صحافي سوري يكتب في صحيفة ألمانية : بين سجون ألمانيا و سجون بشار الأسد

ضمن سلسلة “حياتي في ألمانيا”، كتب الصحافي السوري يحيى الأوس، مقالاً في صحيفة “سود دويتشه تسايتونغ” الألمانية، متحدثاً عن الفرق بين السجون في ألمانيا وسوريا.

وجاء في المقال الذي نشرته الصحيفة، الأحد، وترجمه عكس السير: “يعيش أحد أصدقائي السوريين حالياً بجوار سجن للنساء في برلين، حتى الآن، قمت بزيارته مرة واحدة، ولو لم يقم بإخباري أن المبنى المجاور هو سجن للنساء، لم أكن سألاحظه، لم أر أية إجراءات أمنية أو حماية خاصة حول المبنى ولا توجد جدران عالية ولا بوابات سوداء ولا نقاط تفتيش ولا أحد يحمل بندقية”.

وأضاف: “لا يعيش الكثير من النساء في السجن، كما يقول صديقي، في المساء فقط يلاحظ المرء أن بعض النوافذ القليلة من المبنى الضخم لديها ضوء، في بلدي لا توجد فكرة حول سجن لتأهيل المعتقلين، السجن في سوريا يختلف تماماً عن السجن في ألمانيا، حيث يكون السجن هناك قذراً آيلاً للسقوط و هذا لا يعني أن النظام لا ينفق الكثير من المال على إدارة السجن، فالسجون المحصنة هي واحدة من الركائز الرئيسية لنظام الأسد، وبدون سجون مخيفة لن تتمكن أي دكتاتورية عربية من الحفاظ على سلطتها وتوسعها”.

وأوضح: “فكرة السجون التأهيلية لجعل المواطنين صالحين تعتبر فكرة سخيفة في سوريا، وقد بنيت السجون في وطني لمعاقبة السجناء بشكل وحشي وسلبهم حريتهم، كل سوريّ وسوريّة يدخلون السجن ويغادرونه -إن كانوا محظوظين- بحالة بدنية وعقلية سيئة”.

وتابع: “السجون في بلادي أماكن مخيفة ومزعجة ، فهي معزولة ومليئة بالقسوة والكراهية، ويأمل السجناء البقاء على قيد الحياة في اليوم التالي أو على الأقل ألا يناموا بأصوات معدة خاوية .. الكثيرون يعتبرون الحصول على حمام ساخن مع الصابون مجرد حلم، معظمهم يريدون السلام والهدوء الذي لا يبدو أنه موجود، الصرخات التي ينفطر لها القلب جراء الاستجواب والتعذيب، وغيرها من الأصوات المروعة، تجلجل باستمرار من خلال ممرات السجن الطويلة والمظلمة”.

وأضاف: “لا يوجد في سجون بلادي جيران، أخبرني صديقي في برلين أنه اعتاد على المبنى المجاور، كما أنه لا يجد أن الأمر غريباً في أن يعيش هناك، صحيح أنه لا يمكنه احتساء القهوة مع الجيران السجناء ولا التحدث أحياناً عن الطقس ولكن من الممكن بالفعل في بعض الأوقات إلقاء تحية لطيفة أو رمي ابتسامة في وجهم”.

وكتب متسائلاً ما إذا كانت الأحلام “التي حُلم بها في منزل صديقي هي أحلام أخرى عن تلك التي حلمت بها في السجن؟ أنا شخصياً أعتقد أن أحلام السجناء لا تختلف عن أحلام الشعب في الحرية، كما حلمت عندما كنت في السجن في سوريا أن احصل على ألذ و أروع الأطعمة اللذيذة وان تزورني أجمل النساء”.

بدورها، أشارت الصحيفة إلى أن يحيى الأوس عمل في سوريا كمراسل سياسي لصحيفة يومية كبرى، وألقي القبض عليه، بسبب تقاريره الناقدة، وتم إيداعه في السجن من 2002 وحتى عام 2004، كما تمت مصادرة بطاقته الشخصية، وتم حظره مهنياً.

وخلال الربيع العربي، كتب أوس (43 عاماً) تحت اسم مستعار لصحيفة معارضة، ثم غادر إلى ألمانيا مع زوجته وابنتيه، عندما أصبح الوضع في سوريا خطيراً جداً، حيث تعيش العائلة في برلين منذ صيف عام 2015، ويقوم أوس بالكتابة بانتظام في سلسلة “حياتي في ألمانيا”.

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫3 تعليقات

  1. عندما يتمتع الالماني بنفس العقل الاجرامي الذي يتمتع به السوري سترى اجراءات امنية في المانيا افظع مم تراه في سوريا بمراحل

    1. غير انت ورئيسك وقروده عندو فكر إجرامي.
      الشعب السوري علم البشرية الأخلاق والقيم.
      ويكفي أنا هذا الشعب منه انطلقت الرسائل السماويةالثلاث للعالم.
      وبشار وأمثالك هم أداة المستعمر الذي تركه يسرق وينهب ويرشي لجعل البلد ضعيفة وسوق لمنتجاته.
      بشاروالسيسي وحكام خليج وحكام العرب هم أدوات استعمارية.
      انظر للسيسي ممنوع من فتح أي مشروع حقيقي ينمي مصر.
      غير السباحة والتدليك لفقراء أوربا من السياح.

    2. على فكرة أنت بألمانيا بتصير متل القملة المفروكة ,,, أسوة بكل شبيح وصلها