” عبدو أوسطه ” .. من عامل سوري لاجئ في تركيا إلى صاحب معمل يحمل الجنسية التركية

وقف السوري عبد الله أكتع على رصيف بحري في مدينة مرسين التركية التي وصل إليها قبل 4 سنوات، موجهاً نظره إلى بلده القريب البعيد، وسط مشاعر مختلطة حول عودة إليه وإن طال موعدها، أو بقاء لا رجعة عنه.

بلغة تركية مقبولة، يقول الصناعي الحلبي إنه بات الآن “عبدو أوسطه” (أي المعلم عبدو)، هكذا يخاطبه زبائنه الأتراك، على حد تعبيره، فهو أحد السوريين الذين وصلهم الخبر السار مؤخراً، “تمت الموافقة على منحكم الجنسية التركية”.

كان أكتع، العامل في مجال “التبريد الصناعي”، واحداً من بين الآلاف الذين غادروا مدينة حلب مع وصول الفصائل إليها وسيطرتهم على نصف أحيائها، وبدء النظام بتدمير تلك الأحياء فوق رؤوس ساكنيها، إلا أن وجهته الأولى كانت الجزائر، وليس تركيا.

بعد أن ترك أكتع معمله في منطقة “الشعار” بحلب، والذي تعرض لاحقاً لحملات التشويل والتعفيش التي تورطت فيها كل الأطراف، افتتح معملاً آخر في الجزائر، وبدء ببناء حياة جديدة ما لبثت أن تساقطت لبناتها الأولى مع وفاة والده واستشهاد شقيقه جراء القصف في حلب، وبقاء أمه وعائلة شقيقه بلا معيل، الأمر الذي اضطره للعودة، محملاً بخسائر كبيرة على الصعيد المادي.

وفي حلب، حزم أكتع أمتعة والدته وأرملة شقيقه وأولاده، وانطلق بهم إلى جانب عائلته، إلى تركيا، ليصبح حينها الرجل المسؤول عن 13 شخصاً.

لم تكن الأموال التي بقيت مع أكتع كافية لبدء مشروع جديد، الأمر الذي دفعه للعمل لدى الأتراك، في مدينة مرسين حيث استقر، إلا أنه أشار لعكس السير أن إيجاد عمل بالنسبة له لم يكن بذات الصعوبة التي تعترض طريق السوريين عموماً، حيث أن اختصاصه “نادر ومطلوب ودهب”، على حد تعبيره.

وسرعان ما تحسنت أوضاع أكتع “ببركة من يعيلهم”، وتمكن، بمساعدة معلمه التركي الذي كان بمثابة أخ له، وفق قوله، من افتتاح محل مجاور له، والحصول على إقامة عمل.

وتطورت أعمال أكتع، وأصبح المحل معملاً، وعاد الأربعيني الحلبي معلماً كما كان في مدينته الأم، وباتت منتجاته محط إعجاب الأتراك بعد السوريين، قبل أن ينتقل إلى التصدير لدول أخرى.

وعن قصة حصوله على الجنسية، قال أكتع لعكس السير، إنه كان، كالعديد من السوريين، واحداً ممن تم الاتصال بهم وسؤالهم ما إذا كانوا يرغبون بالحصول على الجنسية التركية.

ورد أكتع بالإيجاب، وقدم الأوراق المطلوبة وأنهى المقابلة المقررة، ثم انتهى إلى مسامعه أن الاستخبارات التركية استفسرت عنه وعن عائلته في مدرسة ابنه، قبل أن تصله رسالة الموافقة مؤخراً.

وقال أكتع لعكس السير، إنه نال الجنسية هو وعائلته، لافتاً إلى أن معظم زبائنه السوريين من رجال أعمال وأصحاب شركات، حصلوا على الجنسية أيضاً.

وعن رغبته بالعودة إلى سوريا من عدمها، قال أكتع: “أعود إن انتهت الحرب هي بلدي في نهاية الأمر حتى وإن حصلت على جنسية تركية .. الآن العودة مستحيلة فلا أمان ولا كهرباء ولا ماء”.

