معرض منتظر سيعرض إبداعاتهم .. ألمانيا : خياطون سوريون لاجئون يحولون أربطة عنق و قمصاناً قديمة لأزياء أنيقة
شارك أربعة خياطين سوريين لاجئين في ألمانيا، بمجموعة من التصاميم بمدينة نيوكيرشن، بولاية شمال الراين، غربي البلاد، مع المصممة الألمانية روث براون.
وتحدثت صحيفة “راينيشه بوست” الألمانية، أمس الجمعة، بحسب ما ترجم عكس السير، عن أجواء العمل، ووصفت حال العاملين بالقول إن جودت سيدو (37 عاماً) كان منشغلاً بتصميم حقيبة جلدية، ويتناقش مع روث براون (28 عاماً) حول التصميم، فيما تدخل غادة اللحام (58 عاماً) حاملة بيدها سترة، وفجأة تهتف براون:” انتهى أخيراً!”، وتحتفل المرأتان سوياً بعد هذا الجهد.
وأضافت أن السترة التي حملتها غادة تعد واحدة من الماركات الجديدة “هدهد”، وتعمل تحت رعاية الجمعية التعاونية (توفاس)، والتي يعمل فيها الخياطون الأربعة مع المصممة براون منذ عام ونصف.
ونقلت الصحيفة عن براون قولها: “منذ أن ضخينا الحياة في ورشة الخياطة، تغير الكثير، لقد كان عددنا أكثر بكثير، ولكن البعض غادر، بعد تحوله إلى عمل آخر”.
ويعمل أربعة خياطين من حلب في الورشة، وهم جودت وغادة وروجين وكمال، ويتناوبون في الدوام نظراً لوجود دورات تعلم اللغة الألمانية.
ويتم في الورشة خياطة التنانير من أربطة العنق القديمة، ومن قمصان الرجال يتم تصميم بلوزات نسائية بلا أكمام، فيما تتحول المفارش إلى فساتين أنيقة.
وستقدم تلك التصاميم وغيرها في معرض “ماشيننهاله باتيبيرج” بمدينة مورس، في 23 من أيلول الجاري.
واقترحت براون فكرة خياطة ملابس رجالية، حيث تأمل أن تتحول إلى معرض للأزياء في وقت قريب، كما ستقوم إحدى المحطات التلفزيونية بتقديم تقرير من الورشة.
بدوره، قال جودت سيدو، والذي يقدم المشورة في التصاميم والخياطة في هذا المشروع: “أنا لا أتكلم الألمانية جيداً بما فيه الكفاية، لذلك لا يتم فهمي من قبل العاملين على الإطلاق”، (AksAlser.com)، إلا أن براون تجد هذا هراءً وتقول “أنت تتحدث بشكل جيد، وتقوم بعملك على أكمل وجه”.
ويرفض سيدو تلك المجاملة، ويشكك في مهاراته اللغوية، على الرغم من أنه يتحدث العربية بطلاقة، بالإضافة إلى لغته الأم الكردية، ويعبر عن حبه لعمله بالقول: “أنا أحب هذه المهنة، التي تعد الأجمل بالنسبة لي”.
وأضاف أن الخياطة في ألمانيا تختلف عن نظيرتها في سوريا، ويشير لعدم وجود آلات خياطة صغيرة في ألمانيا، وأن كل شيء يعتمد على المصانع ذات الآلات الكبيرة، وتوافقه براون الرأي، وترى أن هذا يسرع ويسهل عملية الخياطة، ومع ذلك تجد بأن كلاهما يكمل بعضه الآخر بشكل جيد.
وختاماً، أعرب جودت عن سعادته بالمعرض القادم، والذي سيتيح له مشاهدة تصاميمه للمرة الأولى، على مسرح عرض الأزياء.