” في بلادنا لا وجود إلا لحزب واحد ” .. وكالة الأنباء الألمانية : اللاجئون السوريون يبدون اهتماماً كبيراً بالانتخابات الألمانية

يبدي اللاجئون السوريون الذين وصلوا إلى ألمانيا مؤخرا الاهتمام بأكثر من مجرد معرفة نتائج الانتخابات العامة التي ستجرى في البلاد في الرابع والعشرين من أيلول/ سبتمبر الجاري، حيث أنهم يحرصون أيضا على معرفة وفهم النظام السياسي في ألمانيا لاقتباس بعض الأفكار التى يمكن تنفيذها من أجل مستقبل سورية.

ففي مدينة جوتينجن بألمانيا، جلس عبدالرحمن عباسي / 23 عاما/ وهو طالب سوري فى طب الأسنان يتبادل أطراف الحديث مع والديه على مائدة الإفطار وتركز الحديث على الانتخابات الألمانية، وعلى الرغم من عدم أحقية أي منهم فى الإدلاء بصوته في تلك الانتخابات، لم يتوقف عباسي ، الذي حظيت أسرته بعملية للم الشمل قبل عام ونصف العام ، عن الحديث عنها. وقال: “إنها خبرة قيمة للغاية إذ ليس لدينا مثل هذا الأمر في بلادنا التي يحكمها حزب واحد بلا أي وجود للمعارضة”.

وأبدى عباسي ، الذي وصل إلى ألمانيا قبل ثلاثة أعوام ونصف العام، إعجابه بحزب معين في ألمانيا وهو الحزب الاشتراكي الديمقراطي “SPD” من يسار الوسط. وذكر لوكالة الأنباء الألمانية (د . ب . أ .) : “لقد بدأت في تعزيز خبرتي السياسية تدريجيا منذ عام 2015”.

وعباسي هو واحد من بين سوريين كثيرين في ألمانيا يبدون اهتماما بالانتخابات من أجل حياتهم في المستقبل سواء ظلوا في ألمانيا أو عادوا إلى وطنهم سورية.

وتظهر استطلاعات الرأي أنه من المرجح أن تذهب الأصوات إلى الاتحاد المسيحي الديمقراطي “CDU” بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل المعروفة بقرارها في عام 2015 بالسماح بعدد غير مسبوق من المهاجرين وجاء معظمهم من الدول التي مزقتها الحروب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

أما سامر فهد الذي كان ناشطا يساريا ضمن جماعة من المعارضين لنظام بشار الأسد قبل أن يهرب من البلاد خوفا من تهديدات قوات الأسد والمتطرفين ، فقد أصبح مؤخرا عضوا في الحزب الاشتراكي الديمقراطى الألماني.

وقال فهد /27 عاما/ وهو من محافظة السويداء السورية التي يمثل الدروز غالبية سكانها : “نحن لم نعرف الديمقراطية منذ أن حكمنا نظاما مستبدا”، وأضاف: “نحن هنا نتعلم الكثير عن الحملات السياسية والانتخابية، ومهام نواب البرلمان وهيكل الأحزاب السياسية”.

وعندما يتعلق الأمر بالبرنامج الانتخابي للأحزاب الألمانية، يهتم السوريون المنخرطون سياسيا بقضايا الهجرة والتعليم.

وأوضح فهد: “كأجنبي، أنا مهتم بالحزب الألماني الذي يعمل على استيعاب المهاجرين وخلق المزيد من الفرص فى قطاع التوظيف والترحيب بالمزيد من اللاجئين.. وبالمقارنة بالاتحاد المسيحي الديمقراطي، يرحب الحزب الاشتراكي الديمقراطي باللاجئين بشكل أكبر”.

ولاحظت كاترين بنتسنبرج ، وهي عضوة بالحزب الاشتراكي الديمقراطي ومن المؤسسين لورشة عمل للتثقيف السياسي للاجئين السوريين ، من خلال الحلقات النقاشية مع المشاركين أن الكثير من السوريين يعتبرون الأحزاب السياسية فاسدة.

ودشنت بنتسنبرج وبنيامين فروكاك ورشة عمل شهرية تحت عنوان ” اصنع السياسة – وساهم في القرار” في نيسان/ أبريل بهدف “تعريف القادمين الجدد بآليات عمل السياسة في ألمانيا”.

ووجدت بنتسنبرج أن بعض المشاركين في نهاية ورشة العمل طلبوا إجراء انتخابات تحاكي الانتخابات الحقيقية في إطار اهتمامهم المتنامي بالنظام الديمقراطي في ألمانيا.

وقال فروكاك: “لقد طرحوا أسئلة كثيرة عن كيفية بناء ألمانيا بشكل ديمقراطي في أعقاب الحرب العالمية الثانية”، وأضاف فروكاك لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب .أ.) : “لدى انطباع بأنهم حقا مشاركون في (الانتخابات) لكنني أعتقد أنهم لن ينضموا إلى الأحزاب الألمانية لأن الكثير منهم يريد العودة إلى سورية قريبا”.

وإعادة بناء وطنهم المدمر، بالنسبة لبعض السوريين، هو الشغل الشاغل لهم أثناء استكشافهم لعالم السياسة في ألمانيا، وسواء أكان سامر فهد سيعود إلى سورية خلال عشر سنوات أو خمس عشرة سنة ، فإن ذلك سيعتمد على ما إذا كان سيستطيع تحقيق هدفه من دراسة العلوم السياسية ويحدد مسارا مهنيا في عالم السياسة في ألمانيا أولا، ويقول فهد: “ربما تكون لدينا القدرة على إنشاء أحزاب سورية أفضل من الأحزاب الألمانية”. (DPA)

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫3 تعليقات

  1. الذين يفكرون بالعوده لوطنهم و المشاركة ببنائه يبقون قريبين منه و لا يركبون البلم و يعبرون حدود وحدود بعدما سمعوا بالمعونات المالية، على كلآ مادام أبو رقبة و قواته الرديفة مسيطرة على سوريا و تتوسع وهذا الحاصل و المتوقع،
    يبقى كل شيئ سوف تتعلمونه متل الضراط على البلاط.

    1. بعد كلام ابو رقبة عن التجانس و تهديد زهر الدين من طيزي حدا يرجع
      أكس معلم عالرجعة !!!!