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية، بوصول رسائل القبول للآلاف من السوريين المرشحين والمتقدمين بطلب للحصول على الجنسية التركية، بعد أشهر من فتح السلطات التركية باب التسجيل للحصول على الجنسية بشكل استثنائي، وقبل ذلك اختيارها لأعداد محددة وعرض الجنسية عليهم.

وبحسب المعلومات التي حصل عليها عكس السير، عبر تواصله مع عدد من المتقدمين والحاصلين على الجنسية، فإنه لم تكن هنالك آلية أو منهجية يمكن الاستناد إليها، أو معرفة كيفية اختيار السلطات التركية للمرشحين، فقد حصل على الجنسية رجال أعمال وطلاب وعمال، على اختلاف مستوياتهم التعليمية، عرباً وأكراداً وتركمان.

ووفق القانون التركي، لا يستطيع السوري (كغيره من الأجانب) الحصول على الجنسية التركية إلا عبر الإقامة لمدة خمس سنوات (إقامة عمل) وهي إقامة مكلفة مادياً ولا يستطيع سوى قلة تحمل تكاليفها، أو عن طريق استثناءات تمنح لرياضيين أو فنانين أو علماء أو شخصيات مؤثرة (عازف البيانو – عالم الرياضيات – بانة العابد)، ولا يمكن للاجئ السوري الحصول على الجنسية التركية مهما طالت مدة إقامته في البلاد، لأنها تندرج تحت مسمى “الحماية المؤقتة”.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شاهد أيضاً ↓

تصريح لافت لزعيم أكبر حزب تركي معارض حول منح الجنسية التركية للسوريين !

فتى سوري يلعب في منتخب كرة القدم التركي للناشئين بعد حصوله على الجنسية التركية

طفلة تويتر الحلبية الشهيرة تحصل مع عائلتها على الجنسية التركية

صحيفة تركية: في 9 نقاط .. الجنسية التركية للسوريين

 

مواضيع متعلقة

طبيب أسنان سوري حقق شهرة كبيرة يحصل على الجنسية التركية

صحيفة تكشف عن عدد السوريين الذين اقتربوا من الحصول على الجنسية التركية ( فيديو )

يلدريم : سنمنح الجنسية التركية لأصحاب الكفاءات من السوريين .. و سنرحل مرتكبي الجرائم

بعد تجاوز تحقيقات الأمن القومي .. عشرة آلاف سوري يقتربون من نيل الجنسية التركية رسمياً

رسمياً في عدة مدن .. عكس السير يكشف عن تفاصيل بدء عملية منح الجنسية التركية للاجئين السوريين

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫8 تعليقات

  1. الحلبية بيرفعو الراس نحنا بسوريا من دون حلب و صناع حلب كان اقتصادنا اتدهو و السبب الرئيسي بتدهور الاقتصاد هلأ هو الحرب اول شي و تدمير حلب تاني شي.. لو لسا حلب ئايمة كان الأقتصاد مع تدهورو الكبير احسن من هلأ.

  2. والاتراك ساعدوه ومنحوه الجنسية وكل التسهيلات والمساعدة ومثله مئاة الالاف ثم ياتي ناس يحبون البوط العسكري والعبودية يمجدون الا الاسد الحرمية

  3. بس وين علم بلدك سورية ….مين تزوج امي
    هو عمي هادا هو انسان العربي كلو تربية البعث

    1. شكلك انت حسود بدل ما تقول الله يوفقه للرجل برقبته 13 شخص
      وعم يقول بالمقابلة شو ما صار بتضل سورية بلدي ولازم ارجع

  4. بارك الله بالحكومة التركية الفكرة مفيدة وحلوة لكن اعتقد ان هذا الموضوع تم بمباركة امريكية واوروبية والهدف محو هوية العرب السنة بمنحهم جنسيات وفي المقابل يتم توطين عائلات ايرانية بحمص ,العملية تشبه الاستيطان الاسرائيلي طرد فلسطينيين واستبدالهم بصهاينه