب مقيم لعقود من خلال استهدافهم بصواريخ بسيطة جداً. فلماذ قرر هذه المرة أن يرسل خيرة قواته إلى حمص وحلب وإدلب البعيدة في سوريا، بينما كان يمكن أن يضغط على رأس الأفعى في إسرائيل مباشرة على بعد ضربة حجر فقط؟ لماذا راح الجيش السوري يقاتل من يسميهم بعملاء الكيان الصهيوني شمال سوريا على الحدود التركية على بعد مئات الكيلومترات، بينما إسرائيل التي يدعي النظام أنها تدعم وتقود عملاءها في سوريا لا تبعد عن مدينة القنيطرة السورية سوى متر واحد؟ ومن زار مدينة القنيطرة يرى أن الفاصل بين الأرض السورية والأرض التي يسيطر عليها من يسميه النظام بالعدو الإسرائيلي مجرد شريط شائك بعرض ثلاثة سنتمترات. وبالإمكان استهداف المواقع الإسرائيلية بالحجارة وليس حتى بالمدافع للضغط على إسرائيل ومنعها من استخدام عملائها ضد النظام في سوريا؟

والسؤال الأهم الذي نريد أن نسأله لمن يزعمون أنهم يحاربون أذناب إسرائيل في سوريا: ألم يعترف حليفكم الدولي الرئيس الروسي بوتين بعظمة لسانه في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في موسكو بأن إسرائيل باتت حليفاً قوياً لروسيا وحلفائها في مواجهة الإرهابيين والتكفيريين في سوريا؟ فكيف إذاً تتهمون الجماعات التي تقاتل النظام في سوريا بأنها عميلة لإسرائيل، وفي الوقت نفسه أصبحت إسرائيل، حسب بوتين، حليفاً لكم لمواجهة تلك الجماعات الإرهابية في سوريا؟ هل يعقل أن إسرائيل باتت تقاتل وتحارب ضد من تسمونهم أنتم بعملاء الصهاينة وأذنابهم؟ هل يعقل أن إسرائيل صارت تحارب عملاءها؟

والسؤال الأصعب موجه للنظام السوري: هل تعلم أن عدد شهداء الجيش السوري في حرب تشرين عام 1973 ضد إسرائيل بلغ 750 شهيداً و1200 جريح، مع العلم أن النظام كان في ذلك الوقت يواجه إسرائيل مباشرة، بينما وصل عدد قتلى الجيش السوري إلى أكثر من مئة وخمسين ألف قتيل وعشرات الألوف من الجرحى عندما واجه الجيش من يسميهم النظام بعملاء إسرائيل في الداخل السوري على مدى السنوات الست الماضية؟ ألم يكن من الأفضل أن يواجه الجيش العربي السوري إسرائيل بدل أن يواجه «عملاءها في سوريا» كي يوفر على نفسه مئات الألوف من الشهداء والجرحى والخسائر الرهيبة؟

وأخيراً أيضاً كيف يستقيم اتهام النظام السوري لجماعات المعارضة بأنها عميلة لأمريكا، وفي الآن ذاته يرحب الرئيس السوري بدخول الجيش الأمريكي للأراضي السورية؟

«مش راكبي» بصراحة!

فيصل القاسم – القدس العربي

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫3 تعليقات

  1. بدك ياهن يحاربوا مسمار جحا؟! ناس قاعدة عم تسرق وتنهب باسم مقاومة اسرائيل.. شو مجانين ليحاربوا ولي نعمتهن!؟ كل ضابط بالجيش السوري صار اغنى من رجل اعمال من الرشاوي.. شو حشيش ما حشيش!!؟؟ ولك اخ بس لو اسرائيل حاربتنا قبل 2011 وفاتت بجيش بري… بدي ياكن كان تشوفوا ضباطـ المقاومة والممانعة وهنن عم يفاوضوا الاسرائيليين عالخروج الامن مع عائلاتهم ومصريهم متل ما عملوا ضباط صدام مع الامربكان!! اما صغار الضباط وما تبقى من شبيحة فرح يتسابقوا لتقديم الشاي لضباط الجيش الاسرائيلي عالجبهة ويتباروا بالخيانة وارشاد الاسرائيليين لمستودعات السلاح واماكن قواعد الصواريخ واسماء الجنود وحتى اضابير المخابرات كانوا هدوها للاسرائيلي طمعا بنيل الرضا!! هادا كلو صار عفكرة من ضباط صدام بعد سقوط بغداد انا ما عم اتخيل عفكرة… انا بدي افهم بس من الجحش يلي بيعتبر جيش ضباطو عايشة عالرشوة انو.مقاوم!؟ كيف زابطة معو!؟ كيف قادر تسلم شيئ مقدس متل قتال اسرائيل لواحد مرتشي!؟ ولك هاد بهمو القرش ويلي بيدفع اكتر عالطاولة بشيل ودستورو بالحياة بعد حشيشي ما ينبت حشيش!! قال مقاومة قال… يا سيدي براهنك ازا النظام الاسرائيلي اجا ليسقط لحالو والله ليساندوا ليبق قائم!! باب رزق هاد جاب ملايين وملايين لضباط المقاومة.والممانعة.. روح شوف القصور يلي معمرينها بضيعهن غير الارصدة بالبنوك.والاملاك وغيرو وغيرو… باب رزقهن بدك يسكروه بايديهن؟! هزلت!!!